حدث يأبى النسيان!
بقلم: فاطمة العازمي

النشرة الدولية –

من منا لا يتذكر فجر 17 يناير 1991؟ هذا التاريخ الذي يجب ألا يمر مرورا عاديا علينا جميعا، فهو بداية حرب التحرير ومفتاح الحرية والنصر وتحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم.

ما زلت أتذكر هذا التاريخ جيدا وأتذكر صوت الطائرات والقصف الجوي على أهداف للعدو الغازي، وكيف أن الحلم بالحرية تحقق فجر ذلك اليوم، ما زلت أتذكر كل تفاصيله جيدا، بعد مضي خمسة أشهر من الاحتلال الغاشم عانينا فيها كل ألوان الظلم والمرارة وفقدان الأمن والأمان والكثير من الأهل والأحبة، سواء كانوا أسرى أو شهداء أو مفقودين لدى جيش الاحتلال أو من فرقت بيننا وبينهم الحدود الجغرافية لتواجدهم خارج البلاد يوم اجتياح واحتلال بلادي فجر 2 أغسطس 1990، كنت على يقين تام كغيري من الكويتيين بالنصر القريب على قوات النظام العراقي البائد، فجيوش الأشقاء الخليجيين والعرب وكذلك الأصدقاء لن ترحم المعتدي الظالم!

لم يمنعنا بدء الحرب الجوية من الخروج للشوارع ومراقبة الأوضاع وبالأخص وضع الجيش العراقي المنتشر بكل مكان، والذي بدأ الخوف يتملكه من مصيره المحتوم بالهزيمة، وسيطرت علينا مشاعر الفرحة الممزوجة بالألم والحزن على الكويت الغالية وما أصابها من دمار شامل وفقدان للأهل والأحبة من أبناء الوطن الغالي.

أيام مضت مسرعة حتى فجر 26 فبراير 1991، حيث استمرت الحرب الجوية متزامنة مع الهجوم البري ومخلفة هزيمة نكراء لجيش المعتدي العراقي الذي فر هاربا من الكويت مخلفا وراءه آثار جريمته المروعة من ظلام دامس بسبب حرق آبار النفط الكويتية، وما خلفه ذلك من أبخرة وغازات متصاعدة حجبت عنا ضوء الشمس.

لن أنسى تلك الأيام المؤلمة، كما لن أنسى كل من شارك معنا في الحرب الجوية بأي شكل من الأشكال من أشقاء خليجيين وعرب وأصدقاء آمنوا بالحق الكويتي، وستظل هذه الذكرى درسا أحرص دائما على أن أعلمه لأبنائنا وأحفادنا وأجيالنا القادمة.

رحم الله شهداءنا الأبرار وجمعنا بمجهولي المصير الذين لا نعلم عنهم شيئا حتى هذه اللحظة!

حفظ الله بلادي الغالية الكويت من كل شر ومكروه، وحفظ لنا أميرنا الغالي وولي عهده ومُنّ عليهما بموفور الصحة والعافية.

وختاما، رسالة للسلطتين التشريعية والتنفيذية:

٭ نتمنى أن تكون هذه الذكرى اليوم بداية تشارك فيها السلطتان التشريعية والتنفيذية للقضاء على الفساد، وأن تتعاون السلطتان لبناء كويت التقدم والازدهار والريادة في كل المجالات بعيدا عن التوتر السياسي.

٭ نتمنى كذلك أن تكلل جهود المخلصين من أبناء هذا الوطن الغالي بالنجاح في مواجهة الفساد وتجارة الإقامات والتعيينات العشوائية لمن لا يستحقها والشهادات الوهمية والمزورة، وأن يعم الأمن والأمان وطننا الغالي.

Back to top button