الإعلام كارثة الأمم.. وقضية محمد صلاح أنموذج
بقلم: صالح الراشد
أصيب نجم منتخب مصر محمد صلاح في كأس أفريقيا، وثبت للأطباء انه بحاجة لمتابعة طبية لفترة أسبوعين على الأقل، وهنا تدخل ناديه ليفربول الإنجليزي وطالب بعلاجه في المركز الطبي في النادي، كون الجهاز الطبي في النادي على دراية كاملة بتاريخ اصابات اللاعب بأدق التفاصيل، ليعلن مدرب ليفربول غلوب عن عودة اللاعب لناديه ثم العودة للبطولة الأفريقية بعد جهوزية اللاعب.
وهنا أراد الكثيرون في مصر وخارجها سرقة النجومية من صلاح والظهور على أنهم أبطال وطنيين وأن صلاح عميل خائن لوطنه، ليبدأ هجوم شرس من جميع الاتجاهات وبالذات مجموعة المصفقين المطبلين في الإعلام المصري، وهذه المجموعة معروفها بفكرها السقيم ورأيها المتغير حسب المصالح، وبما ان المتضرر سيكون صلاح وحدة لو تضاعفت إصابته فقد قرروا أن يعلقوا مشنقته بكل دهاء ونفاق، ليجمعوا المشاهدين ويسيروا الشارع المصري لشتم صلاح بأقذر الشتائم التي بينت تدني مستوى فكر المطبلين في التعامل مع القضايا الهامة في الأوقات الحرجة.
وعلى ذات الدرب سار العديد من الإعلاميين والمتابعين في الدول العربية ووجهوا اتهامات لا يجرؤ أي منهم من توجيهها للاعب من بلده كونه سيقاضيهم في المحاكم، لذا فقد أشهروا سيوفهم لاغتيال شخصية صلاح على اعتبار أنهم مصلحون ويعلمون مصلحة اللاعب والمنتخب والنادي أكثر من جميع الخبراء في هذه المؤسسات، ولم يتنبه ناقدوا صلاح لخطورة الموقف حيث سيتفرغ الجهاز الطبي لمنتخب مصر لعلاج وتجهيز اللاعبين القادرين على خوض المباريات، وهذا هو العمل الصحيح وبالتالي يصبح الاهتمام ومتابعة علاج صلاح عنصر ثانوي على عكس النادي الذي يملك قدرات أفضل بكثير من جميع مستشفيات ساحل العاج حيث تقام البطولة.
ولم يتطرق هؤلاء إلى أن مجلس إدارة الاتحاد المصري والجهاز الفني للمنتخب على دراية كاملة بالاتفاق بينهم وبين مدرب ليفربول، لكن أي من الاتحاد والجهاز الفني لم يجرؤ على الخروج للإعلام للحديث عن نقل صلاح للعلاج في إنجلترا، كونهم يدركون سطحية عدد كبير من الإعلاميين في مصر مما سيعرضهم للنقد والردح الإعلامي، ليصمتوا ويتركوا مهمة إعلان الأمر لمدرب ليفربول ليتحمل صلاح الهجوم المبرمج والذي يرعب أي لاعب مصري حيث الجماهير تسير كالعميان خلف أعمى اسمه إعلامي.
آخر الكلام:
البحث عن بطولات دونكوشوتيه على حساب الآخرين وقت إقامة البطولات يثبت سطحية ورثة الدونكيشوت، فدعم اللاعبين هو الأصل لذا كان على الإعلام المصري أن يتعامل بايجابية في رفع الروح المعنوية للاعبين لا سيما ان لقاء صعب في انتظارهم بدل من نشر السلبية