حين تحول الوطن العربي إلى حقل تجارب للحروب..!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
نفكر طويلاً فيما حل بالوطن العربي في القرن الحالي، وهل هي الصدفة التي تقود دوله للدمار تباعا؟، أم ان المخطط كبير لاسقاط المنظومة العربية متكاملة وتحويلها لتابع يطبق الأوامر أملاً بالبقاء؟، والبقاء هنا شمولي للجميع، فالقيادات تُطيع لتبقى في مكانها وبالتالي تأكل الجزرة وترفض ان تطبق عليها سياسة العصا التي أرعبتهم نتائجها، فيرتعبون من الصور التي بثتها أو سربتها قنوات الضلال لاعدام الرئيس صدام حسين، إلى صورة الرئيس علي عبدالله صالح بعد مقتله، والصور التي نُشرت للطريقة البشعة لمقتل الرئيس معمر القذافي، وكذلك للرئيسين جاري النيل محمد حسني مبارك وعمر البشير وهما في السجن.
ولا تختلف الشعوب عن القادة، فحين تريد ان تكون صاحب رأي وموقف يخرجان عما خطط الغرب ينتشر الموت والقتل بذرائع متعددة، وتكون الحروب شمولية بحيث لا تترك بيتاً إلا ودخلته، ولا تهدأ الدول إلا بعد دمار كل شيء فيها، بحروب طويلة الأمد معقدة التفاصيل يُطلق عليها حروب الجيل الرابع، وقد تم تطبيقها في ليبيا واليمن وسوريا، وحققت مراد الغرب في تدمير الدول وتهجير الشعوب ونشر الارهاب، ليكون رد الفعل الغربي أقوى من الفعل العربي ليسقط الأبرياء باعداد كبيرة وتعود الدول لمرحلة ما قبل النهضة.
وقامت الدول الغربية بتطبيق نظريات حروب الجيل الرابع بالحرف أو كما يقول الكتاب، فدفعت بالارهابيين متعددي الجنسيات الذين أشرفوا على تدريبهم وتجهيزهم وباعداد كبيرة إلى الدول المُراد تحطيمها، وجعلت لهم صورة مغايرة ليشعر الحمقى بأنهم طُلاب عدل وهم أُس القتل والتشريد، فهم كما المال المهاجر يهاجرون من دولة لأخرى لتنفيذ برامج رسمت لهم بدقة في مراكز القوى الغربية، والمصيبة الكُبرى ان هناك فئات في الشعوب تنطلي عليهم الأكاذيب فيصبحوا جزءً من منظومة الارهاب.
وتعتمد حروب الجيل الرابع على اسقاط أكبر عدد من القتلى بالابادة الجماعية، ويرافقها السلاح الأقوى وهو الحرب النفسية من خلال القنوات الفضائية التي تم نشرها في الوطن العربي بصورة منظمة، وتم الترويج لها على أنها قنوات معرفة لكن الحقيقة تختلف عن الواقع حيث اصبحت شريكة في القتل، واستطاعت ان تخدع وتتلاعب في وسائل التواصل من خلال استغلال قناعات البعض من أحزاب وأفراد بفكرها، ولضمان زيادة القتل تعمل عصابات الموت على شكل جماعات ارهابية تنادي بالديموقراطية وتبادل السلطة لصناعة تنوع الحدث، ليعمل الاعلام على نشر الرعب المتسبب في هجرة المواطنين ولجوئهم لدول آخرى.
وهنا يأتي دور القتلة الذين يرتدون ربطات العنق وهم السياسيين الذين يستخدمون جميع الطرق المتاحة للضغط سياسياً واقتصادياً واجتماعياً على الانظمة الحاكمة، والتي تسببت في وصول بلادها لمرحلة الأوليغارشيات الخاصة التي تقود البلاد وتسيطر على قوت وحرية العباد، مما هيأ الظروف المناسبة لدخول صُناع الموت لهذه الدول، وتدمير البنية التحتية ومنابر العلم والمستشفيات والثقافة وقتل الصناعات الوطنية وتكريس الصراعات، ليصبح من الصعب عودة هذه الدول لسابق عهدها لتتحول كل منها لسجين جديد في معتقل البنك الدولي الموظف لدى الدولة العميقة في العالم والتي تعتبر الحاكم الفعلي والمخطط لكل ما يجري في العالم.
آخر الكلام:
ان استمرار الصراعات منخفضة الحدة، متعددة المواقع واستخدام نيران صغيرة الحجم، تتسبب في إطالة أمد الصراع والمعاناة وهذا ما يجري في السودان وليبيا واليمن.