الأكاذيب الدولية تتساقط وصدمات واشنطن تتزايد
بقلم: صالح الراشد
تصدى الكونغرس الأمريكي لمحاولات المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، وأقر قانون يسمح له بفرض عقوبات عليها إذا حاكمت أشخاصاً محميين من واشنطن، ليثبت الكونغرس أنه أداة باليد الصهيونية يسيرونه كما يشائون، وما أثار الولايات المتحدة أنه لا يوجد حق النقض “الفيتو” لاستخدامه في المحكمة كما تفعل واشنطن بالأمم المتحدة، وبالذات مجلس الأمن والذي تحول لمجلس حرب خاص بالولايات المتحدة تستغله لتحقيق أهدافها بقتل الرؤساء وتدمير الدول بناءً على وصايا الصهيونية العالمية، مما يُشير إلى أن واشنطن تسير بقوة صوب معاداة العالم أجمع.
وأصيب صُناع القرار في واشنطن بصدمة داخلية بسبب موقف الجامعات الأمريكية ورفض طلبتها للعدوان الصهيوني على غزة والإمعان في قتل الأطفال وحماية واشنطن لهذا العدوان وإمدادها لقوات الاحتلال بالمال والرجال والسلاح، كما أذهلتهم جرأة مدعي عام الجنايات الدولية كريم خان وإعلانه أنه تلقى تهديدات من مجموعة من أعضاء في الكونغرس الأمريكي باستهدافه في حال الاستمرار بملاحقة نتنياهو، واعتبروا أن المحكمة مخصصة لمحاكمة الأفارقة والرئيس الروسي بوتين، ليخلع أعضاء الكونغرس ثوب الحياء وتظهر صورهم الإجرامية البشعة.
ولم يتبقى حول واشنطن إلا الكيان الصهيوني وعدد من الأتباع في ظل اعتراف غالبية دول أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية بدولة فلسطين، وإنفصال مجموعة “بركس” عن نظام واشنطن، وتحرر عديد الدول الأوروبية من الوصاية الأمريكية لتشكل قرارات إسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينيا بالإعتراف بدولة فلسطين صدمة لصناع القرار في البيت الأبيض، حيث لحقت هذه الدول بالسويد والتشيك والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص، وقد تكون فرنسا وأستراليا الدولتين الجديدتين اللتين تعترفا بالدولة الفلسطينية، وزاد من صدمات واشنطن الردود القوية التي أطلقها وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس معنفاً الكيان الصهيوني على تقيدهم لعمل القنصلية الإسبانية لاعترافها بفلسطين وقال : قنصليتنا تعمل منذ القرن التاسع عشر في القدس، في إشارة واضحة أن فلسطين هي الأساس وأن الكيان مجرد إحتلال طارىء وأن وجود القنصلية قبل قرن من احتلال فلسطين.
ولم يتحمل فكر الرئيس الأمريكي بايدن قدرة حماس على الصمود رغم وحشية المجازر الصهيونية وتزايدها، وظن كأعوانه الصهاينة أن المقاومة سترفع الراية البيضاء ليخيب ظنهم، لنشعر أنه أصيب بصدمة جديدة لرفض حماس الصفقات الكاذبة التي تقدمها واشنطن والتي غابتها منح نتنياهو صورة المنتصر، وفضح مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيري الصفقة الأخيرة التي طرحتها واشنطن، حين قال أنها مقترح من قبل الكيان الصهيوني، وهنا نجد أن مجموع هذه الموقف ستتسبب في خروج بايدن ونتنياهو من منصبيهما من الباب الخلفي، وسيتحمل كل منهما لوحدة أسباب الخروج المُهين وهو ما يدلل على أنهما سيصبحان أوراق محروقة في العمل السياسي.
آخر الكلام:
قال الشاعر العراقي أحمد مطر:
أَمَريْكـا تُطُلِقُ الكَلْـبَ علينا
وبها مِن كَلْبِهـا نَستنجِـدُ !
أَمَريْكـا تُطُلِقُ النّارَ لتُنجينا مِنَ الكَلبِ
فَينجـو كَلْبُهـا..لكِنّنا نُسْتَشُهَـدُ
أَمَريكا تُبْعِـدُ الكَلبَ.. ولكنْ
بدلاً مِنهُ علينا تَقعُـدُ