رفعت الأسد من محاولة الانقلاب إلى العودة هارباً من منفاه
أبعد حافظ الأسد شقيقه عن العسكر ومن ثم إلى خارج البلاد
النشرة الدولية –
اندبندنت عربية –
ليس سراً أن الدولة السورية دولة أمنية، وذلك منذ تسلم حزب “البعث العربي الاشتراكي” الحاكم في سوريا منذ عام 1963، لكنها تحولت ومنذ وصول الرئيس السابق حافظ الأسد إلى سدة السلطة إلى دولة أمنية بامتياز، دسائس ومؤامرات وعناصر للاستخبارات يتجسسون على بعضهم بعضاً، وكأن المتابع يقرأ أحد كتب الروائي البريطاني وعميل الاستخبارات البريطانية السابق جون لو كاريه (1931 ـــ 2020).
“اللوكيميا”
وتكشف الدول الكبرى كالولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا، بين الحين والآخر، عن وثائق تصنف “سرية”، تتحدث عن خبايا “قصر المهاجرين” ومتفرعاته، لتلقي بعضاً من الضوء على أسرار عائلة آل الأسد. في بداية عام 2017 نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) وثائق رفعت عنها السرية تضمنت تقارير لعملاء ومجندين من المناطق التي تشاطر فيها واشنطن مصالحها الاستراتيجية. وفي تقرير سمح بنشره عبر صحيفة “واشنطن بوست”، بتاريخ 23 مايو (أيار) 1983، بعد أن سحبت منه المصادر الرئيسة والأسماء، يتحدث عن كيف تابعت واشنطن تحركات رفعت الأسد في الفترة التي سرت فيها إشاعات عن مرض شقيقه حافظ، وهو ما سربه “الموساد” الإسرائيلي لواشنطن. ويقول التقرير ووفقاً لما نشره موقع “سي آي أي”، “إذا كان هناك شخص أحبط آمال ريغان (رونالد ريغان الرئيس الأميركي في الفترة الممتدة بين 1981 و1989) في لبنان فهو حافظ، الشخص العنيد الذي ما انفك يفاوض ويخادع الأميركيين عند كل منعطف حتى تحقق ما أراده هو، ووصل قبل الأميركيين في سباق الهيمنة على بيروت”. واستند التقرير إلى معارضي رفعت الأسد وتقييمهم له من وجهة النظر السورية، منوهاً بطريقة تعاطي أعداء رفعت، من داخل الدائرة الضيقة، مع طموحاته السياسية، بانتقادات مباشرة وغير مباشرة كاتهامه بالفساد والشبق للنساء، وصولاً إلى اتهام مباشر بالسعي إلى الوصول إلى سدة الحكم. ويعتبر رفعت من المناصرين للولايات المتحدة لأن لديه ممتلكات خاصة، وأولاده يدرسون في المدارس الأميركية، ويعتبر أن دور السوفيات أكبر مما يجب، وفقاً لتقرير الوكالة الأميركية. وربط التقرير بين الأنباء عن تدهور صحة حافظ الأسد وأجله القريب، بمؤشر آخر هو إعادة الانتشار الذي نفذته “سرايا الدفاع” التابعة لرفعت، حيث غيرت مواقعها واقتربت أكثر من العاصمة (دمشق) ونشرت أتباعاً بانتظار اللحظة المناسبة والعمل في البيئة الأم للشقيقين (بيئة العلويين) لكسب التأييد”. وشكلت زيارة حافظ الأسد للأردن في مايو (أيار) 1986، نقطة استنفار لواشنطن، إذ كانت فرصة لإرسال خبراء من العملاء راقبوا كافة تحركاته في الزيارة التي حدثت بتلك الفترة وخرجوا بتقرير يفيد بأن الأسد مصاب باللوكيميا، أي سرطان الدم.
