البنك الدولى يطلق “مختبر استثمار القطاع الخاص”.. مغامرة فى الأسواق الناشئة
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

قد لا تفصح مجموعة البنك الدولى عن جوهر الدراسات والأبحاث التى سبقت تلك الاتجاهات الجديدة فى طبيعة عمل البنك الدولى، والمؤسسات والمنظمات التابعة له.

جديد البنك الدولى، يتزامن فى قمة الأزمات والكوارث والحروب التى أصابت العالم فى الاتجاهات كافة، تحديدا فى آسيا الصغرى، الشرق الأوسط، غرب وشمال القارة الإفريقية، وبالطبع تلك الأزمات التى واكبت تفشى فيروس كورونا، وما تلاها من الحرب المدمرة التى اختارتها روسيا، من خلال الإعلان عن عملية خاصة فى أوكرانيا، وما هى إلا أخطر حرب شرسة تؤثر على العالم، ليس أوكرانيا، أو روسيا، قد تمارسها الجيوسياسية، والجيواقتصادية، والجيوأمنية، ليس أقلها ارتباك العالم، من أزمة اقتصادية عالمية، مع انهيار سلاسل الإمداد، وتفشى التضخم.

* ماذا يريد البنك الدولى من مختبر الاستثمار الخاص؟!

 

عمليا، هناك مؤشرات خاصة، حصلت عليها «الدستور» تؤكد أن مجموعة البنك الدولى، وضعت الخطط النهائية لإطلاق  «مختبر استثمار القطاع الخاص»، ربما تكون «مغامرة عالمية بأبعاد اقتصادية مستقبلية»، قد تأخذ مكانتها فى اقتصاديات الأسواق الناشئة، مع تبيان طبيعة التعاون الدولى فى هذا المجال، وبالتالى أثره على البشرية، قضايا البطالة والجوع وتمكين المرأة والشباب، والصناعات الثقافية الإبداعية، وأيضا سوق الإعلام الخاص، أو المستقل.

.. لمعرفة استشراف مستقبل هذا المختبر ودوره، أعلن رئيس مجموعة البنك الدولى «أجاى بانجا، عن المبادرة الجديدة فى مؤتمر القمة لميثاق تمويل عالمى جديد، جنبًا إلى جنب مع الرئيسين المشاركين للمختبر: «مارك كارنى» و«شريتى فاديرا».

..  شركاء مبادرة البنك الدولى، قيادات اقتصادية وسياسية واهتمامها فى أمن التمويل، واقتصاديا المستقبل: «مارك كارنى» حاليًا، يشغل منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعنى بالعمل المناخى والتمويل والرئيس المشارك لتحالف جلاسكو المالى من أجل (Net Zero (GFANZ، بالإضافة إلى أدواره فى الأمم المتحدة وGFANZ، وكان فى منصب المحافظ السابق لكل من بنك إنجلترا وبنك كندا، ويشغل منصب رئيس الاستثمار الانتقالى فى Brookfield Asset Management، وهو مدير أصول بديل عالمى.

أما «شريتى فاديرا» فهى فى منصب رئيس شركة Prudential plc، وهى شركة تأمين ومدير أصول تركز على آسيا وإفريقيا، ترأست شركة Santander UK وعملت فى تقاطع الأعمال والتمويل والتنمية والسياسة العامة لما يقرب من أربعين عامًا، بما فى ذلك منصب وزيرة فى حكومة المملكة المتحدة.

 

البيان الذى انطلق من العاصمة الفرنسية باريس فى 22 يونيو 2023، وضع مجموعة البنك الدولى، أمام تحديات مبادرة غنية، طموحة، لكنها مغامرة اقتصادية، من المؤكد أن تؤثر على التعاون الدولى فى مختلف المجالات.. ومع ذلك أعلن عن «مختبر استثمار القطاع الخاص»، خطوة ملموسة فى جهد أوسع نطاقًا لتطوير وتوسيع نطاق الحلول التى تعالج الحواجز التى تحول دون استثمار القطاع الخاص فى الأسواق الناشئة.

*حلم.. وتريليونات..!

 

 

* أولا:

مطلوب تريليونات الدولارات من الاستثمار سنويًا فى الأسواق الناشئة والبلدان النامية لإحراز تقدم كافٍ نحو أهداف المناخ، وإدارة مخاطر تغير المناخ، ومعالجة الفقر.

* ثانيا:

يتطلب حجم هذا التحدى أن يلعب القطاع الخاص دورًا مهمًا جنبًا إلى جنب مع مجموعة البنك الدولى ومؤسسات التنمية الأخرى.

* ثالثا:

تتعامل مجموعة البنك الدولى مع هذا العمل بإلحاح بهدف الاستفادة من قدراتها القيادية ومعرفتها ومواردها لتحقيق نتائج ملموسة. سيشمل عمل المختبر التركيز على توسيع نطاق تمويل الانتقال، مع التركيز القطاعى الأولى على الطاقة المتجددة والبنية التحتية للطاقة.

