سياسيوا “الشماعة” أحفاد الدونكيشوت ..!!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

مضحك مبكي ما يجري في عالم السياسة العربية والعالمية، فجميع من يعملون في هذا المجال أو ساقتهم الظروف للعمل العام، يبحثون دوماً عن شماعة يعلقون عليها أخطائهم وفشلهم، ولا يفكرون للحظات بمراجعة شريط حياتهم وطريقة عملهم لايجاد الأخطاء والثغرات التي أسقطتهم، لنشعر أن الكِبر الذي أخرج ابليس من الجنة ومنع أبو جهل من الايمان برسالة الإسلام، هو ذاته من يُطارد هؤلاء ويمنعهم من الاعتراف بأخطائهم، كونهم يعتقدون أنهم معصومون عن الخطأ والزلل وأن الجميع يجب أن يكونوا طوع أمرهم.

فالعديد من الشخصيات الجدلية وحتى الساكنه حين يفشلون في المحافظة على حاضنتهم الحزبية أو الشعبية، لا يفكرون للحظة أن عزوف الناس عنهم عائد لأخطائهم أو عدم قدرتهم على إدارة هذه المنظومات، فيبدأون بالبحث عن شماعة يعلقون عليها فشلهم، وهنا يتذرعون بأنهم مستهدفون وأن هناك جهات معلومة وأخرى غير معلومة تعمل بالخفاء لإسقاطهم والنيل منهم، والغريب أن بعض الأتباع يصدقون هذه الروايات التي لا تنطلي على أطفال صغار ، وهو ما يؤكد أن الباحث عن المجد يجمعون حولهم أتباع وليس أصحاب فكر ومشورة.

وفي العالم نجد هذه القصص بكثرة، فمن يخسر في الانتخابات يخرج بتصريح أن القوى العدائية وعلى رأسها الولايات المتحدة قد أسقطته، وظهر هذا الأمر حين فشل أردوغان في حسم الانتخابات التركية في الجولة الأولى واحتاج لجولة ثانية، ليخرج أتباعه وقادة حملته على الجميع بتصريحات يتهمون فيها الولايات المتحدة بأنها عبثت في فكر الشعب التركي وجعلته يتراجع عن دعم أردوغان، ولم يبحث أي من هؤلاء عن أسباب تراجع الدعم الحقيقية بتراجع مستوى حياة الشعب التركي في ظل تراجع قيمة الليرة التركية مقابل الدولار وارتفاع الأسعار.

ويبدو أن الولايات المتحدة “رغم عدم تقديري لها واعترف أنها العابث الأكبر في العالم”، أصبحت الشماعة الأكبر التي يتعلق بها الباحثون عن المجد في تبرير أسباب فشلهم أو تراجع شعبيتهم، وكما ندرك فان الولايات المتحده وشعبها لا يحق لهم التصويت في الانتخابات في دول العالم المختلفة، وبالتالي فان اقتناع البعض برسائل واشنطن الاعلامية يعود لشعور هؤلاء بعدم نيل حقوقهم في بلادهم أو تراجع مستوى حياتهم المعيشي، وهما أمران كان يجب على الحكومات أن توفرهما لشعوبها، وحينها لن يتأثر موقف الشعب من حكومته وسيدعمها حتى النهاية.

ولم يخرج قادة الولايات المتحدة الأمريكية عن النص الأحمق، فالرئيس السابق ترامب حين خسر الانتخابات الأخيرة اتهم روسيا بالتلاعب بنتائج الانتخابات والعبث بفكر المنتخبين، ولم يتوقف للحظة ليشاهد حجم الدمار الاقتصادي الذي ألحقه ببلاده وكيف تضخمت الأسعار وأصبح دخل المواطن الأمريكي لا يفي بالتزاماته، كما أدركوا أن ترامب يمارس سياسة “كذب ما بعد الحقيقة”، ليسقط بقسوة في انتخابات لا يعترف بنتيجتها، ليهاجم أنصاره مبني الكابيتول ويعبثون فيه، لتظهر الصورة واضحة بأن السياسيين لا يعترفون بفشلهم أبدا.

آخر الكلام:

من يبحث عن شماعة ليُعلق عليها إخفاقاته هو إنسان فاشل بامتياز ولا يستحق أن يتولى أي منصب، كونه سيواصل فشله والشماعة موجودة لكل من يتقمص شخصية البطل الحالم الدونكيشوت

زر الذهاب إلى الأعلى