وتتناول مجلة “المجلة” تلك الفترة، ونقلت عن أوراق نائب رئيس الجمهورية السورية السابق، الراحل عبدالحليم خدام، أنه “عندما مرض حافظ الأسد، في نوفمبر (تشرين الثاني) 1983، بدا الأمر كأن لحظة رفعت المنتظرة قد حانت، وبدأ بالعمل بصفته (وريثاً شرعياً)، فرأى أنه الخليفة الوحيد، وبدأ في حشد تأييد جنرالاته، مما أثار استياء شديداً لدى الرئيس”. ويقول خدام، “في أواسط نوفمبر من عام 1983 جاءني العميد عدنان مخلوف وأبلغني بأن الرئيس الأسد يريد أن يراني وهو في مستشفى الشامي. سألته: هل أصابه حادثة فأجابني: لا لقد أصيب بنوبة قلبية. في الواقع فوجئت وانتابتني موجة من القلق وتصورت وأنا في الطريق إلى المستشفى ما يمكن أن يحدث في حالة وفاته”. ويتابع “بعد وصولي إلى المستشفى توجهت إلى غرفة العناية المركزة فوجدته شاحب اللون وقد استقبلني مبتسماً، وقال لا يعرف الإنسان ما يمكن أن يصيبه. وتحدثنا دقائق عن مرضه، ثم قال غداً سيأتي الشيخ أمين الجميل ولا أستطيع كما ترى استقباله وأنت تعرف أن الحديث معه يأخذ ساعات. فأجبته: لا تقلق سأتصل به هاتفياً وأبلغه أني قادم إلى بيروت لمناقشة بعض الأمور وودعته وتمنيت له الشفاء العاجل”. ويشير خدام إلى أنه استدعى أطباء من لندن والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وهذا لم يعجب “العقيد رفعت” الذي توجه إلى خدام قائلاً، “لماذا تطلب أطباء من الخارج أليس في سوريا أطباء قلب؟ كلما مرض شخص نستدعي له أطباء من الخارج. فأجبته: هذا الشخص هو رئيس البلاد وليس كأي شخص واسمه حافظ الأسد وليس حافظ خدام”.
“خليفة الرئيس”
يواصل خدام أنه “أثناء مرض حافظ الأسد، ازداد نشاط العقيد رفعت في استقطاب ضباط الجيش، وبايعه معظمهم لخلافة شقيقه، الذي كان يدعوهم إلى مكتبه، وبعضهم كان يبادر إلى زيارته باعتباره شقيق الرئيس، وشذ عن المبايعة كل من العمداء علي دوبا، وإبراهيم صافي، وعدنان مخلوف. كما أن بعض أعضاء القيادة القطرية قد توافدوا إليه مؤيدين له”. ويروي العماد مصطفى طلاس، وزير الدفاع السابق في مذكراته، أحداث محاولة انقلاب رفعت الأسد على أخيه، فيقول، “استشعر الرئيس الأسد أن رفعت جاد في عملية السيطرة على دمشق فطلب مني إحباطها وإشعاره أن المواجهة ستكون عملية انتحارية”. ويتابع أنه “في أوائل شهر فبراير (شباط) من عام 1984 كنت متوجهاً إلى مكتبي في القيادة العامة ولدى مروري قرب حديقة الجاحظ لاحظت صوراً عدة ملصقة على الجدران لشقيق الرئيس، العميد رفعت الأسد، وكانت الصورة تمثله وهو رافع قبضة يده كدليل على القوة والتحدي، ولم أكن مرتاحاً نفسياً لهذه المناظر المؤذية والغبية وقلت بنفسي طالما أنني انزعجت منها فلا بد أن الرئيس حافظ الأسد سيكون أشد انزعاجاً لأن هذا الموضوع يخصه بالدرجة الأولى قولاً واحداً”. ويتابع طلاس “كان الرئيس الأسد الشخص الوحيد الذي يتابع المواضيع الأمنية داخل الوحدة 569 (سرايا الدفاع) ذلك أن العميد رفعت عندما كان يستشعر بأن أحد ضباط الأمن في وحدته يتعامل مع شعبة الاستخبارات كان يزج به في السجن الخاص بالوحدة، ولا يعود أحد يعرف عنه شيئاً لذلك أصبحت الوحدة تشكل (غيتو) خاصاً يصعب انتهاكه، ومع هذا فقد كان للرئيس حافظ الأسد بعض الضباط داخل الوحدة يزودونه بأخبارها الخاصة، عبر قنوات سرية للغاية لم يستطع حتى رفعت نفسه أن يحيط بها، وبدأت تتشكل قناعة لدى الأسد أن رفعت يبيت شيئاً ما وأن الوحدة في حالة استنفار دائم مع أن الظروف المحلية لم تكن تستوجب ذلك”.