* رابعا:

يعتمد على العمل الحالى للبنك الدولى لمعالجة الحواجز القائمة وضمان التحيز تجاه الأفكار التى يمكن تنفيذها بسرعة.

* خامسا:

ستكلف المجموعة الأساسية باستخدام مناهج وتوصيات جديدة تدعم تعبئة رأس مال البنك الدولى على النطاق المطلوب. ويشمل ذلك أفكارًا لتحسين هياكل التمويل، وطرق لمواءمة مجموعة البنك الدولى بشكل أفضل مع احتياجات وسرعة تعبئة التمويل الخاص، ومقاربات موازنة وتخصيص المخاطر بين المستثمرين، والشراكات الجديدة، فضلًا عن المجالات الأخرى التى توجد فيها فرصة لذلك. تحفيز الاستثمار الخاص بشكل أفضل.

* سادسا:

سيتألف المختبر من كبار القادة فى التمويل الخاص والأعمال التجارية ممن لديهم خبرة فى التمويل والاستثمار وممارسة الأعمال التجارية فى الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية. سيتم الإعلان عن هذا الفريق فى الأسابيع المقبلة. سيعملون بشكل وثيق مع خبراء من الحكومة والسياسة التنظيمية والمجتمع المدنى – عبر المناطق والقطاعات.

* سابعا:

سيجتمع المختبر بشكل منتظم وسيقدم تقاريره مباشرة إلى رئيس مجموعة البنك الدولى أجاى بانجا وقيادة مجموعة البنك الدولى بما فى ذلك أكسل فان تروتسنبرج وهيروشى ماتانو وآنا بييردى وأنشولا كانط. مختار ديوب، المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية، سوف يشرف على التنسيق ويعمل كنقطة اتصال يومية مع مجموعة البنك الدولى.

 

 

* ماذا قال أجاى بانجا، رئيس مجموعة البنك الدولى:

«على مدى سنوات، حاولت مجموعة البنك الدولى والحكومات والمؤسسات المتعددة الأطراف الأخرى – لكنها فشلت – فى تعبئة استثمارات خاصة ذات مغزى فى الأسواق الناشئة. بالنظر إلى إلحاح تحدياتنا المتشابكة وحجمها، يجب أن نجرب نهجًا جديدًا – ولدى مجموعة البنك الدولى دور مركزى تلعبه فى هذا الجهد من خلال استخدام مواردها وقدرتها على الجمع والمعرفة لتحفيز رأس المال الخاص بشكل أكثر فعالية».

* أن يعمل التمويل الخاص مع شركاء التنمية لإنشاء أدوات تمويل مختلطة.. كيف؟.

 

ينتبه مارك كارنى، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعنى بالعمل المناخى والتمويل والرئيس المشارك لـ GFANZ إلى أنه:

1:

يجب أن يتسع الاستثمار فى الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية إلى أربعة أضعاف.

2:

لن يعمل كالمعتاد. يمكن للمؤسسات العامة، بل ويجب عليها، أن تفعل المزيد لتعبئة التمويل الخاص، ويجب أن يعمل التمويل الخاص مع شركاء التنمية لإنشاء أدوات تمويل مختلطة يمكن توسيع نطاقها بسرعة.

3:

إنشاء مختبر استثمار القطاع الخاص التابع للبنك الدولى للجمع بين التمويل الخاص وبنوك التنمية المتعددة الأطراف ومؤسسات تمويل التنمية.. سيقدم هذا المكون الحيوى للتمويل الانتقالى الذى يحتاجه الكوكب وسكانه.

* أفكار شريتى فاديرا، رئيس Prudential plc.. إلى أين؟

 

 

يقول، من موقع الخبرة، وبحسب بيان البنك الدولى:

«يسعدنى أن Ajay Banga يعطى الأولوية لكيفية استفادة البنك الدولى وحشده من التمويل الخاص الذى لن يكون متاحًا للسلع العامة العالمية مثل التحول المناخى والنمو والحد من الفقر، وأنه يركز على التسليم والتنفيذ، والانتقال إلى ما وراء الوعود والتعهدات إلى التنفيذ الموثوق. ولهذا يشرفنى أن أعمل معه جنبًا إلى جنب مع مارك كارنى، وآمل أن يحاول العديد من الزملاء الآخرين فى القطاعين العام والخاص أن يكون لهم تأثير حقيقى على أرض الواقع.

.. التأثير الحقيقى الذى أشار إليه «فاديرا» يضع تصورات عن كيفية عمل المختبر، ليس فى الخطط والأوراق، بقدر ما هو على أرض الواقع!.

.. فى المبادرة قوة اقتصادية قد تعيد زعزعة اقتصادات العالم الناشئة ممن ليس لديها قيود أو استراتيجيات اقتصادية محدثة، عدا عن استشراء ثقافة القطاع الخاص فى الاستهلاك الترفية والرياضة.. وربما أسواق الصحة والسياحة والثقافة والتربية.

زر الذهاب إلى الأعلى