الإمارات ترفع عدد عناصرها الخاصة والمشتركة المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني

النشرة الدولية –

رفعت الإمارات عدد عناصرها الخاصة والمشتركة المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني غير المادي إلى 14 عنصراً، متصدرة بذلك الدول العربية، ولتحتل المرتبة السابعة عالميا من حيث عدد العناصر المدرجة في القائمة الأممية.

وتعكس تلك المكانة جهود الدولة في الحفاظ على التراث الإنساني الثقافي غير المادي سواء الخاص أو المشترك مع أشقائها في المنطقة، وحرصها على صون العديد من الملفات التراثية غير المادية وعلى تعريف الشعوب والثقافات العالمية بها على أساس أنها من أبرز ركائز تكوين الهوية الثقافية للمجتمع الإماراتي والعربي على حدّ السواء.

وتعرّف اليونسكو عناصر التراث الإنساني غير المادي بأنها كل ما يندرج في إطار التعبير الحيّ المتوارث عن الأسلاف، مثل التقاليد الشفهية وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والمناسبات الاحتفالية، أو المعارف والمهارات المرتبطة بإنتاج الصناعات الحرفية التقليدية.

وتضم قائمة التراث الإنساني غير المادي الخاصة بالإمارات عناصر خاصة بهويتها الثقافية، بينما تتشارك في عناصر أخرى مع محيطها الخليجي والعربي، حيث تضم “السدو والتلي والعازي والرزفة والأفلاج وفنون الأداء، مثل الرزفة والعيالة والتغرودة ، إضافة إلى النخلة والقهوة العربية والخط العربي والمجلس وسباقات الهجن والصقارة والحداء”، وقد لعبت الإمارات دوراً هاما في التعريف بتلك العناصر التي تمثل هوية ثقافية متكاملة.

ويعد السدو أحد أنواع النسيج البدوي التقليدي الذي يميز حياة وثقافة أهل البادية، ويُستخدم في حياكة الخيام والسجاد ورِحال الإبل، ويدخل في صناعته شَعَر الماعز وصوف الأغنام وتصنع منه البطانيات والسجّاد والوسائد وغيرها، ويُعدّ واحداً من أبرز الحرف التي لعبت دوراً أساسياً في تسليط الضوء على إبداعية الحِرف اليدوية تاريخياً.

هوية ثقافية متكاملة

ويمثل التلي واحدة من الحرف التقليدية العريقة التي تدخل في تشكيل وصناعة الأزياء النسائية المحلية، وقد أدرجت خلال الاجتماع السابع عشر للجنة الدولية الحكومية للدول الأطراف في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، التي عُقدت مؤخراً في مدينة الرباط المغربية.

وحرصت الدولة على أن يكون للفنون التراثية حضور واضح ضمن الملفات التي سعت لأن تضمّها لائحة المنظمة وهي “التغرودة والعيالة والعازي والرزفة”.

وتعتبر التغرودة -وهي مصطلح يطلق على الشعر الغنائي التقليدي في البادية- فنّاً ترثياً ونمطاً إبداعياً من أنماط الشعر المرتجل يعكس قريحة حداة الإبل ورعاة الأغنام، فيما تمثل العيالة -وهي رقصة تقليدية من أكثر العروض الفنية انتشاراً في البلاد- أداء فنياً ثقافياً تقليدياً،حيث يجتمع الرجال والصبية وهم يحملون عصيّ الخيزران الرفيعة ويتحرّكون بانسجام على إيقاع منتظم يصدر من الطبول، وتخصص هذه الرقصة للمناسبات الوطنية والاحتفالات الأخرى.

أما العازي فيمتاز بكونه لوحة فنية تراثية ثقافية يصدح من خلالها الشاعر -بصوته القوي الجهوري- بأبيات شعرية ويرددها جواباً فريق من المنشدين الذين يحملون بنادق رمزية متكاتفين في صفوف خلف الشاعر الذي يحمل بدوره سيفاً، فيما تصنف الرزفة كفن تقليدي أصيل يجمع بين الأداء والشعر ويتم خلاله ترديد أغنيات تتضمن معاني تمنح المستمعين والمشاركين شعوراً بأصالة الهوية والفخر بموروثهم.

وفيما يتعلّق بالأفلاج -وهي تصغير لكلمة فلج، أي القناة المائية أو الجدول المائي الصغير ويعدّ مصطلحاً متداولاً بين أبناء المحلي وسلطنة عُمان- تمتاز دولة الإمارات باشتمالها على الكثير من هذه الأفلاج التي كانت منتشرة في منطقة العين والمنطقة الشرقية والشمالية والوسطى واستخدمت في ريّ المزروعات وشكّلت ركناً أساسياً في حياة مزارعي تلك المناطق؛ ذلك أن الأفلاج التي أدرجت في قائمة اليونسكو عام 2022 بمختلف قنواتها السطحية والجوفية كانت وسائل داعمة لنقل المياه من أعماق الأرض إلى سطحها، وهي تعود إلى عصور قديمة وتروي تاريخاً عريقاً للدولة.

وتعكس جهود الإمارات في الحفاظ على التراث الإنساني الثقافي غير المادي مدى اهتمامها بالمحافظة على المرتكزات الأصيلة التي تشكّل أسس الهوية الوطنية للمجتمع المحلي والعربي على حدّ السواء، فاستشراف المستقبل بالنسبة إلى الدولة يبدأ من الاهتمام بأصالة الماضي وصون تاريخ الأجداد ليكون لدى الأجيال المقبلة ثروة لا تقدّر بثمن.

Thumbnail
زر الذهاب إلى الأعلى