تاريخ في قلب التاريخ سيرة حياة المؤلفين الموحدين (الصحافية ميساء عبد الخالق)

النشرة الدولية –

سطور في التاريخ – إعداد الشيخ مكرم المصري –

قولِبت النساء على مرّ العصور في وسائل الإعلام بقوالب نمطية سلبية، بناء على الصورة التي ترتكز بشكل أساسي على الاهتمام بالمظهر الخارجي دون الفكري، فاستخدمتها تلك الوسائل كسلعة لشد انتباه المشاهد وإقناعه بدورهن المحدود؛ مما عكس بالضرورة على المشاركة الخجولة لهنّ في المجال الإعلامي. ومما زاد الطين بلّة هو إقصاؤهن عن العمل في هذا المجال أو حتى ظهورها بعيداً عن تلك الصورة النمطية التي عمل على تعزيزها إلى يومنا هذا ولو بنسب مختلفة.

فقد أثبت التاريخ لنا أهمية دور المرأة في الإعلام بعيداً عن الأحكام المسبقة والاستخفاف بقدراتهن، كانت هند نوفل المرأة الأولى في العالم العربي تنشر مجلة “الفتاة”، التي تختص بقضايا المرأة فقط في القرن التاسع عشر، ولا ننسى دورثي لانغ كواحدة من أهم المصورات الصحفيات، وأوبرا وينفري أول امرأة أمريكية من ذوات البشرة السوداء تدخل وتنجح في العمل الإعلامي وأيضاً شيرين ابو عاقلة التي فقدت حياتها أثناء تغطيتها الصحفية هذا العام.

يمكنني القول أن الصفيحة مارغريت دونيز هي صحفية في أوروبا بالقرن الثامن عشر، التي نالت تقاريرها اهتمام الأوروبيين على غرار كاثرينا اهلغرين، التي صنفت كأول صحفية ومحررة في فنلندا السويدية في ذلك القرن أيضاً.

*- مولدها ونشأتها

هي الصحافية والباحثة ميساء عبد الخالق والدها نواف عبد الخالق والدتها عاطفة ابو ذياب، تعرف عن نفسها بأنها تفتخر انها ابنة المناضل والنقابي الشريف نواف عبد الخالق الذي توفى العام ٢٠١٥ تاركاً لها ولعائلتها ارثه في النضال والفكر ومكتبة تحوي مئات الكتب الذي عاش ومات وفياً لإرث المعلم الشهيد كمال بيك جنبلاط.

كما تفتخر بوالدتها الشيخة التقية المحبة للدين وأهله والتي وقفت الى جانب والدها  في تأمين متطلبات اسرة من ٧ أولاد عانوا من اوضاع مادية صعبة خلال فترات من حياتهم بسبب عودتهم الى الجبل والهجرة من بيروت بسبب ويلات الحرب الاهلية اللبنانية.

*- حياتها العلّمية

بدأت حياتها العلمية من المرحلة الابتدائية حتى نهاية المرحلة  المتوسطة في مدرسة الجاهلية الرسمية من العام ١٩٨٥ حتى العام ١٩٩٦. من بعدها تابعت تعليمه للمرحلة الثانوية في ثانوية كفرحيم الرسمية خلال السنوات ١٩٩٦ -١٩٩٩. وشهادة البكالوريا اللبنانية فرع الفلسفة العام ١٩٩٩.

من ثم انتقلت الى العاصمة بيروت لتتابع دراستها الجامعية  من العام ١٩٩٩_٢٠٠٣ في الجامعة اللبنانية وقد حصلت على  اجازة في العلوم السياسية والادارية،  كليةالحقوق والعلوم السياسية، الصنائع بيروت.

بين عامي ٢٠٢٠_٢٠٢٢ حصلت على شهادة الماجستير  في العلاقات الدولية والدبلوماسية بحث بعنوان (القاعدة وداعش وصراعهما الجيوسياسي في الساحل الأفريقي). من الجامعة الإسلامية.

وفي العام ٢٠٢٣ :سجلت اطروحتها لتنال شهادة  الدكتوراه بعنوان”تأثير التدخل الخارجي على مواجهة القاعدة وداعش في الساحل الأفريقي”.

*- حياتها العملية.

* من العام ٢٠٠٣ حتى ٢٠٠٦ : عملت صحافية في صحيفة الحياة _ الرياض، لا بد من الاشارة انها كنت من اوائل الصحافيات اللواتي انطلقن للعمل في مهنة الصحافة في السعودية بعد ان كانت هذه المهنة حكراً على الذكور وفقاً لما كان متبعاً في المملكة طيلة السنوات المنصرمة.

