غزة صامدة.. وهؤلاء من ستخلدهم وتنساهم وتلعنهم الأجيال
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

أمنية رافقت الصهيوني شارون خلال حياته لكنها لم تتحقق، أمنية كبيرة لا تقوى على تنفيذها إلا قوى الطبيعة أو صاروخ نووي ليلحقها بهورشيما وناجازاكي، كان يحلم ويأمل ويتمنى أن يبتلع البحر قطاع غزة، ومن يوم لآخر ومن مواجهة لمواجهة شعرنا أن هذه ليست أمنية النازي شارون وحدة، بل هي أماني أعداد كبيرة من النازيين المتصهينين من الغرب والعرب، ولم يطل بنا الفكر لندرك أن الدول الغربية بسياستها المحكومة من قبل المنظمات الصهيوني هي من تقودهم لهذه الأمنية، فيما من يكره غزة من العرب تقودهم أحقادهم وعدم قدرتهم على الانضمام لصفوف الرجال المحاربين، سادة الدنيا بعزيمتهم وسادة الآخرة بشهادتهم.

وكما جرت العادة ودعت غزة أبطالها، ذرفت عليهم الدموع ونثرت على أجسادهم الطاهرة التراب، وبدأت في عملية إعادة إعمار البيوت المهدمة، فهنا في هذه البقعة المباركة أرض الرجولة والبطولة لا مجال للحزن الطويل والنوم حتى تصبح الشمس في كبد السماء، هنا يستفيقوا مبكرين يسابقون الشمس في صحوتها يعملون بكد لنيل عطاء الحياة ولبناء الوطن والانسان، فهنا لا مجال بان تكون قلوبهم شتى وأياديهم التي تحمل السلاح متفرقة، فهم أسرة كبيرة يحاصرها الصهاينة فيحجبون عنها السماء والأرض، ليبقى البحر صديقاً لهم مغدقاً عليهم من خيراته التي لا تنتهي ليمنحهم الحياة.

الحرب على غزة لم تنتهي ومن ظن أنها كذلك فهو واهم ولا يملك أدنى حدود المعرفة بالصهاينة، فسياسة الاغتيالات عند النازيين الجدد لن توقفها وثيقه وجدت في الأصل حتى يتجاوزوها في ظل الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي من الولايات المتحدة وأوروبا، وبعض القيادات التي انتهت صلاحية ضميرها كما انتهت صلاحية وجودها لأنها خرجت عن العقد الاجتماعي مع الشعوب التي تحكمها بالحديد والنار، لذا فان الصهاينة عائدون بحروب أخرى ستكون أكثر قسوة وأشد إيلاما، يرافقها صمت القبور في العالم العربي حيث نجح صهاينة الغرب في تدجين العديد من أبناء الأمة بفضل قنوات الضلال التي أصبحت بوق غير مباشر للكيان الصهيوني.

آخر الكلام:

الصهاينة يغتالون أبناء فلسطين في غزة وجنين ونابلس والخليل ولا تُحرك القيادة الفلسطينية والكثير من العرب ساكناً، وكأنهم موافقون على تصفية الشعب الفلسطيني بجميع فصائله وسرقة أرضه وتاريخه، وقد ينتقدون محاولة الأبطال في الذود عن أنفسهم، لتظهر الصورة جلية بأن هناك فارق شاسع بين من عشق العبودية ومن يبحثون عن الحرية رغم أن كلاهما سيموت، ويبدوا أنهم لم يقرأوا شعر عنترة العبسي وهو يقول:

لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ

بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ

ماءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمٍ

وَجَهَنَّمٌ بِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ

فكيف يا عنترة ومحاربة الصهاينة طريق الجنان والعزة والكرامة، لكنك أيها الهُمام علمت معاني الحياة وما يُخلد ذكر الانسان، فالجبناء لا وجود لهم في كتب التاريخ  والأبطال يتحولون لمنارات فيما العملاء والخونة نقرأ عنهم لنلعنهم، فمن ستمدحه أجيال المستقبل ومن ستلعنه ومن ستنساه وكأنه لم يكن..؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى