لودريان محفّزاً وغير متفائل.. لكن المهمة غير مستحيلة!

النشرة الدولية –

لبنان 24 – هتاف دهام  –

تتسابق الخطوات والشعارات المنادية بضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي، لكن هذه الدعوات لا تزال تدور في عنق الزجاجة. فالانقسام العمودي بين المكونات السياسية مؤشر جدي على أن الازمة الرئاسية طويلة ولا يمكن ضرب مواعيد لانتخاب رئيس، علماً أن الأمور تكاد تكون خرجت عن السيطرة محلياً، واصبح التفاهم على رئيس يحتاج الى عرّابين اقليميين ودوليين.

ان زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت والتي وصلها أمس واستهلها من عين التينة ثم السراي وبكركي اليوم ، تكاد تكون جلسة استطلاع ولا يمكن عقد الأمال أنها ستنتهي إلى بلورة حل للأزمة اللبنانية في وقت سريع، علما ان القوى السياسية المحلية استبقت زيارة الدبلوماسي الفرنسي باتصالات مع اصدقاء فرنسيين لها لمعرفة التوجه الجديد للإليزيه.

في الواقع، لا يحمل لودريان، بحسب مصادر فرنسية لـ”لبنان24″، أية مبادرة جديدة أو حل، انما سيكون مستمعا الى القيادات السياسية والروحية التي سيلتقيها ومحفزا لها من أجل الوصول الى قواسم مشتركة، على ان يعد تقريرا عن خلاصة اجتماعاته سينقله الى قيادته الفرنسية التي سوف تتصرف على أساسه بالتنسيق مع الدول المؤثرة في لبنان (الولايات المتحدة، ايران، السعودية)،مع الاشارة الى ان لودريان سوف يلتقي، ربطا برؤساء الكتل النيابية، ممثلين عن المجتمع المدني، والوزير السابق زياد بارود وقائد الجيش العماد جوزاف عون، فضلاً عن لقاء سفراء دول “اللقاء الخماسي” في قصر الصنوبر.

وفق المعلومات، لا يبدي لودريان تفاؤلا بالطبقة السياسية الحالية وتسوياتها وامكانية ولوجها مسارا مختلفا لكيفية مقاربتها الملفات وطريقة معالجتها، وهو الذي شبه الانهيار السياسي والاقتصادي في لبنان بغرق سفينة “تايتانيك” لكن من دون موسيقى، وهدد في العام 2021 بـ”فرض عقوبات إضافية على المسؤولين اللبنانيين للحؤول دون “انتحار جماعي”. ومع ذلك، فإن الدبلوماسي الفرنسي العتيق والذي يعرف الطبقة السياسية عن كثب، لن تكون مهمته مستحيلة تجاه دفع القوى الى التوافق، لكن الاكيد، أن بلورة الحلول ليست في المدى المنظور، خاصة وأن الرياض على تزال على موقفها من لبنان وإن كانت لا تضع فيتو على اي مرشح.

وعليه، فإن تأويلات كثيرة وترجيحات سوف تصدر في الساعات المقبلة، لكن لا بد من الاشارة إلى ان فرنسا لا تزال تعمل تحت مظلة اللقاء الخماسي، من دون ان يعني ذلك ان طرحها الرئاسي للبنان محط قبول من هؤلاء، خاصة وان المقاربة الاميركية والسعودية على حد سواء للملف اللبناني لم تتطابق مع التسوية الفرنسية القائمة على انتخاب رئيس من فريق وتكليف رئيس للحكومة من فريق آخر.

مع ذلك، فإن حزب الله الذي سيلتقي ممثله (رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد) لودريان، لا يزال متمسكاً بترشيح فرنجية وبدعوته القوى السياسية للحوار حول هذا الاسم. وما سمعه الفرنسيون منه في السابق، سيسمعه لودريان من رعد، تقول مصادر مطلعة لـ”لبنان24″، فالحزب ليس في وارد الاستدارة او التراجع خطوة، ومرد ذلك ان فرنجية هو “رئيس المرحلة”.

ساعات وتنتهي زيارة لودريان، ليبدأ بعدها جس نبض الموقف الفرنسي، خاصة وان هناك انقساما في الاراء المحلية من التوجه الفرنسي الذي يصفه البعض بالجديد، بعد تعيين لودريان مبعوثا للرئيس الفرنسي الى لبنان، ويحمل ليونة بما يتماشى مع موقف الاكثرية المسيحية، وبعد قمة الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لكن الثابت وفق المصادر الفرنسية، ان التقرير الذي سيعده لودريان والذي سيتضمن خارطة حل للمعضلة القائمة سيأخد بعين الاعتبار ما انتهت اليه جلسة 14 حزيران الرئاسية لجهة التوازنات والاصطفافات الحاصلة وخلاصة اجتماعاته من دون التمسك بطرح واحد ووحيد للحل، علما ان لودريان سوف يتحرك ضمن فترة زمنية محددة لا تتجاوز الاشهر حيث يفترض ان يتم انتخاب رئيس نهاية الصيف كأبعد تقدير.

 

Back to top button