ويقول خدام وفقاً لما نقلته “المجلة”، إنه وبعد خروج الأسد من غرفة العناية، طلب أعضاء القيادة التالية أسماؤهم، وهم: عبدالرؤوف الكسم رئيس مجلس الوزراء، وعبدالله الأحمر الأمين العام المساعد، وعبدالحليم خدام وزير الخارجية، والعماد مصطفى طلاس وزير الدفاع، وزهير مشارقة الأمين القطري المساعد، و”عند وصولنا أبلغنا قراراً اتخذه بتسمية هؤلاء الأشخاص لإدارة شؤون البلاد طوال انقطاعه عن العمل، وسمى الكسم رئيساً لها على اعتبار أن الدستور ينص على أن رئيس الوزراء يمارس مهام الرئيس في حال انقطاعه عن العمل”. ويشير خدام إلى أنه وبعد انتشار كتيبة من “سرايا الدفاع” وتجولها في ساحة الأمويين وسط دمشق، مطلقة نيراناً كثيفة في الهواء، مما أثار كثيراً من التساؤلات والقلق، “اجتمعت والعماد الشهابي (رئيس هيئة أركان الجيش السوري) وكان تخوفنا كبيراً من أن يقدم العقيد رفعت على خطوة جنونية، فاتفقنا على الاتصال به وزيارته لتهدئته”. تحدث رفعت إليهم بانفعال في شأن “تجاهل الرئيس حافظ له وتعيين أشخاص في اللجنة هم زلم لديه. فأجبته أن هذا خيار الرئيس. لم يأخذ بالاعتبار الأشخاص بل المواقع، مشارقة عينه باعتباره أميناً قطرياً مساعداً للحزب، طلاس باعتباره وزيراً للدفاع، ومن المفترض إذا أراد أن يعتمد الفاعلية أن يعين العماد حكمت الشهابي فهو رئيس الأركان الذي يمارس المهام العسكرية، بينما العماد مصطفى (طلاس) مشغول بأمور أخرى لا علاقة لها بالجيش”. ويضيف خدام أن رفعت “بقي متوتراً لأنه كان يعتبر نفسه خليفة للرئيس وأنه الأقوى في النظام. وعلى رغم تجاوز الرئيس الأسد مرحلة الخطر، استمر رفعت بنشاطه في محاولة لاستقطاب الحزبيين والمنظمات النقابية. وفي الوقت نفسه كانت صوره تغطي الجدران في دمشق ومحافظات أخرى”.
“يريد أن يقوم بانقلاب… فليتفضل”
وتنقل “المجلة” أنه بعد عودة الرئيس حافظ إلى منزله، استمرت جهوده لعزل رفعت في الأوساط العسكرية. وكان بعض أرفع العمداء قد بدأوا يتحدثون عن الوضع وعن تمرد العقيد رفعت الأسد، متهمينه بالتآمر. ويشير خدام إلى أحد اجتماعات القيادة القطرية، ويقول “عندما توجهت إلى مبنى القيادة فوجئت بعشرات الجنود من سرايا الدفاع منتشرين في باحة القيادة وفي الممرات. دخلت قاعة الاجتماعات وكان حاضراً معظم أعضاء القيادة، وبعد بداية الاجتماع بقليل دخل العقيد رفعت وهو يرتدي بزته العسكرية وبيده مجموعة أوراق وطلب الحديث وكان شديد الانفعال، وقال الجيش مستنفر والدبابات محملة والضباط ينتظرون أمر التحرك. في الجيش خونة ومتآمرون، علي دوبا، وعلي حيدر، وشفيق فياض، وإبراهيم الصافي، وعدنان بدر الحسن. يجب أن تتخذ القيادة قراراً الآن بطردهم من الحزب ومحاكمتهم، لقد أهانوني وشتموني وكرامتي هذه كرامة الرئيس، فأنا شقيقه، والآن يجب أن تتخذوا قراراً بتسميتي رئيساً للمكتب العسكري، وأطلب التصويت على هذا الاقتراح فوراً”.
