محال الذهب تفرغ من الأونصات والسبائك..فمن هو الشاري الأكبر؟
النشرة الدولية –
لبنان 24 – بولين أبو شقرا –
منازل اللبنانيين تتحول إلى mini مركز مصرفي.. هذه هي حقيقة الأزمة، إذ إن اللبنانيين باتوا ،منذ الاشهر الماضية، يتهافتون على شراء الذهب، وتحديدًا الأونصات إلى جانب تكديس دولاراتهم.. فماذا يحصل داخل السّوق؟t
“هذا هو الحل الأفضل”،هكذا يؤكّدُ الخبير والمحلل الإقتصاديّ علاء زين الدين الذي يشير ل” لبنان٢٤ ” الى أن الذهب هو الملجأ الآمن والأفضل ليستثمر اللّبنانيّ أمواله بعد “سرقة القرن” التي حصلت داخل المصارف وسطَ تبخّر أموال المودعين وتعب سنواتهم الذي اختفى بلمحِ البصر.
تؤكد الدراسات ان ما بين ١٠ إلى ١١ مليار دولار هي كمية الأموال التي يخبّئها اللبنانيون داخل منازلهم، لتتحول غرفهم على امتداد الأراضي اللبنانيّة إلى مصارف خاصة، تحتوي على ثروات كبيرة.
الأونصات مفقودة؟
ومن الدولار إلى الذهب، حيث يشهد سوق الذهب فيتهافت المواطنون على شراء “الأونصات” التّي تُعتبر من أفضل القطع استثمارًا، فمحال الذهب حرفيًا فرغت من الأونصات.
وفي اتصالٍ مع “خالد” صاحب إحدى متاجر الذهب الكبيرة في لبنان يقول ل “لبنان ٢٤” بأن سعر الأونصة وبالتزامن مع أزمة بنوك أميركا ارتفع بمقدار ١٠٪ ليسجل انخفاضًا طفيفًا مع إعادة ضخ الأموال داخل البنوك، مشددًا على أن الأسواق اللبنانيّة حاليًا هي شبه فارغة من الأونصات، وللحصول عليها الآن يستوجب من المشتري الحجز المسبق.
ثورة المغتربين
في الخارج كما الداخل المشهد سورياليّ، هذا ما يؤكده “خالد” مشيرا الى انه قام ببيع ما يفوق العشرة سبائك، وعشرات الليرات الذهبية في خلال أيام، مشددًا على أن الطلبات تأتي بشكلٍ متتالٍ إلى حد أن الأونصات والسبائك قد فُقدت وبات الطلب عليها يتمُّ بشكل مسبق لحجزها، ويشدد على أن حجم الطلبات الهائل استدعى رفض العديد من العمليات التي قد تصل مدة انتظارها لمدة تفوق الشهرين.
ويتابع: أن من كان يشتري سبيكة واحدة بات يشتري إثنتين أو أكثر، ومعدل الطلب على الأونصات الثقيلة ارتفع أكثر من الأونصات الصغيرة، وهذا ما يبرهن بأن من يريد الشراء يسعى إلى الادخار على المدى البعيد.
ماذا عن الإنتاج اللبناني؟
الملفت في هذه الطلبات الهائلة بأن الشراء لم يقتصر فقط على الأونصات، بل تعداه إلى طلب السبائك والليرات المصنّعة محليًا. فمن المعروف في عالم الذهب بأن الأونصات والذهب السويسري هما من أسهل السلع المباعة عالميًا، إلا أن حجم الطلبات الكبيرة التي جرت في لبنان استدعت الذهاب نحو الإنتاج المحلي وذلك لتلبية الطلب الذي فاق العرض المتوافر.
ومن هنا يلاحظ أصحاب المتاجر بأن الطلب انخفض بنسبة تفوق ٥٥٪ على الذهب المعاد تصنيعه، لسبب واحد وهو الإدخار، والمعروف اقتصاديًا ان سوق الأونصات والسبائك غالبًا ما يكون مربحًا على المدى البعيد، إذ إن هكذا سلع لا يتجاوز فقدان قيمتها العشرة في المئة ، وهذا الامر يتم في حال انخفاض سعر الذهب عالميًا.
“أدعو اللبنانيين إلى شراء الذهب وادّخاره واستثماره”، هذا ما يؤكد عليه المحلل الإقتصاديّ علاء زين الدين الذي يشدّدُ على أن الذهب سيظلُّ وسيبقى الملاذ الآمن لكل المستثمرين، خاصة وأن الاقتصاد العالميّ ذاهب نحو مرحلة الركود، رابطًا ما بين التضخم، والدولار ، ومؤكدا أنه ليس من المستغرب أبدًا إذا رأينا قريبًا بأن الدولار قد تنحى عن تزعّمه العملات العالمية، خاصة وأن نظامًا اقتصاديًا جديدًا هو على وشك الولادة.