الخدعة الكُبرى بعد قتل العرب والمسلمين
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
مترادفات تتردد في شتى حروب الأمة مع أعدائها، يروجون لها حتى نتداولها كانتصارات في حروبنا، فالولايات المتحدة روجت ان عدد كبير من جنودها عادوا من حربهم على العراق بأمراض نفسية جراء قتلهم رجال وأطفال ونساء العراق، وفرح بعض الدهماء بهذا النصر المزيف، معتقدين أن أرواح شهدائنا تطاردهم وتنتقم من مجرميهم، واليوم يتكرر الأمر بعودة الصهاينة لذات الأسطوانة وخبثها بأن عدد من جنود العدو الصهيوني عادوا بأمراض نفسية من غزة، وكالعادة تسابق السطحيون للترويج للخبر والتوسع في تحليله والتعامل معه على أنه انتصار كبير.
ما حصل في العراق وفي غزة فلسطين يثبت أننا ضللنا الطريق وأصبحنا دمية يعبث بها الإعلام الغربي كيفما شاء، فيصور الهزيمة وقتل الأبرياء وتدمير الدول على انها انتصار بسبب إصابة بعض الجنود بمرض نفسي لبشاعة قتلهم أبناء أمتنا، فنفرح بانجاز خادع فيما الولايات المتحدة بهذه الإشاعات أرادت أن تنزل عن كاهلها ثقل الدماء العراقية البريئة التي قتلت دون ذنب أو تجعل العرب يعتقدون أنهم حصلوا ثأرهم، واليوم يحاول الكيان الصهيوني أن يلمع صورته أمام العالم بأن جنوده يدفعون ثمناً غاليا بسبب الحرب وانهم أصيبوا بأمراض نفسية.
ويظهر أننا كأمة لن نتغير فدوماً نتعرض لمجازر يفتعلها حمقى يتم تبرئتهم أمام العالم، فمن قتلوا المصلين في الخليل والقدس وصمهم الكيان الصهيوني بأنهم مجانين، ومن قتل المصليين في نيوزلندا اعتبر مريض نفسي، واليوم يعتبر الصهاينة ان من قاموا بالإبادة الجماعية في غزة عادوا بعضهم بأمراض نفسية ومن قتل أبناء العراق كذلك، وكأن المطلوب منا كعرب أو كل من قُتل من أمتنا أن يعتذر للقتلة لأننا حسب ما يروج السياسيون في البلدين أجبرناهم على قتلنا ولم نرأف بقلوبهم الرقيقة.!!
إنها الخدعة الكبرى لقتل العرب وإبادتهم دون سبب، فالولايات المتحدة قتلت ملايين العرب والمسلمين في العراق وأفغانستان والسودان واليمن والصومال، على خلفية تفجير البرجين في الحادي عشر من سبتمبر، رغم ان الاستقصائيين أثبتوا ان البرجين دمارا بمتفجرات من الأسفل، فيما الصهاينة يقتلون في فلسطين ولبنان وسوريا ويحاصرون شعب كامل ومطلوب من هذا الشعب العظيم أن يشكرهم على سجنهم في أكبر سجن في تاريخ البشرية بغزة، ليكون عذرهم لتدمير غزة وتحويلها لقطاع أشباح وأكوام من الحجارة غير مبرر ، كمعلمهم الولايات المتحدة التي أعادت العراق لعصور ما قبل التاريخ.
آخر الكلام:
رغم كل هذا الجرائم البشعة إلا أن أي من رؤساء الولايات المتحدة وفرنسا ورؤساء وزراء بريطانيا والكيان الصهيوني والقيادات الصامته من عجم وعرب لم يصب أي منهم بمرض نفسي، لتكون هذه الكذبة بمثابة الخديعة الكُبرى بعد القتل.