ليس بكتب وزارة التربية والتعليم يتعلم الأطفال حقوق الإنسان
بقلم: د. هند جاد
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
ناقش مؤخرًا د. رضا حجازى «وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى» مع إحدى جمعيات المجتمع المدنى تقرير مراجعة الكتب الدراسية؛ لضمان خلوها من التطرف وعدم المساواة وتضمينها نبذ العنف والعنصرية. وشدد الوزير على تزويد مكتبات المدارس بالكتب التى تعزز الإيمان بحقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة «جريدة الدستور 11 مارس 2023».
وهى قضايا تدخل فى دائرة اهتماماتى المفضلة. ولذا أطرح على وزير التربية والتعليم بعض الأفكار والأسئلة لأهمية ما صرح به.
1 – فعليًا، هل يقرأ أولادنا وأطفالنا الآن؟ ما ألحظه، حالياً، أن نسب القراءة قد تراجعت تماماً مثلما تراجع الإقبال على شراء كتب الأطفال، خاصة بعد ارتفاع أسعارها بشكل كبير؟ ومن الأصل كيف سيقرأ أطفالنا.. والعديد من آبائهم وأمهاتهم لا يقرأون؟
2 – فى ظل امتلاك الغالبية العظمى من أطفالنا موبيلات الـ Smart Phone التى تسهل عليهم الدخول على الإنترنت والسوشيال ميديا والتطبيقات الذكية، هل يمكنهم أن يخرجوا من تلك الدائرة المغلقة التى لا تتيح لهم أى فرصة أو وقت لقراءة كتاب أو غيره؟
3 – هل لا يزال الكتاب الورقى المطبوع يمثل للأطفال قيمة مضافة حقيقية أم أن مصدر معلوماتهم الأساسى أصبح يمر من خلال قنوات محددة هى السوشيال ميديا والتطبيقات الإلكترونية بعد أن فقدوا شغف امتلاك هذا الشكل من الكتب؟
4 – هل لا يزال لدى أطفالنا فى عصر المعلومات السريعة التى يمكن الحصول عليها فى ثوان معدودة على الإنترنت، القدرة على الاستمرار فى قراءة كتاب يحتوى على عشرات وربما مئات الصفحات؟
5 – هل تقتصر وسيلة مواجهة التطرف وتعزيز حقوق المرأة وحقوق الإنسان على تزويد مكتبات المدارس بالكتب التى تعزز تلك القضايا؟ وهل عملياً يمكن تحقيق ذلك فى المدارس؟ وهى فى حالة لو افترضنا أن أطفالنا يمكن أن يبادروا بالدخول للمكتبات المدرسية.. دون إلزام أو إجبار!
6 – تأكيد وزير التربية والتعليم على ضمان خلو المناهج التعليمية من التطرف وعدم المساواة هو أمر لا اختلاف عليه أو جدل حوله. وكنت أتمنى العكس تماماً، وهو أن يؤكد الوزير على تضمين المناهج التعليمية كل ما يرسخ الحوار والتعددية والتسامح وقبول الآخر ومفاهيم الجندر.
7 – لماذا لا تفكر وزارة التربية والتعليم فى أشكال جديدة للمناهج التعليمية، تعتمد على تبسيط العديد من روايات الابداع المصرى لنجيب محفوظ ويوسف إدريس ويحى حقي؟ خاصة أن جميعها تتضمن تلك المفاهيم الإيجابية بشكل غير مباشر، وجذاب ومبهر مثلما نقرر عليهم روايات من الأدب العالمى.
8 – أين المكتبات المدرسية للمدارس الخاصة والدولية من اهتمام وزارة التربية والتعليم والإشراف عليها، خاصة أن بعضها يديره أو يمتلكه البعض من المحسوبين والمنتمين والموالين لتيارات فكرية متشددة ومتطرفة؟
9 – لماذا لا نفكر جدياً فى مشروع قومى لتأسيس مكتبات إلكترونية للمدارس، ليس فقط لمواكبة العصر. ولكن أيضاً لتلبية طموحات أطفالنا، جيل الموبايل والـ5G حتى لا نتركهم فريسة للمعلومات والألعاب الموجهة؟
نقطة ومن أول الصبر..
ليس بالكتب وحدها يمكن تعليم الأطفال فى المدارس مبادئ حقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة ونبذ العنف والعنصرية. ولكن بالتكوين الفكرى والتربوى والإنسانى الذى يتعامل به المعلمين مع الأطفال.
الخبرة العملية والحياتية فيما يخص الحقوق، أهم من مجرد كونها كلمات فى كتاب.