هذا الاقتراح سقط عند التصويت عليه، ما زاد من انفعال رفعت. ويقول خدام: “صرخت به بصوت عال. رفعت اجلس مكانك لدي كلام يجب أن تسمعه. هذه الدبابات ليست ملكك وملك أبيك، هذا الجيش ليس أداة للزعرنات والرذالات (التجاوزات). تريد أن تقوم بانقلاب تفضل اعمل انقلاباً. كل مرة يكون لدى واحد منكم بضع دبابات يريد أن يركب على أكتافنا، الانقلاب يا رفعت ليس مزحة، فيها قطع رقاب، وصمت. وهنا قال أنا لم أقل إني أريد أن أعمل انقلاباً وأنا لم أهدد. أنا قدمت شكوى للقيادة. فأجبته: الكلام كله مسجل. وهدأ. وتابعت القيادة مناقشة جدول أعمالها. بعد انتهاء الاجتماع وعودتي إلى المنزل اتصلت بالرئيس حافظ وأبلغته بما جرى في الاجتماع فأجاب: يريد أن يقوم بانقلاب يتفضل”.
محاولة الانقلاب
يروي خدام ووفقاً لما نقلته عنه “المجلة” أنه وصل إلى مسامع الرئيس حافظ وعبر ضابط من “سرايا الدفاع”، عن مخطط يعمل على تنفيذه العقيد رفعت “ويقضي بسلخ الساحل وقسم من محافظات حمص وحماة وإدلب وإقامة دولة له فيها فجن جنون الرئيس، وقرر عندئذ إنهاء المشكلة والتخلص من شقيقه رفعت، وفكر الرئيس في مسألة استخدام القوة ضد رفعت، فقدر أنها ستؤدي إلى مجازر قد تنهي النظام، فآثر العمل الهادئ”. ولإنهاء مشكلة رفعت وإخراجه من الجيش قرر حافظ الأسد تعيين خدام نائباً لرئيس الجمهورية، وتعيين رفعت الأسد وزهير مشارقة نائبين له. على ما يبدو أن ذلك التعيين رفع من توتر رفعت، فرد على تلك الخطوة في 30 مارس (آذار) 1984، آمراً جنوده بالدخول إلى دمشق، وبالاستيلاء على السلطة، “وتمركزوا في نقاط استراتيجية في جميع أنحاء دمشق ومحيطها، وهي نقاط يسهل منها قصف المدينة. وواجهت قوات رفعت الأنصار الموالين للرئيس، من أمثال، علي حيدر من القوات الخاصة، وعدنان مخلوف من الحرس الجمهوري، القوة التي تشكلت لتقليص نفوذ رفعت”. وكتب باتريك سيل، مؤلف سيرة الأسد، بعنوان “الأسد: النضال من أجل الشرق الأوسط”، أنه لو أن قوات الطرفين تواجهتا في دمشق “لكان الدمار عظيماً جداً، ولشوهت صورة النظام على نحو لا يمكن إصلاحه… لقد ترك (حافظ) الحبل لرفعت بما يكفي لشنق نفسه”، وفقاً لما نقلت “المجلة”.
نفي رفعت
وتتابع المجلة “ارتدى الشقيق الأكبر-الرئيس، البزة العسكرية وذهب مع نجله الأكبر باسل الذي سيصبح اليد اليمنى لوالده إلى حين وفاته (توفي وهو في بداية الثلاثينيات من عمره في حادثة سيارة قرب مطار دمشق الدولي في 21 يناير (كانون الثاني) من عام 1994. وتضاربت الأنباء واختلفت الروايات حول وفاته. وقال البعض أنه اغتيل)، ذهبا إلى رفعت في مقر قيادته العسكرية. ويقول طلاس في نص مكتوب بعنوان “ثلاثة أشهر هزت سوريا”، إن العميد عدنان مخلوف اتصل به وقال إن حافظ الأسد توجه بمفرده إلى مقر شقيقه رفعت في منطقة المزة وأعطى أمراً لمخلوف قبل مغادرته، بأنه إذا لم يعد بعد ساعة، أن يقول للعماد طلاس أن ينفذ الخطة بمواجهة قوات رفعت”. وتوجه حافظ إلى شقيقه بالقول “هل تريد إسقاط النظام؟”، “ها أنا ذا، أنا النظام”. وتجادلا، ثم عرض الرئيس على شقيقه مخرجاً، متعهداً احترام كرامته ودعم مصالحه، والخروج الآمن إلى منفى يختاره، وأنه لن يقبض عليه، وذلك وفقاً لصحيفة “الشرق الأوسط” في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.
