“الثنائي الشيعي” يضع حدّاً للحراك القطري.. والوطني الحر لا يوقّع

النشرة الدولية –

لبنان 24 – ايناس كريمة

علّقت القوى السياسية في لبنان آمالاً كبرى على المبادرة القطرية حيث كان من المتوقع أن تخطو خطوات جديّة باتجاه إيجاد حلّ للازمة اللبنانية وطرح تسوية مقبولة لدى مختلف الأفرقاء تؤدّي الى إنهاء الفراغ الرئاسي والوصول الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن، لكنّ هذه الآمال اصطدمت بخيبات لم تكن في الحسبان.

وفق مصادر سياسية شديدة الاطّلاع فإنّ الغطاء الذي مُنح لقطر للقيام بحراك سياسي تتخلله بعض الوساطات في البلاد، هو غطاء أميركي – سعودي لكنّها لم تحصل على ضوء أخضر من هذه الدول من أجل مبادرة عمليّة ببنود واضحة تحقّق الهدف المنشود، وتبيّن بعد كل الأخذ والردّ أن قطر كانت في واجهة الخماسية الدولية لا اكثر ولا أقلّ.

ولعلّ الحراك القطري الذي بدا واضحاً أنه كان يهدف بأقصى طموحاته الى جسّ نبض مختلف القوى السياسية لمعرفة كيفية طرح عناوين تسوية محددة وواضحة، تعثّر بلاءات عديدة من هذه القوى وأهمها “قوى الثامن من آذار” والتي وضعت حدّاً لا يمكن تجاوزه تمثّل بإصرار “الثنائي الشيعي” على ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

وتقول المصادر أن القطريين لم يفلحوا بممارسة أي نوع من الضغوط للحصول على تعهّدات من بعض “قوى الثامن من آذار” أساسها التنازل في مقابل الحصول على اغراءات سياسية، على اعتبار أنّ 8 آذار تتمسّك برئاسة الجمهورية وهي مستعدة لتقديم اغراءات مرتبطة بالمناصب والحصص في المؤسسات الأخرى كرئاسة الحكومة والتعيينات الادارية في أكثر من موقع من مواقع الفئة الاولى في لبنان.

كل ذلك أدّى الى التراجع التكتيكي للقطريين، إذ يبدو أن الاندفاعة القطرية كبحت فراملها حتى بات البعض يشبّهها بالمبادرة الفرنسية التي تعرّضت لضربة قاسية من القوى المسيحية، أما الحراك القطري فقط واجه ضربة قاصمة من “الثنائي الشيعي” وحلفائه من “قوى الثامن من آذار” حتى “التيار الوطني الحر” نفسه لم يوقّع شيكاً على بياض يمنحه للوفد القطري لعمل ما يراه مناسباً للحلّ اللبناني.

زر الذهاب إلى الأعلى