“فوبيا” وسائل التواصل وتزايد الأيدي المرتجفة
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
انتشرت “فوبيا” وسائل التواصل الإجتماعي كما النار في الهشيم، وتزايدت أعداد الأيادي المرتجفة بشكل غير مسبوق، حتى وصلنا إلى قناعة بأنه لا يمكن لبعض المؤسسات أن تتخذ قراراً مهما كان سهلاً أو صعباً، فوسائل التواصل أصبحت سيفاً مُسلطاً على الرقاب ولا يرتجف منها إلا من يعانون درجة كبيرة من الخوف والرعب الداخلي “فوبيا”، لذا دعا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين إلى التخلص من الايادي المرتجفة التي انتشرت في عديد قطاعات الوطن، والتي تسببت في تراجع الاستثمار وتحقيق العدالة، لتكون دعوة الملك حفظه الله في مكانها، وهو ما يوجب ان تتخلص المؤسسات والوزارات من أصحاب تلك الايادي التي تهتز وترجف بسبب تغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تغمض لها عين إذا ما نشر اي مواطن عنهم شيئا سواء أكان صحيحاً أو كاذبا.
هذه الظاهرة والتي كنا نظن بأنها ستبقى حبيسة القطاع الحكومي تسللت وبسرعة صوب منظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها الأندية الرياضية، فأصبحت العديد من إدارات الأندية غير قادرة على اتخاذ قرار باطلاق مشروع يوفر الدعم للنادي خوفا من اتهامها بالفساد واستغلال موارد النادي، لتبقى الأندية على حالها السيء مجرد منفق للمال العالم بدلاً من أن تكون داعم حقيقي للدولة كما هي الأندية في بقية دول العالم، ويعود سبب الارتجاف إلى ضعف قدرات البعض في التعامل مع الأحداث، والخوف من كلمة تقال هنا أو تنشر على مواقع التواصل، والتي قيدت العمل في ظل وجود مرتعبين كثر يعتقدون ان كل كلمة مبنية للمجهول تُكتب تقصدهم، ليقتلوا الأمل في العمل.
وفي القضية الأخيرة لنادي الوحدات ظهر رعب بعض أعضاء مجلس الإدارة من وسائل التواصل الاجتماعي، وأنها قد تهاجمهم في حال مواجهة الوحدات لفريق عربي متهم بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهنا رفض البعض هذه المواجهة خوفاً من انتقادهم وانتقاد ابنائهم على وسائل التواصل، مما جعلهم يأخذون موقف مغاير برفض خوض اللقاء رغم ان الخسائر المالية والتاريخية والمستقبلية للنادي، وهي خسائر لا يستطيع النادي وأعضائه تحملها، وستدخل النادي في دوامة يصعب الخروج منها وقد تؤدي إلى سحب ترخيص النادي الآسيوي لتقتصر مشاركاته على البطولات المحلية.
الايادي المرتجفة جعلت بعض الأعضاء يأخذون قرارات تتعارض مع ما يدور في فكرهم، فهم يريدون مصلحة النادي وخوض اللقاء، لكن “الفيسبوك” يقف حائلاً دون أن يقدموا على العمل، بل ان أحد الأشخاص قال انه مع ان يخوض الوحدات لقاءه مع فريق أهلي دبي وأنه ليس بتطبيع، ولكن إذا دُعي للحديث سيطالب بعدم اللعب حتى لا يتعرض للهجوم على وسائل التواصل ويفقد شعبيته، وهكذا العديد من المشاركين في الجلسة الاستشارية صدحوا بعدم المشاركة وهم يُضمرون غيره، لكن الخوف من النقد الذي انتابهم عقد ألسنتهم وجعلهم يسيرون مع أصحاب الاصوات العالية كون العقلانيين يتحدثون بهدوء وروية لانهم يثقون بفكرهم وأايهم وقدرتهم على التنفيذ.
آخر الكلام:
طالب جلالة الملك بصراحة بالتخلص من جميع الأيادي المرتجفة، لذا على من ترتج يده في إدارة الوحدات ان يبادر بتقديم استقالته، ويغادر موقعة ويتركه لمن يبحثون عن التحدي والحفاظ على صرح نادي الوحدات