الناس علي دين أفلامهم !
بقلم: داليا جمال
النشرة الدولية –
لم يكن الفنان الكبير عادل إمام يدرك وهو يقدم لنا شخصية ممدوح الموظف الغلبان في فيلم” زوج تحت الطلب” أنه سيكون سببا في ترسيخ فكره خاطئه عن الزواج والطلاق وفقا للشريعه الإسلاميه!
و لأن الناس علي دين أفلامهم فقد اقتنع الجمهور من خلال دوره في الفيلم “كمحلل” بأنه يجوز لأي رجل طلق زوجته ثلاثة مرات ان يستأجر شخصا بمعرفته ليتزوج مطلقته علي الورق ، ويقوم بتطليقها في اليوم التالي ويأخد أجرته، وبذلك يتمكن زوجها السابق أو مطلقها من إعادتها لعصمته مره اخري بعقد جديد !!
وطبعا لأن الدراما أشبه بطلقة الرصاص التي تصيب الهدف مباشرة ، فقد اعتقد الناس ان المحلل هو مهنه للتربح ..وكله بالحلال !!
فاتخذها العاطلون وسيله لكسب المال بدون تعب ، كما اعتقد الأزواج أنهم بحفنه من الجنيهات يمكنهم استعادة زوجاتهم بعد الطلاق ٣ مرات، بالتحايل علي الشرع ، لأن الدراما التي يستقي منها الناس أغلب مفاهيم حياتهم ، لم تهتم بتقديم حقيقه أن الدين لا يعرف مهنة المحلل ، وأن عودة الزوجه لعصمة طليقها بعد عقد قرانها علي شخص تم الاتفاق معه علي زواجه منها علي الورق. هو.. حرام.
وان الصحيح ان الزوجه تتزوج بعد طلاقها برجل جديد بعد استيفاءها لمدة العده الشرعيه ، وان يكون زواجا بهدف إقامة حياة زوجيه كامله بين الزوجين وبدون مده محدده، وبدون اتفاق مسبق علي الطلاق ، ولكن الدراما خلطت الأمور والأوراق وأفسدت تفكير الناس بمغالطات ما أنزل الله بها من سلطان.
وبالعقل كده..يعمل إيه المواطن البسيط الذي لم يقرأ في حياته كتابا واحدا ، ولم يعرف من دينه شيئا الا الصلاه وصيام رمضان فقط لا غير ، أو يعمل إيه الشاب الذي لم يجلس يوما في حضرة رجل دين إلا مع الشيخ المأذون يوم كتب كتاب اخته !! لأن دور رجل الدين الحقيقي في توعية الناس بأمور دينهم في حياتهم العاديه…قد تقلص واندثر !
ومن أين يفهم الناس أن المحلل بتاع الأستاذ عادل إمام هو عيب وحرام !! طالما ان أصحاب الفتاوي مشغولين بالترند ، وإصدار فتاوي ارضاع الكبير ، وتقبيل الخطيب لخطيبته بغرض الصلح !!
والتدخل في كل شيئ إلا في تأدية دورهم في توعية الناس بأصول الدين !!