مسيرات غاضبة بتونس رفضا لحكم قيس سعيد بعد مرور 12 عاما رحيل بن علي
النشرة الدولية –
خرجت أحزاب ومنظمات معارضة في مسيرات بالعاصمة التونسية، السبت، للتنديد بالأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد وسياسات الرئيس قيس سعيد، بمناسبة مرور 12 عاما على رحيل زين العابدين بنعلي وانطلاق انتفاضات “الربيع الديمقراطي” في المنطقة.
وتأتي هذه الخطوة الاحتجاجية بعد الانتخابات البرلمانية التي عرفت أدنى نسب مشاركة في تاريخ الانتخابات التونسية، الشهر الماضي، والتي أدلى فيها 11 بالمائة فقط من الناخبين بأصواتهم.
وتمر البلاد بأزمة اقتصادية كبيرة، مع ارتفاع التضخم والبطالة، ومعاناة فئات واسعة من التونسيين من ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية ونقص في الوقود والمواد الأساسية مثل السكر والزيت النباتي والأرز في الأشهر الأخيرة.
وتوقع رئيس جبهة الخلاص الوطني، أحمد نجيب الشابي، أن يشارك عشرات الآلاف من التونسيين في مسيرة احتجاجية بشارع الحبيب بورقيبة، الشريان الرئيسي للعاصمة والذي يعد موقعا رئيسيا للثورة.
وانطلقت مسيرة جبهة الخلاص الوطني، وهو ائتلاف من خمسة أحزاب معارضة من بينها حزب النهضة المعارض، من محطة الجمهورية بالعاصمة في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة.
وشهدت المسيرة اختراق المحتجين للحواجز الأمنية التي تمنع الوصول إلى شارع الحبيب بورقيبة وذلك في تحد لقرار السلطات، بحسب ما نقله موقع “الشروق“.
ودعت وزارة الداخلية التونسية، جميع المجموعات المخولة بتنظيم المظاهرات إلى احترام مسار الاحتجاجات والتوقيت المحدد مسبقا وضمان عدم وقوع أعمال عنف.
كما حثت الوزارة المتظاهرين على احترام القيود وعدم إثارة الاشتباكات مع قوات الأمن.
من جانبها، أعلنت أحزاب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والتيار الديمقراطي والدستوري الحر والهيئة الوطنية للدفاع عن الحريات والديمقراطية مشاركتها في الاحتجاجات، موضحة أن المسيرة ستكون “رفضا لتواصل مسار تدمير الدولة من طرف قيس سعيد وحكومته”.
وقالت رئيسة الحزب الدستورى الحر، عبير موسي، صباح السبت، في بث مباشر على صفحتها على فايسبوك، أنه تم منع أنصارها من التقدم للوصول نحو منطقة قرطاج، أين سيتم تنفيذ مسيرة في اتجاه القصر الرئاسي.
وكشفت موسي، أنه يتم منع أنصارها من الوصول عبر النقل العمومي والجماعي والسيارات الخاصة وحتى على الأقدام، على حد تعبيرها.
وأشارت رئيسة الحزب الدستوري الحر، إلى أن قوات الأمن قامت بإغلاق الشارع الرئيسي بمنطقة قرطاج ومنع مرور السيارات عبر هذا المسار، حسبما نقل موقع “شمس بوست“.
ونقلت مصادر إعلامية محلية، تسجيل تواجد أمني مكثف على طول شارع الحبيب بورقيبة والشوارع المحيطة به، تزامنا مع تنظيم الوقفات والمسيرات التي أعلنت عنها أحزاب وتشكيلات سياسية معارضة.
وغير بعيد عن شارع الحبيب بورقيبة، تنظم النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين رفقة عدد من الجمعيات والمنظمات وقفة أمام مقرها بشارع الولايات المتحدة، إحياء لعيد الثورة و”احتجاجا على الوضع المتأزم للمؤسسات الاعلامية والتضييق على الحريات وإحالة إعلاميين وحقوقيين على القضاء”.
وتجتمع هذه الوقفات والمسيرات، رغم اختلاف شعاراتها وأهدافها، وفق ما أعلن عنه منظموها على رسالة مشتركة وهي المطالبة “بتجميد مسار 25 جويلية وعودة المسار الدستوري”، إلى جانب دعوات المعارضة، الى رحيل الرئيس قيس سعيد وإيقاف الدور الثاني للانتخابات التشريعية وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، بحسب موقع “المصدر“.
وفي 14 يناير 2011، تم إجبار الرئيس زين العابدين بن علي على التنحي عن السلطة، وتحويل البلاد إلى ديمقراطية ناشئة ألهمت الربيع العربي. توفي بن علي عام 2019.
وقلص سعيد، الذي انتخب في 2019، من استقلال القضاء وأضعف سلطات البرلمان.
وفي استفتاء يوليو من العام الماضي، وافق الناخبون التونسيون على دستور يمنح الرئيس سلطات تنفيذية واسعة، واستفاد سعيد، الذي قاد المشروع وكتب النص بنفسه، من التفويض بالكامل في سبتمبر ، حيث غير قانون الانتخابات لتقليص دور الأحزاب السياسية، بحسب آسوشيتدبرس.
وفي رد على ما يبدو على الانتقادات، قام سعيد، الجمعة، بزيارة مفاجئة إلى شارع بورقيبة وتوجه إلى المدينة التاريخية بالعاصمة.
ودعا إلى توخي الحذر من ”الدخلاء والمرتدين” الذين قد يختلطون بالمحتجين لإثارة الاشتباكات.
وتم إلغاء ذكرى 14 يناير كتاريخ رسمي لإحياء الذكرى من قبل سعيد، الذي أعلن بدلا من ذلك أن 17 ديسمبر، هو “يوم الثورة”.
وبدأت الانتفاضة التونسية في 17 ديسمبر 2010، عندما أضرم بائع فواكه النار في نفسه، ما أطلق العنان للغضب والإحباط المكبوتين بين مواطني تونس، الذين نظموا احتجاجات انتشرت في جميع أنحاء البلاد وأشعلت الثورة.