الرافعي: “اشكالية التلوث البيئي يؤثر على ازدياد حالات الاصابة بالسرطان
النشرة الدولية –
اقيم اليوم في قاعة المحاضرات في “مركز الشمال الاستشفائي” ندوة حول”مرض السرطان … مسؤوليتنا” برعاية وحضور قائمقام زغرتا الزاوية ايمان الرافعي، حضرها كل من قائمقام الكورة كاترين كفوري، قائمقام بشرّي ربى الشفشق، رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، وحشد من رؤساء البلديات والجمعيات الأهلية والمدنية ومشاركة من المجتمع المحلي.
استهل اللقاء بكلمة ترحيبية للدكتور سيزار باسيم ركّز فيها على “أهمية موضوع السرطان “، وشكر القائمقام الرافعي على “تعاونها في هذا المجال”منوها “بنجاحاتها في مهامها وتجاوزها كافة المطبات”.
الرافعي
ثم تحدثت الرافعي فقالت: “تشرفت بدعوة دكتور سيزار باسيم لأكون راعية لهذه الندوة التي لها علاقة بموضوع مهم جداً ويطال جميع اللبنانيين وهو “المسؤولية المجتمعية” في الحدّ من ازدياد الاصابة بمرض السرطان. فمن منّا ليس له قريب او عزيز اصيب بهذا المرض؟ ومثل هذه الندوات التي تقام في المستشفيات والمراكز المتخصصة ولها علاقة بسبل الوقاية الصحية مهمة جداً خاصة انها تؤثر على حياة الانسان والمجتمع، كما ان المشاركة المجتمعية في هذه الندوات مهمة بما خص الحدّ من الاصابة بهذا المرض الذي تزداد نسبته والذي قد تكون مسبباته جينية او وراثية”.
وذكرت “اشكالية التلوث البيئي وتأثيره على ازدياد حالات الاصابة بالسرطان”، وقالت: “الكثير من الجمعيات اللبنانية تشير الى ازدياد هذه الحالات في المجتمع اللبناني، وهنا لا بد من ذكر المولدات الكهربائية _الديزل التي يزيد استخدامها من تلوث الهواء وتساهم بالتالي بالاصابة بالسرطان، ومشكلة النفايات التي يجب معالجتها وهي مشكلة مهمة رغم سهولة معالجتها ومما تسببه من تلوث نظري، وهناك حرق المطامر عشوائياً الذي يؤثر ايضاً على ازدياد الاصابة بمرض السرطان، ويجب ان لا ننسى حرق الاطارات في طرابلس والجوار كالبداوي وعلما والفوار ليستخرجوا منها النحاس مما يسبب تلوث الهواء وتأثيره السلبي على الصحةوتلوث الشواطىء بسبب الصرف الصحي ومخلفات المعامل والعديد من الملوثات التي تؤثر على البيئة والصحة في آن”.
واوضحت ان “دور الحكومات والادارة والبلديات يجب ان يكون من خلال سعي جدي لاستبدال المولدات بالطاقة الشمسية والطاقة الخضراء، وفيما يتعلق بحرق المطامر والاطارات فيجب ان يكون هناك دور للشرطة البلدية والقوى الامنية لضبط هذا الموضوع واحالة المخالفين الى القضاء الذي يجب عليه القيام بدوره ليكون رادعاً لمثل هذه الاعمال”.
ولفتت الى “ان حل هذه المشكلات التي ذكرت تساهم كثيراً في الوصول الى بيئة سليمة ونظيفة فنحافظ على حياة اطفالنا وابنائنا”.
وختمت: “نتمنى ان ينال موضوع هذه الندوة اهتماماً من جميع المعنيين وتثمر مزيداً من التواصل في اي موضوع يخدم هذه المنطقة وابنائها، ونحن على استعداد لأي تعاون ان مع البلديات او المجتمع المدني والجمعيات. كما يهمنا ان يكون هناك توعية وثقافة صحية وبيئية. واشكر الدكتور سيزار ومركز الشمال الاستشفائي، هذا الصرح الذي يثبت يوماً بعد يوم انه اهل وجدير ويقدّم خدمات جمة للمجتمع وللعامة”.
