جنين ليست خيرسون يا عالم العهر
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

هو عالم عاهر يملك معايير متعددة، يحلل هنا ويُحرم هناك أحداث متشابهة، يرفض الانتصار للحق ذو البينة الظاهرة، فما يحصل في خيرسون أوكرانيا جريمة قاسية، ولا يجوز أن يمر دون حسابات قاهرة، وحصار على الدولة المعتدية الاثمة، ومحاسبة كل من يقترب من نظام حكام القوات الغازية، فالعالم اليوم ينتصر لأهل الأرض وأهل القضية، فتصيبه الحمية ويرفض أن يعطي موسكو الدنية، فصنع عديد القرارات السرية، واستخرج من مجلس الأمن قرارات علنية، بأن خيرسون أوكرانية، وأن المُهجرين سيعودون بقوة دولية.

أما جنين فلسطين فهي قطعة من دنيا منسية، فلا ناصر لها ولا من يدافع عن حقها من أهل البرية، إلا فتية أمنوا بربهم وزادهم ربهم صبراً  وروية، فأهلها يُهجرون عنوة ليل نهار ولا من يقول أوقفوا الأذية، ولا تصرخ دولة شرقية أو غربية بان الأفعل الصهيونية إرهابية، وان قتل النساء والاطفال وتهجيرهم جريمة دولية، فالصهاينة محصنون بعالم اتخذ من العهر هوية، والاكتفاء بالقول يا أمة عربية أضاع في وضح النهار الهوية، ولا يُعيد الحق لشعب يقتل في اليوم آلاف المرات بأيادي يهودية، فيما قصر فعلكم وعلو صوتكم نذير بموت الأخوية.

جنين تواجه قدرها وحدها دون أنصار،  وكأنها على عهد قديم بأن تذود عن عالم يقوده أشرار، فتدفع الشهيد تلو الشهيد ولا تنحني  ولا تنهار، فتودع أبطالها  ليلاً ونهار، وتذود عن نفسها دون دعم الناتو ولا ينتصر لها في مجلس العهر قرار،  فحراسها شباب في عمر الأزهار، عشقوا أرض وطنهم  وزادهم حبه فخار،  فصمدوا وحاربوا وكأنهم قادمون من عمق التاريخ لنشر الأنوار، واسقاط نظرية جيش لا يُهزم ولا ينهار، فالنصر قادم وان طال الانتظار، فشباب اليوم لم يعيشوا النكبة الأولى ورسخت فلسطين في قلوبهم فكانوا بعقولهم أحرار، فهم يعلمون أن النهاية كتبت منذ قرن ونصف في الأسفار، بأن للصهاينة حق في دمنا ثم يولون الأدبار ، فانتظروا ونحن منتظرين ما ستأتيكم به الأخبار.

آخر الكلام:

أيها العرب تحدثوا أو اصمتوا فكلاهما سراب، ودعوا الفعل عنكم فهو لشباب يذودون عن جنين والأبواب، وعالم العهر غراب ينعق بالخراب، بأن للصهاينة حق في كتبهم بقتلكم ودفنكم تحت التراب، فاصمتوا وسلموا أرواحكم لقطعان الذئاب، فلا وطن لكم هنا فارحلوا وإلا سينتشر الارهاب ، فيأتي الرد من شباب كالسحاب، يُمطرون على وطن العز فتصبح الدنيا ضباب، فيتوه العدو وتُصبحُ نهاية الأغراب عذاب، هذا وعد غير مكذوب فانتظروا العقاب.

Back to top button