أوكرانيا لن تخسر حربها ..وهؤلاء هم الرابحون ..
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

قرار أمريكي واضح للعيان بإسقاط الاقتصاد الروسي الأوروبي الصيني كبداية لإسقاط قوتها العسكرية، وفرض هيمنة واشنطن المُطلقة على جميع هذه الدول لتقف حجر عثرة أمام أي تقارب فيما بينها، لتكمل سيطرتها المُطلقة على العالم أجمع، وحتى يتم هذا الأمر تحتاج الولايات المتحدة لإطالة أمد الحرب الروسية الأوكرانية وضمان انتصار أوكرانيا في نهاية المطاف أو الخروج بشعار لا غالب ولا مغلوب.

وفي هذه الحالة يتم استنزاف الاقتصاد الأوروبي القائم على خيرات دول العالم، والتي بدورها بدأت بالخروج التدريجي من بيت الاستعمار الأوروبي لها بشكل تصاعدي سينتهي مع نهاية الحرب بتحرر شبه كامل بالحفاظ على ثرواتها وأموالها وحريتها في الرأي، وستدخل جميع هذه الأمور مرفوعة الرأس لبيت الطاعة الأمريكي صاحب القوة الأوحد في العالم، وفي ذات الوقت سيتم الضغط على الاقتصادي الصيني بقوة الملكية الفكرية وسرقت البرامج، وجعل صادرات الصين وروسيا للعالم خاضعة للقوة الأمريكية التي صنعت الحرب الروسية الأوكرانية وتصنع مواجهات مرتقبة للصين مع تايون وفي منطقة لاداخ الهندية.

وحتى تنجح هذه المخططات على واشنطن الضغط على دول العالم لدعم أوكرانيا في حربها، وتقديم السلاح المتطور والمال لها عن طيب خاطر، وعلى السياسيين في الدول الداعمة إشعار شعوبهم بخطورة روسيا على الأمن القومي لهذه الشعوب حتى ترضخ وتقدم أموالها لكييف دون اعتراضات شعبية رغم معاناة هذه الدول من تضخم كبير قد يؤثر على مستقبلها لسنوات طويلة، لكنها الأوامر الأمريكية الغير قابلة للنقاش ومن يناقشها سيعاني الأمرين، ويتحقق الهدف بامتياز في ظل نقص المعلومات عن الحرب وأسبابها لقادة القارة الأوروبية التي تسير على غير هدى، لتكون وشعوبها بمثابة “صيصان المحرقة”.

وفي ظل غفوة حكام الدول الأوروبية الطويلة غفت صحفهم ولم تحرك ساكناً، على عكس الصحف الأمريكية التي بدأت بتوجيه انتقادات في العلن للرئيس الأمريكي بسبب الارتفاع الجنوني للاسعار وعدم قدرة المواطنين على شراء احتياجاتهم وحدوث تغيرات كبيرة في طريقة حياتهم، لتنشر صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية: “مصادر أوروبية تؤكّد أن شخصيات بارزة في الاتحاد الأوروبي، تضغط من أجل اتباع نهج أقل تصادمية مع الصين، وتعتبر أنه لا ينبغي للاتحاد أن ينفصل بشكل تام عن بكين”، ليظهر للعلن بان رجال المال المتضررين من القرارات الأمريكية سيتحركون في محاولة لتقليل الخسائر التي يتسبب بها رضوخ السياسيين الذين لم يشعروا للآن بأنهم مجرد بيادق في حرب محسومة النتائج معروف هوية الرابحين فيها وهم الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا.

وبعد إلحاق الضرر بالقارة الأوروبية سيتوقف الوجع الأمريكي وتعزز روسيا سيطرتها التدريجية اذا تحملت الضغط، أما أوكرانيا فلن تتاثر مالياً بل تتزايد ثروتها بفضل تدفق الاسلحة والمال عليها بغزارة، كون الدعم الأمريكي الأوروبي لها أعلى مع حجم خسائرها، لذا تحدث الرئيس الأمريكي بايدن بكل ثقة بأنه بلاده ستبقى إلى جوار أوكرانيا طالما استغرق الوقت، وكلما طال هذه الوقت زادت الخسائر الأوروبية التي من الصعب تعويضها في الزمن القريب، في ظل ارتفاع التكلفة الانتاجية لصناعاتها مقارنة بالانتاج الأمريكي، والذي يهتم بايدن بأن يجعله مسيطراً وحيداً على العالم.

آخر الكلام:

ستغادر عديد الشركات القارة الأوروبية وسترحل صوب بلاد العم سام، مما يشكل نقطة البداية لسقوط الاقتصاد الأوروبي وتزايد المال في أمريكا، وهذا أمر يُرضي موسكو التي بدأت تعمل على زيادة تسميم الأجواء بين أعداء اليوم، مما سيسرع من سقوط الاقتصاد الأوروبي ويكون هنا قد اكتمل النجاح الأمريكي بتدمير “اليورو” الذي يعتبر العدو الأقوى والأخير للدولار.

زر الذهاب إلى الأعلى