بن فرحان الى سوريا قريبا وفرنجية يرجىء اطلالته

الراشد: الاتفاقات الاقرب للقبول هي التي لا يوجد فيها رابح بل يشعر الطرفان أنهما خاسران رغم المكاسب التي قد تتحقق لأي من الطرفين

النشرة الدولية –

لبنان 24 – هتاف دهام –

وفق معهد كوينسي Quincy Institute for Responsible Statecraft وهو مركز أبحاث أميركي، فإن “اتفاق تطبيع العلاقات بين طهران والرياض هو نبأ سار للشرق الأوسط بما أن التوترات بين السعوديين والإيرانيين شكلت محرك انعدام الاستقرار في المنطقة، قد يكون للاتفاق انعكاسات إيجابية على لبنان وسوريا والعراق وربما الأهمّ، على اليمن”. وبالتالي فإن الاتفاق يمثل “تأكيدًا لنفوذ الصين المتزايد في الشرق الأوسط ليس فقط على المستوى الاقتصادي إنما أيضًا على المستوى الدبلوماسي”.

الباحث الاردني صالح الراشد يقول لـ”لبنان24″ ان الاتفاقات الاقرب للقبول هي التي لا يوجد فيها رابح بل يشعر الطرفان أنهما خاسران رغم المكاسب التي قد تتحقق لأي من الطرفين، وكما للسعودية مصالح من الاتفاق فإن مصالح إيران لا تقل عنها شأناً، فالسعودية تريد إنزال حمل اليمن عن كاهلها لا سيما ان القوات الحوثية تمتلك صواريخا قد تؤثر على الاقتصاد السعودي اكثر من تأثيرها على المستوى الأمني، وهذا أمر بالغ الاهمية بالنسبة للملكة التي تركز على مشروع نيوم الأضخم في المنطقة، لذا تريد أجواء جاذبة للاستثمار، فيما تسعى إيران لأن تظهر بصورة الباحث عن السلام وهذا أمر يوجب عليها أن تخفف من تدخلها في اليمن لا سيما في ظل الضغوط العالمية عليها بسبب اتهامها بمساعدة روسيا في العملية العسكرية ضد اوكرانيا.

قد يذهب البعض إلى القول إن الولايات المتحدة، والكيان الصهيوني يرغبان في شن هجوم سريع على المنشآت النووية الايرانية وهذا يعني هجوما ايرانيا على القواعد الأميركية في الخليج (السعودية)، وهذا الاتفاق من شأنه أن يمنع إيران من ضرب تلك القواعد بسبب الاتفاق، الا ان هذا الرأي غير منطقي، بحسب الراشد، ومرد ذلك أن القوات الصهيوأميركية لن تقصف إيران او منشآتها النووية او مصانع طائرات الدرون كونها تعلم انه أي اتفاقية لن تجبر ايران حينها عن رد العدوان، وبالتالي فان قضية الاتفاق لا شأن لها بوضع المنطقة.

قد تكون رؤية الولايات المتحدة ، لجعل ايران تخرج من تحالفاتها مع روسيا ووقف دعمها بطائرات الدرون ، في اطار زيادة الضغط على موسكو التي بدورها تحاول أن تجعل قرار النفط والغاز موحدا وبالتالي الحد من قرارات الغرب ضد روسيا، وهنا يكون الأذكى والاقوى القادر على الاستفادة من الطرف الاخر لخدمة مصالح الدول الحليفة الكبرى. ومن هنا فإن ولي العهد السعودي على يقين ان العالم قبل الحرب بين روسيا واوكرانيا لن يكون ، كما بعدها، والدول ستحاول ايجاد تحالفات جديدة قائمة على المنفعة المتبادلة، ولذلك يمكن القول إن التحالف السعودي الايراني، بحسب الراشد سيوفر لكل منهما غطاء أمنيا يجعلهما قادرين على بناء نهضة حقيقية بدلاً من التفرغ لحالة اللاأمان واللااستقرار. فسياسات الرئيس الاميركي جو بايدن واولوياته جعلت العديد من الدول تتخوف من مستقبل هذه العلاقات، كون بايدن وبعد ان قضى نصف ولايته الرئاسية لم يشكل شبكة امان لحلفائه، وحاول التعامل مع السعودية بطريقة استفزازية خصوصا في مجال استخراج وتصدير النفط، ليثبت ان بقية دول العالم خارج الولايات المتحدة مجرد دمى تنفذ ما يطلب منها، كما ان السعودية كانت شاهدة على أن سنوات العداء الايراني للغرب لم تؤثر على ايران إقتصادياً.

اما لبنان وسوريا فلا يزالان موضع خلاف قابل للنقاش والتنازلات بين الطرفين الايراني والسعودي، فكلاهما يبحث عن حلول على طريقة المثل العربي “لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم”، وهذا يعني ان التمسك بصناعة السياسة سيبقى ثابتا مع تغيير في النهج.

وبانتظار ان تنجلي اثار الاتفاق على الملف اليمني الذي يعتبر في سلم اولويات المملكة والجمهورية الاسلامية، فإن الملف السوري لا يقل شأنا واهمية، وسط تأكيد مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سوف يزور سوريا في الشهرين المقبلين، لاعادة ترتيب العلاقات التي قطعت على المستوى السياسي. وبحسب تصريحات بن فرحان الاخيرة فإن أي مقاربة جديدة ستتطلب حوارا لا محالة مع حكومة دمشق”.

ولأن أبعاد اتفاق طهران – الرياض على الملف السوري سيأخذ وقتا أطول، فإن تعويل بعض القوى السياسية في لبنان على تفاهم- سعودي – سوري يمكن ان يغير في مجرى الامور على المستوى الرئاسي ربطا باتفاق بكين، لا يزال ضبابيا، خاصة وان الرياض تشدد على اهمية التفاهمات اللبنانية – اللبنانية وعدم الرهان على التفاهمات الاقليمية. وبالتالي فإن الطريق الى بعبدا لا تزال محفوفة بالمخاطر والمطبات، ويعجز رئيس تيار المرده سليمان فرنجية وحليفاه حزب الله وحركة امل عن تخطيها من دون اية خسائر سياسية. ولذلك ارتأى فرنجية تأجيل إطلالته التي كان يفترض أن تحصل هذا الاسبوع، بانتظار أن ينجلي المشهد الإقليمي أكثر، ففرنجية يريد ان يضمن حقيقة الموقف الخارجي وخصوصا السعودي والمحلي من ترشيحه، بعيدا عن الثنائي الشيعي الذي يبدي تمسكا بدعمه، علما انه مرتاح للموقف الفرنسي، انطلاقا من أنه يشكل احد الحلول الباريسية المطروحة للازمة اللبنانية .

وبالتوازي، شكل موقف لقاء السفير السعودي وليد البخاري بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بحسب المراقبين نقلة نوعية، فهو انتقل من الفيتو الصارم على فرنجية إلى دعوة اللبنانيين للحوار من دون فيتوات متبادلة وإلى الكلمة السواء”، لافتاً إلى أنّ المرحلة الراهنة تستوجب الإحتكام أكثر من أي وقت مضى الى الكلمة الطيبة والرهان دائماً على الإرادات الخيرة”، هذا فضلا عن ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي كان قد التقى البخاري يوم الاثنين، أوعز إلى مسؤوليه الابتعاد عن التشنج في المواقف لأن الأمور تتجه إلى تسوية سياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى