الأمم المتحدة قوة استعمارية مارقة..ومغادرتها أفضل
بقلم: صالح الراشد

 

تكشفت حقيقة الأمم المتحدة وتعرت أمام العالم وظهرت بأنها منظمة استعمارية غايتها استرقاق الشعوب والدول، لتنتج عديد المنظمات الاستعمارية للهيمنة على دول العالم الثالث والدول العربية مستقوية بالولايات المتحدة التي تعتبر حالياً القوة المهيمنة على جميع قرارات هذه المنظمات، لنجد ان القرارات تصب في مصلحتها ومصلحة الدول التي تسير في ركبها وفي مقدمتها الكيان الصهيوني المحمي بالفيتو الأمريكي، ولا أحد يجرؤ على الاعتراض، فواشنطن هي عاصمة العالم المتحكمة بالنفط والغاز والذهب والأوراق المالية، وهي من تحدد سعر البيع والشراء والعرض والطلب، وهي صاحبة الحق في تسليح الجيوش وتحدد إلى أين يجب أن تتوجه تلك الاسلحة، وتقبض بكل قوة وتتحكم بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي الذين يقرضان الدول العربية الفقيرة من أموال الدول العربية الغنية، ليكون صهاينة واشنطن الوسيط الذي يحصل على أعلى قيمة ربح من المال بفضل سيطرته المطلقة على القرارات السياسية والاقتصادية والإجتماعية والأخلاقية في عديد الدول.

كما تسيطر واشنطن على وكالة الطاقة الذرية واليونسكو واليونسيف ومنظمة الصحة التي ثبت أنها مجرد صورة خادعة، تعمل على زيادة عبودية الدول الضعيفة للقوى الغاشمة، وتجلى الأمر في أبرز صوره خلال نشر واشنطن لجائحة كورونا في العالم، وفرض منظمة الصحة العالمية لإجراءات وقائية لتدمير اقتصاد دول العالم ، وتم تطبيق الأمر كما أرادت صانعة الوباء والموت، وزادت واشنطن من سطورتها لنشعر بأن جميع اذرع الأمم المتحدة جزء لا يتجزأ من المنظومة الأمريكية، ولا تجرؤ دولة بالخروج عن النصوص المقدسة للأمم المتحدة وأذرعها إلا الكيان الصهيوني، ومن يعترض على أي قرار يلاقي حتفه على يد قوات الغزو المتمثلة بالناتو، والتي تنال صكوك العفران مبكراً من منظمة الأمم المتحدة لاستعمار الدول وإعادة بعضها لمرحلة ما قبل التاريخ كما حصل مع العراق.

وقمة الغرابة في العلاقات العربية الدولية، أنها تسمح لرؤساء ووزراء خارجية الدول الغربية بالحديث عن مستقبلها وتحديد طرق مسارها وخططها دون أن يكون للأمة العربية رأي في قراراتها الداخلية، مما يعني ان الاستعمار الغربي متجذر في العواصم العربية ودول العالم الثالث، ليتم تنفيذ شروطه ورغباته وما يؤمرون به دون نقاش، متذرعين بأن هذه القرارات دولية وصادرة من ذوي الخبرات في شتى المجالات ويجب تطبيقها لمصلحة الشعوب التي لا تملك القدرة على الاعتراض.

لقد آن الأوان لتستعيد الشعوب العربية هيبتها التي درسوها في كتب التاريخ، وتكون البداية بضرورة الخروج من البيت المُظلم للأمم المتحدة أو تفرض بقوتها في مجالات الطاقة والمعابر البحرية وجود فيتو عربي في مجلس الامن، وحينها ستطالب دول القارة الافريقية وأمريكا الجنوبية وآسيا بفيتو ، وفي حال رفض هذه الطلبات يتم تشكيل منظمة أمم موازية تقوم على أسس العدل والمساواة بين الشعوب، وندرك أن هذه خطوة قد تشعل حرب عالمية جديدة، لكن الأمور قد تكون أفضل في حال انضمام الصين وروسيا والهند للمنظمة العالمية الجديدة، والتي يبدو أن نواتها ستكون منظمة “بريكس”، مما يوجب على العرب أن يكونوا السباقين بالانضمام إليها، والعمل على تحويل دورها من الاقتصادي للسياسي والعسكري حتى يتم التصدي للهيمنة الأمريكية التي تحولت من أقوى دولة في العالم إلى مجرد دمية يعبث بها الصهاينة ويتحكمون بقادتها ويقودونهم كالأطفال.

آخر الكلام:

رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة وأول الخطوات إغلاق جامعة الدول العربية كونها صورية ثم الانتقال للتغيير الأكبر.

Back to top button