أحفاد “شيڤا” و”بس” و”هيرميز” يجتمعون لمحاربة الأشراف
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
نسير صوب المعرفة والعلم ونبحث في بطون الكتب عن طرق للنجاة مما ينتظرنا في قادم الأيام التي يستقوى جهلتها بالماضي، معتقدين أنهم مبجلون ولهم مكانة رفيعة وانهم امتداد طبيعي للآلهة الفرعوني “بس” والإغريقي “هيرميز” والهدونسي “شيڤا”، وطالبوا العالم ان يصدق كلامهم ويسير على طريقهم التي يظنون أنها الأصوب لصناعة الكوابيس وإظهارها على أنها أحلام وردية تهز وجدان مُريديهم، متناسين أن شمس الحق قد أشرقت وأطفأت نيران ضلالهم، وظننا أن هذه الألهة انتهت وأصبحت في حكم التاريخ، لكن بذرة شيطانية انتقلت عبر الأجيال لتُصيب حمقى اليوم، ليسكنوا في نفوسهم الأمارة بالسوء مساكن الآلهة الثلاثة ليظلموا أنفسهم التي أصبحت توصم بالجهل والحقد والكراهية.
فتقمص البعض صورة إله الرقص الهندوسي المُدمر شيڤا بأذرع الأربعة للبطش و”النبش واللطش”، فيرقص وأتباعه على الطبل الذي له فعل السحر في استمالة الباحثين عن المجد بنسج الأكاذيب وسرد قصص خرافية عنهم، فيحصلون على الكلام ويحصل الطبالون على الأجر والدنو من عِلية القوم بعد أن أجادوا الدنائة في النفس والفعل، وفي لحظات حين يجد “شيڤا” نفسه يختفي خلف حقيقة الكون بأنه مجرد أكذوبة يهاجم بشراسة ويريد اقتلاع البشرية واعادتها من جديد حتى تكون على مقاس رقصه، لذا يرفض حاملو جيناته من لا يجيد الرقص والتطبيل ويعتبروهم أعداء لهم خارجون عن إجماعهم.
وآخرون يتقمصون صوة الاله الفرعوني “بس”، إله المسخرة والسُكر والملذات، فهو بلا فضائل ليصبح في العصر الحديث مجرد وشم على أفخاذ الراقصات والموسيقيات والخادمات لرغبات أسيادهن، ويتميز القزم “بس” وأتباعه بأنهم يعتبرون أنفسهم المقاتلون الشرسون باشهار سيفهم، والعلماء المحنكون ذوي الخبرة بكل شيء مستدلين بذلك بالريش الذي يعلو رأس سيدهم، وكأنهم بدنوهم من الأرض لحبوهم في شتى الاتجاهات للاقتراب من قزمهم “بس” امتلكوا الشجاعة والحكمة، رغم أن دنو فكرهم وعربدتهم يزيدان من بشاعة منظرهم ومن سوء فكرهم ونهجهم، ولكن يصر أتباع فكره السقيم على أنهم حماة الحق رعاة الأجيال.
ووسط هذه الفوضى يظهر من يتقمص دور الإله الإغريقي “هيرميز” إله التجارة وحامي القوافل والقطعان ومعبود الرياضيين وحامي الساحات الرياضية، وفي ذات الوقت فان أبرز صفاته بأنه يظهر بالمظهر الحسن رغم أنه ماكر ومحتال وسارق، فتخيلوا بأن الأساطير تقول أنه سرق يوم ولادته قطيع من الأبقار لأخيه إله الشمس أبولو، ويبدوا أن عشاق لعب دور الإله “هيرميز” يتكاثرون ويتوالدون في المجال الرياضي حتى صنعوا الحيرة، فالشكل رقيق وأحيانا أنيق فيما الفعل فاضح والنوايا خبيثة، فسرقوا جهود الآخرين وحين بحثوا عن الظهور ادعوا زوراً وبهتاناً أنهم يقومون بفعل الأشراف ويبتسمون بمكر ودهاء.
آخر الكلام:
يتحد ورثة صفات ثالوث الآله في أن عدوهم ذو فكر واضح ثابت وهؤلاء هم من يقفون مع الحق ويذودون عنه، كونهم يُبطلون سحر طبول ورثة الضلال ورقصهم وهذيانهم، ليجد ورثة الشر أنفسهم في متحف التاريخ حيث يعبث بهم أطفال “السوشال ميديا” ويعدلون صورهم على “الفوتوشوب” أملاً بالوصول لصورة جميلة لكنهم يفشلون لأن من يوسخهم التاريخ يصعب إعادة تنظيفهم.
بالمناسبة لا أقصد أحد بذاته في الوسط الرياضي والسياسي والاقتصادي وفي الاعلام الرياضي إلا من داعبته نفسه وقال:”أنا المقصود”، فحينها لا شأن لي بمن هو خبير بسوء سريرته.