أمريكا تتآمر لتدمير أوروبا
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

تمارس الولايات المتحدة سياسة التخلي عن الأصدقاء بكل سهولة، ولا تتركهم يواجهون مصيرهم الأسود لوحدهم فقط بل تضع في طريقهم معوقات وعراقيل متتالية حتى تضمن موتهم السريري أو طاعتهم العمياء، وهذا ما فعلته مع الرؤساء الموالين لها في شتى بقاع الأرض، فقدمت لهم دعماً غير محدود لإقامة أنظمة دكتاتورية قمعية ثم مهدت الطريق لموتهم ومغادرتهم بطريقة ذليلة واستبدلتهم بآخرين أكثر طاعة من سابقيهم، وبالتالي يكون القادة الجدد أكثر رعباً وخوفاً كونهم عايشوا تجارب من سبقوهم، ليصبحوا عبيداً للقرار الأمريكي.

وقامت واشنطن بأفعالها المتطابقة مع المصالح الصهيونية بمشاركة الدول الأوروبية التي ظنت أنها بأمان من غدر الولايات المتحدة الرافضة لوجود أي شريك على القمة العالمية، لتوجه واشنطن ثلاث ضربات متتالية لحلفائها الأوروبيين في السنوات الخمس الأخيرة فقط، لتساهم في إضعاف دول القارة العجوز اقتصادياً وسياسياً، وركزت واشنطن في ضربتها الأولى على أن تضعف الاقتصاد الأوروبي، فصنعت كوفيد ونشرت الكورونا ووضعت تعليمات التعامل مع الوباء بطريقة أوقفت الاقتصاد الأوروبي لا سيما أن هذه الدول تعاني من كهولة متقدمة، وتعتمد على الأيدي المهاجرة لتحريك عجلة اقتصادها.

وكافحت أوروبا بكل قوة للخروج من كارثة كورونا وبالذات ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، وما أن اقتربت الدول من الخروج من عنق زجاجة كورونا حتى فاجأتها واشنطن بكارثة الحرب الروسية الأوكرانية وإصرارها على تقديم دعم غير مسبوق لأوكرانيا، وأجبرت الدول الأوروبية على المشاركة في هذا الدعم، ليضعف الاقتصاد الأوروبي بعد تقديم الدول حاجة أوكرانيا على حاجتها، لتتراجع هيبة اليورو مقابل الدولار وهذا الهدف الرئيسي من الزج بالقارة الأوروبية بكوارث متتالية صنعتها القيادة الأمريكية وتباكت على أوروبا.

وبعد كل ذلك ظن الكثيرون ان مصائب القارة الأوروبية توقفت ليأتي طوفان الأقصى للمقاومة الفلسطينية وما واجهه من رد فعل صهيوني انتقامي ليتم قتل الأطفال والنساء، وهنا جاء الرد من اليمن التي منعت البواخر المتجهة صوب الكيان من المرور لتتزايد حدة التوتر بالتدخل الأمريكي لحماية تجارة الصهاينة، لتتأثر حركة الملاحة بشكل أكبر لتكون أوروبا المتضرر الأبرز بعد تحويل طريق الملاحة صوب رأس الرجاء الصالح، مما زاد من كلف الشحن وخطورة النقل والتأمين لترتفع الأسعار بشكل غير مسبوق، لتنصب هذه الأموال في رصيد رأس المال الأمريكي الثابت والمهاجر وتعاني أوروبا أكثر وأكثر.

آخر الكلام:

لا صديق لواشنطن إلا دولارها الذي يعتبر السلاح الأقوى لديها كونه يقود التجارة الدولية، وهذا السلاح سيبقى سيفاً مسلطاً على رقاب العالم إلا إذا أخذت الدول بالتعامل بالعملات المحلية في تجارتها الخارجية، وهو ما بدأت به مجموعة “بريكس” على أمل أن تسير في ركبها بقية دول العالم

Back to top button