منذ متى “المعيار” الاعلامي يشكل فتنة؟

النشرة الدولية –

الخبر – ريتا بولس شهوان -‏

المعيار الاعلامي: مشروع فتنة في لبنان. والصحافي٫ يتحول الى دواء مهدئ في الاحداث. اذا كان هذا هو المشهد الاعلامي في لبنان فعلى الاعلام السلام. فحتى الاعلام الحكومي في الدول العربية اصبح ينافس بمهنيته والمعايير الصحافية اعلام لبنان. يكفي فقط النظر الى الدورات التدريبية التي يقدمها معهد الجزيرة او جمعيات السعودية كلقاء العلاقات العامة التي تعنى ببناء الصورة الذهنية وادارة الأزمة لفهم مدى تاخر لبنان٫ الذي كان رائدا بالمجال الاعلامي في الحقل هذا.

يخطئ من يعتقد انه مهنياً نقل خبر سقوط شاحنة انما هو مثير للفتنة. اذ ان السؤال الاساسي يجب ان يكون هل يتخذ خبر الحادث هذا حيزًا اعلامياً في النشرة او الأخبار العاجلة؟ والى اي مدى يشكل ظهور مشهد مسلح٫ خارج سلاح الجيش اللبناني٫ والمنظومة العسكرية الوطنية٫ اهتماماً لدى الجمهور.

فالجمهور٫ المناهض للسلاح يتسع او لا٫ مسالة متعلقة بمقدار التجييش والقبول لهذا السلاح في وبين المناطق. قالها بصراحة الوزير السابق جبران باسيل. والقبول بهذا السلاح بين المناطق يعتمد على مدى وقدرة جهاز الاعلام التابع لحزب الله او اعلام الحزب او الذي يدور بفلك الحزب التغلغل بين المناطق والتسويق سياسيا له واجتماعياً حتى لو كان ”فعل“ التسويق مختص اكثر بالتواصل السياسي منه الى العمل الاعلامي المحترف.

فهل اعلام حزب الله ”مقصر“ وكيف يقصر؟ وهل الاستراتيجية المعتمدة باعتماد اصحاب مواقف منحازة لهم فشلت في العمل بدل عمل اعلامي صحافي محترف يطرح اشكاليات ويعالجها بموضوعية؟

ليس مهمًا تذكير صحيفة ”الاخبار“ اللبنانية٫ بضرورة العودة الى القضاء٫ غير المستقل اساساً٫ لتهدئة الاجواء المشحونة٫ او مد جسر تواصل بين ”الاخبار“ و“الديار“ المعروف انها تنسق مع كل جهاز حزب القوات اللبنانية بعد ان استعمل ضدها مدير التحرير السابق شارل ايوب ورقة ضغط الا وهي حنا عتيق وكيل اتهاماته٫ لكسب الحزب ”وتبعاته“.

المسالة متعلقة بالعمل المهني الصرف٫ وكيفية اعداد صحافي يعالج موضوعاً٫ بعقلانية. وجمهور مثقف اعلاميًا تربى اعلاميًا بالشكل الصحيح.

 

ريتا بولس شهوان، صحافية وباحثة ساهمت في عدد من الكتب منها “الكويت وإرادة الاستقلال في الوثائق العثمانية” و “ماذا فعل مدحت باشا في الخليج”(ذات السلاسل) وعملت في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية العربية. تلقت تدريبات دولية على الاستقصاء وتخصصت في الاستقصاء الاجتماعي – الاقتصادي كما تولي اهمية كبيرة للشأن السياسي.

Back to top button