بلد المنفى
وتشير “المجلة” إلى أنه في أوائل أبريل (نيسان) 1984 تلقى خدام دعوة من رئيس وزراء فرنسا آنذاك، جاك شيراك لزيارة فرنسا، وتنقل عن خدام قوله “عندما أبلغت الرئيس حافظ بالدعوة قال نريد أن نجد مخرجاً لرفعت من البلاد، أرى أن يسافر عوضاً عنك، فأجبته: لا مشكلة عندي وسأطلب من وزير الخارجية استدعاء السفير الفرنسي وإبلاغه بأن نائب الرئيس رفعت هو الذي سيقوم بالزيارة”. وبالفعل أبلغ خدام وزير الخارجية بالموضوع، وفي اليوم الثاني جاء السفير الفرنسي إلى الخارجية وأبلغ الوزارة بأن الدعوة موجهة لنائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام. وبعد إبلاغ الرئيس حافظ الجواب الفرنسي، قال سنعمل على ترتيب دعوة إلى رفعت من الاتحاد السوفياتي”. بعد اتصالات مع موسكو وجه السوفيات دعوة إلى رفعت وقام بالزيارة، واشترط أن يرافقه الضابطان شفيق فياض، وعلي حيدر، فاستجيب طلبه، ويروي خدام، “لا بد من الإشارة إلى أنه من شروط التسوية بين الرئيس حافظ وشقيقه رفعت أن يدفع له مبلغاً كبيراً من المال، وكما علمت فقد أعطي نحو خمسمئة مليون دولار، جزء كبير منها كان قرضاً من ليبيا”. وقبل مغادرته دمشق، قال رفعت في لقاء مع أصدقائه: “يبدو أن أخي لم يعد يحبني، عندما يراني يعبس، لكني لست عميلاً أميركياً، ولم أتآمر ضد بلدي. لو كنت أحمق، لدمرت المدينة بأكملها، لكني أحب هذا المكان. رجالي هنا منذ 18 عاماً، والناس معتادون علينا، إنهم يحبوننا، والآن يريد هؤلاء المغاوير طردنا”. وتذكر المجلة أنه لم يمض بعض الوقت لخروج رفعت من سوريا، حتى صدرت لائحة بإبعاد عدد من ضباط “السرايا” خارج القوات المسلحة.
رفعت يعود بلا دور سياسي أو اجتماعي
لكن رفعت عاد إلى سوريا في السابع من أكتوبر 2021، بعد نحو 36 عاماً قضاها في المنفى. وجاءت عودته حينها بعد شهر فقط من تأييد محكمة الاستئناف في باريس حكماً يقضي بسجنه أربع سنوات بتهم تشمل غسل الأموال ضمن عصابة منظمة، واختلاس أموال عامة في سوريا، فضلاً عن مصادرة أصول له في فرنسا بقيمة 90 مليون يورو. رفعت الذي كان على بعد خطوات من حكم سوريا عاد إليها على عهد ابن أخيه بشار، هارباً، وبشرط ألا يكون له دور سياسي أو اجتماعي. ووفقاً لما نقلت صحيفة “الوطن” السورية الموالية للنظام حينها، فإن “رفعت الأسد وصل بالأمس إلى دمشق، وذلك منعاً لسجنه في فرنسا بعد صدور حكم قضائي، وبعد مصادرة ممتلكاته وأمواله في إسبانيا أيضاً”. وقالت إن رفعت الأسد عاد إلى سوريا في السابع من أكتوبر، و”لن يكون له دور سياسي أو اجتماعي”.