مقدسي
وتحدث رئيس الندوة الدكتور جوزيف مقدسي عن هاجس المرض الذي “لا يقتصر على الناس وانما لدى بعض الاطباء الذين حين يواجهون مريض سرطان ينصحونه بالإنكفاء في منزله وتحمل الالم دون خضوعه للعلاج . فبالنسبة للبعض لا يزال مرض السرطان من المحرمات. والخوف مسيطر على بعض الناس لدرجة انهم يخافون اجراء صورة واكتشاف مرض معين لديهم لأنهم لا ينظرون الى من يمرض ويُشفى وانما تركيزهم على من يمرض ويموت، من هنا علينا التركيز على ان ٥٠٪ من المرضى يشفون شفاء كاملاً والبقية هناك من يتناولون ادوية مزمنة كأدوية الضغط وسواها”.
واضاف: “تطورت اساليب العلاج وتقنياته كثيراً”، مشيرا الى اسباب المرض وسبل الوقاية منه، وابرزها :”التدخين كسبب رئيسي لسرطان المثانة والحنجرة والفم والرئة والربو، والنظام الغذائي الذي يجب ان يكون صحياً، والتلوث البيئي الذي يحتاج لسنوات كي يظهر تأثيره على الناس وضرورة العمل على التخفيف منه والرياضة التي تشكّل عاملا مهما للوقاية من السرطان، و”الحظ السيء”.
وختم: “كل ما علينا فعله هو التوعية واجراء الفحوصات التي تساهم في الاكتشاف المبكر للمرض”.
ساروفيم
بدوره، عرض الدكتور انطوني ساروفيم بعض ارقام ونسب الاصابة بأنواع السرطانات في العالم ولبنان، وقال: “تشهد النسب ارتفاعاً مقلقاً لمرض السرطان حسبما ورد في دراسات عدّة مما يستدعي التشديد على سبل الوقاية والكشف المبكر: الوقاية من التدخين والبدانة والمواد المسرطنة والحفاظ على حياة سليمة مع نشاط جسدي، كما تستوجب الوقاية إجراء فحوصات دوري”.
وأكد ان “كل هذه السرطانات يمكن تشخيصها في وقت مبكر مما يساعد كثيراً في العلاج”.
وعن عوامل الخطر التي تؤدي الى الاصابة، قال: “هناك عامل التدخين على انواعه، والكحول والتقدم في العمر اضافة الى عامل الوراثة والفيروسات والنظام الغذائي الذي ينتج عنه البدانة وقلّة الحركة وعدم ممارسة الرياضة. كما ان التعرض لأشعة الشمس الطبيعية والاصطناعية بشكل مبالغ فيه يؤدي الى الاصابة بسرطان الجلد”.
وختم: “ان الفحوصات الدورية مهمة جداً لأنها تؤدي الى الاكتشاف المبكر الذي يساعد كثيراً في العلاج الشفاء”.
عرض مصوّر
وفي الختام كان عرض مصوّر وشرح قدّمه الدكتور باسيم عن مركز معالجة السرطان في المستشفى واقسامه والخدمات التي يقدمها، لافتا الى “عبء كلفة العلاج على المرضى وعدم القدرة على المساعدة في هذة الظروف الصعبة ”
وختم متمنياً على المواطنين”التجاوب مع حملات الفحوصات المجانية التي تجريها المستشفى مع حفاظها على سرّية المريض وخصوصيته”، طالباً “دعم المؤسسات الرسمية والجمعيات وهيئات المجتمع المدني الى تفعيل التوعية على اهمية الفحص المبكر لأي نوع من انواع السرطان لما في ذلك من خير للمواطن وصحته”.
بعدها كان نقاش بين الحضور والأطباء.