* من العام ٢٠٠٧ حتى ٢٠٠٩: عملت صحافية في صحيفة الراية_قطر في القسم الاقتصادي وكانت المرأة الوحيدة في القسم مع زملاء لها من جنسيات عربية مختلفة .

* من العام ٢٠٠٩ حتى ٢٠١٢ : عملت في وكالة الأنباء القطرية الدوحة حيث عَمِلَتْ في القسم الاقتصادي وتغطياتها الصحافية كانت شاهدةً على النهضة والعمران في دولة قطر، فكنت صحافية ميدانية غطت انطلاق مشاريع النفط والغاز  في الدوحة الى جانب تغطية المؤتمرات المحلية والدولية التي اقيمت في قطر مما اتاح لها مقابلة عدد كبير من رؤساء ومسؤولي دول من اصقاع العالم ومنهم الرئيس الفرنسي الراحل جاك جيراك ومدير عام منظمة التجارة العالمية آنذاك باسكال لامي والبطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير وأمين عام جامعة الدول العربية آنذاك عمرو موسى ووزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي الى جانب الوزراء والمسؤولين في دولة قطر.

* ومن العام ٢٠١٢ لغاية الآن: تعمل كمراسلة وكالة الأنباء القطرية في بيروت وقد غطت كل ما يجري في لبنان من اخبار سياسية واقتصادية وثقافية واحداث امنية واعتداءات اسرائيلية، واجرت العديد من المقابلات ومنها مع الرئيس اللبناني السابق ميشال عون والرئيس السابق أمين جميل الى جانب لقاءات مع النواب والوزراء .

* من العام٢٠٢٠: انطلقت في مجال التحليل السياسي في عدد من القنوات التلفزيونية والمجلات العربية والعالمية وابرزها تلفزيون بي بي سي عربي، حيث حاولت مقاربة المواضيع بطريقة موضوعية وحيادية دون تعصب او انحياز لان وظيفة المحلل والصحافي مقاربة ما يجري وليس ابراز عاطفته ومشاعره، وشعارها الحيادية الا في مجال الحديث عن العدو الاسرائيلي وخاصة في جرائمه ضد الانسانية في غزة واعتداءاته على لبنان براً وبحراً وجواً.

*- أبرز مؤلفاتها

القاعدة وداعش وصراعهما في الساحل الإفريقي.

ميساء عبدالخالق، القاعدة وداعش وصراعهما في الساحل الإفريقي، دار الفرابي، لبنان، ٢٠٢٣.

يسلط الكتاب الضوء على ماهية الصّراع بين تنظيمي “داعش” و”القاعدة” في دول السّاحل الإفريقيّ ومستقبل الصّراع بينهما في هذه المنطقة الغنيّة بالثّروات خاصة بعد أن مُنِيَ داعش بخسائر كبيرة في سوريا والعراق، حيث كانت الوجهة هذه المرّة هي السّاحل الإفريقيّ. ويتناول الكتاب البيئة الحاضنة لتزايد نشاط كلّ من “داعش” و”القاعدة”، وتحديدًا تأثير البيئة الاجتماعيّة والسّياسيّة في دول السّاحل الإفريقيّ إلى جانب دراسة الواقع الاقتصاديّ وانعكاسه على نشاط التّنظيمين الإرهابيّين اضافة الى مراحل تطوّر الصّراع بين هذين التنظيمين مع إلقاء الضّوء على خارطة نفوذهما وتطوّر العمليّات الأمنيّة بينهما من أجل تقاسم النّفوذ في تلك المنطقة. كما يتناول البُعد الأيديولوجيّ وصراع النّفوذ، مع التّأكيد على أنّ كِلَا التّنظيمان يتقاسمان الرؤية نفسها في ما خصّ سعيهما لإقامة دولة الخلافة الإسلاميّة، وأنّ ما يجمعهما هو الفكر المتطرّف مع جملة من الاختلافات غير الجوهريّة التي سنوردها في سياق الكتاب.

ويتطرق الكتاب الى دور التدخل الدولي في محاربة الارهاب خاصة بعد أن أصبحت القارّة الأفريقيّة، في العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين، من أهمّ ساحات التّنافس العسكريّ بين العديد من القوى الدّوليّة والإقليميّة، بسبب تركيبتها الجيوسياسيّة ومقدّراتها الاقتصاديّة والبشريّة وأوضاعها الأمنيّة والسّياسيّة الهشة، وثقلها في التّوازنات  الدّوليّة.

زر الذهاب إلى الأعلى