السينما الهندية تبوح بأسرارها في ضيافة «اللوفر أبوظبي»
النشرة الدولية –
الإمارات اليوم –
السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه والاستمتاع، ولكنها ذاكرة مجمتعها، ونافذة على تاريخه وقضايا حاضره وطموحات مستقبلة، ولأن «بوليوود» تتمتع بإرث فني كبير، وتاريخ حافل في مجال صناعة الأفلام التي استطاعت أن تعكس تنوع شبه القارة الهندية، وتحمل خصوصية ذلك المجتمع، يستضيف متحف اللوفر أبوظبي معرض «كبار نجوم بولیوود: عالم السينما الهندية»، الذي يفتح أبوابه للجمهور اليوم، ويستمر حتى الرابع من يونيو المقبل، على هامش موسمه الثقافي لعام 2022-2023.
عبر مقتطفات من أكثر من 30 فيلماً، وما يزيد على 80 عملاً فنياً، يشمل صوراً فوتوغرافية، ومنسوجات، وفنوناً تصويرية، يسرد المعرض الذي يُنظم بالشراكة مع متحف كيه برانلي – جاك شيراك ومؤسسة متاحف فرنسا، محطات من تاريخ السينما الهندية منذ نشأتها في أواخر القرن الـ19 حتى الآن، بما يسهم في تعريف الزوار بمقومات النجاح الذي حققته عالمياً. فيكشف كيف كانت الهند سبّاقة في استخدام أحدث تقنيات الصور الجديدة عقب اختراعها، مثل الطباعة الحجرية والتصوير الفوتوغرافي.
ويستعرض رحلة صناعة الأفلام بداية من نشأة الأعمال الأولى وصولاً إلى ملامحها الموسيقية، إذ عرفت الهند الصور المتحركة في عام 1896، أي بعد سنة واحدة من قيام الأخوين لوميير ببث عروضهما الأولى في باريس، بعدها اتجهت الهند لإنتاج السينما الخاصة بها، مستلهمة في ذلك فنونها الأدائية وأساطيرها، وواصلت تطويرها طوال القرن الماضي إلى أن أصبحت اليوم هي الأضخم في العالم، إذ تنتج أكثر من 2000 فيلم سنوياً.
العصر الذهبي
كما يسلط المعرض الضوء على تنوع التصوير السينمائي الهندي، وتاريخ السينما الهندية، من حيث سرد القصص والرقص ومرحلة ما قبل السينما، مروراً بتأثيرات أخرى، وصولاً إلى مرحلة صعود كبار نجوم بوليوود، فيظهر كيف قامت السينما في البدايات بالتداخل مع الفنون الشعبية ومسرح خيال الظل، واستلهمت أفلاماً من الأساطير، وكانت تعرض في دور سينما متنقلة من قرية إلى أخرى.
وبداية من عام 1900، توافد على الهند الموزعون ومشغلو آلات العرض والوكلاء الذين جلبوا معهم الأشرطة السينمائية المحلية والأجنبية، وهو ما مهد لنمو هذه الصناعة، وتصاعد طموحها لتصبح ظاهرة جماهيرية على منوال نموذج «هوليوود» الأميركي الناشئ في ذلك الوقت. كما يتوقف المعرض أمام العصر الذهبي للسينما الهندية، في الفترة من 1940 إلى 1960، الذي بزع على إثر انهيار الاستديوهات الكبرى في أربعينات القرن الماضي، وظهور مخرجين لامعين، مثل غورو دوت وراج كابور وبيمال روي ومحبوب خان. كما شهد صعود نجوم جدد، وولد خلال تلك الفترة مفهوم صناعة النجوم الذي يقوم على منظومة متكاملة.
أعمال
ويضم «كبار نجوم بولیوود»، مجموعة من الأعمال الفنية التي قسمت لأقسام تتبع تاريخ تطور السينما الهندية، منها مجموعة منتقاة من مقتنيات متحف اللوفر أبوظبي، ومنها صفحة من سلسلة هاريفامشا: كريشنا وحاشيته على شاطئ البحر في بانداراكا (قرابة 1820، كانغرا، الهند)، ودرعاً من الزرد والصفائح يُسمى درع «المرايا الأربع» (قرابة 1600-1800، الإمبراطورية المغولية، الهند)، وكريشنا محاطاً براعيات البقر (قرابة 1655، راجستان، الهند). وتشمل بعض الأعمال المعارة من المتاحف الشريكة تمثالاً صغيراً لكريشنا طفلاً، وهو يعزف على الناي (النصف الثاني من القرن الـ19، راجستان، الهند) معاراً من متحف كيه برانلي – جاك شيراك، وخنجراً (أواخر القرن الـ17، الكويت) من مجموعة الصباح، ودرعاً هندية (القرن الـ18) من المتحف الحربي، ومعطفاً (القرن التاسع عشر) من المتحف الوطنيّ للفنون الآسيويّة – غيميه.
من جانبه، أعرب مدير متحف اللوفر أبوظبي مانويل راباتيه، في بداية الجولة الإعلامية التي نظمت صباح أمس في المعرض، عن سعادته باستضافة المعرض الذي يستكشف تاريخ السينما، والذي تولت تنسيقه رئيسة قسم المقتنيات الآسيوية في متحف كيه برانلي – جاك شيراك، جوليان روسو، بالتعاون مع هيلين كيسوس، الحاصلة على الدكتوراه في الأنثروبولوجيا والإثنولوجيا من كلية الدراسات المتقدمة في العلوم الاجتماعيّة، وبدعم من مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي، الدكتورة ثريا نجيم.
وأشار إلى أن المعرض لا يخاطب الجمهور الهندي فقط، بل عشاق السينما من كل الجنسيات، لافتاً إلى مدى التقدير الذي يحظى به نجوم السينما في الهند من مجتمعهم، سواء بوصفهم شخصيات سينمائية تظهر على الشاشة أو شخصيات عامة خارج السينما.