روسيا تتكبد هزيمة جيوسياسية وتستعد لهجوم كبير في هذا التوقيت
النشرة الدولية –
الثائر –
في مقابلة لبرنامج “هنا روسيا” الذي يُبث عبر أثير إذاعة “صوت الشعب” وتقدمه الإعلاميتان؛ هند نجم، وجيهان فتوني، شرح رئيس تحرير موقع “الثائر” الخبير في أسلحة الدمار الشامل، العقيد المتقاعد اكرم كمال سريوي ، الواقع الميداني والسياسي، وكشف عن بعض الأسرار التي واكبت؛ خطاب الرئيس الروسي فلادمير بوتين، وزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى العاصمة الأوكرانية كييف.
وقال سريوي: من يعتقد ان الحرب في أوكرانيا ستتطور إلى صدام مباشر بين روسيا والناتو، أو الى حرب نووية، فهو يرتكب خطأً في التحليل، وغير مدرك لحقيقة الصراع، وما يجري في اوكرانيا والعالم.
-الحرب النووية انتحار للقوى العظمى، وستتدمر أمريكا وأوروبا وروسيا، خلال ثلاثين دقيقة. ولن تجازف لا روسيا ولا الغرب بذلك.
-خطاب بوتين كان تصعيدياً، ولا يمكن أن يكون غير ذلك، فروسيا ما زالت في حالة حرب.
-أهم نقطة في الخطاب، قوله “أن روسيا تدافع عن أراضيها التاريخية” فهو لا يعترف بسيادة أوكرانيا على هذه الأراضي، ولايريد أن يعيدها إليها.
-أعلان الرئيس الروسي عن تعليق العمل بمعاهدة ستارت٣، هو بمثابة إعلان وفاة ميت، فلعمل بالمعاهدة كان قد توقف منذ زمن، خاصة مع بداية الحرب في أوكرانيا .
-الاتصال الروسي الأمريكي لم ينقطع، وسيستمر، وستبقى الحرب في أوكرانيا ضمن الحدود المرسومة لها.
-الرئيس بايدن زار كييف، لكنه لم يَتَحَدَّ روسيا، فهو لم يذهب بطائرته الرئاسية، التي كان يجب أن ترافقها المقاتلات الأمريكية، وتدخل إلى الأجواء الأوكرانية وتُشكّل استفزازاً لروسيا.
-هناك استثمار هائل في هذه الحرب، وأصحاب مصانع السلاح يدفعون باتجاه استمرار الحرب
-الريس بايدن طلب من قادة الدول التسع، الذين اجتمع بهم في بولندا، زيادة موازنات الدفاع، وإرسال ما لديهم من أسلحة روسية إلى أوكرانيا، وشراء أسلحة أمريكية بدلاً منها.
هذا هو الهدف الحقيقي للزيارة، وكل هذه الدولارات تذهب إلى الولايات المتحدة، التي تبيع السلاح لحلفائها بأثمان باهضة.
-الجيوش الغربية تحتاج الى التخلص من مخزونات الذخيرة والأسلحة القديمة، التي بدأت تفقد صلاحيتها، ولذا يتم إرسالها إلى أوكرانيا، وسيتم استبدالها باسلحة جديدة ومتطورة.
أميركا لن تتنازل عن زعامة العالم بسهولة، وهي حتى الآن لا تقبل الشراكة مع روسيا والصين.
-المفهوم الأمريكي للدول الحليفة هو أن تكون تابعاً، والحرب لم توحّد الغرب، بل رسّخت التبعية الأوروبية لأمريكا.
جوهر الصراع العالمي هو اقتصادي.
اميركا فرضت الدولار كعملة عالمية خارج التغطية الذهبية، وسيطرت على البنك الدولي وصندوق النقد، والأمم المتحدة، والشركات العابرة للقارات، وهي لا تقبل مناقشة تغيير الوضع القائم، وستحارب أي تهديد لهذه السيطرة.
-الصين تعلم أنه في حال هزيمة روسيا في أوكرانيا، ستكون هي الهدف التالي للناتو.
روسيا ليست بحاجة إلى السلاح من الصين، فهي ورثت مخازن ومصانع الاتحاد السوفياتي، لكنها تحتاج الى الدعم الاقتصادي، وشراكتها مع الصين والهند مكّنتها من الصمود، وأفشلت العقوبات الغربية المفروضة عليها.
المبادرة الصينية للسلام العالمي، التي قدمتها في مؤتمر ميونخ، ترتكز إلى بنود عامة مهمة، لكن مطلب التعددية القطبية، وعدم الاستقطاب وإقامة تحالفات عسكرية ، وعدم فرض عقوبات تعسفية أحادية، هذه بنود ترفضها أمريكا .
اما المبادرة الصينية لحل النزاع في أوكرانيا، فرفضتها أمريكا قبل الاطلاع عليها لسببين: أولاً لأنه لم يحن وقت التسوية بعد، وثانياً لأنها لن تعطي هذا الشرف والدور الدولي الكبير للصين.
لا قدرة للصين على تسويق مبادرتها اليوم ولذا ستبقى حبراً على ورق.،
ستنتهي الحرب الأوكرانية بتسوية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
-الآن المطلوب من وسائل الإعلام الغربية مزيداً من التصعيد، وإظهار أوكرانيا بدور المنتصر، والمدافع عن الحرية والديمقراطية في أوروبا والعالم.
-الغرب ينتقد كوريا الشمالية ويصفها بالدكتاتورية، لأنها تمنع الإعلام الغربي على أراضيها، لكنه يفعل الشيء نفسه ويحظر بث الإعلام الروسي.
-أوكرانيا هي الخاسر الأكبر في هذه الحرب، وتدفع ضريبة باهضة من دماء شعبها.
-أوكرانيا بعيدة عن أمريكا، وهي حتماً لا تهمّها بقدر ما تهمّ روسيا. وفي نهاية المطاف ستتم التسوية، وستتنازل أمريكا عن أوكرانيا، كما تركت العراق وأفغانستان وغيرها.
-روسيا تريد كامل منطقة شرق الدنبر تقريباً، وحتى ترغب بضم نيكولايف وأوديسا، وعزل أوكرانيا عن البحر الأسود وأمريكا تصرّ على منفذ أوكراني إلى البحر الأسود.
-بحسب تقارير الموساد الإسرائيلي، فإن خسائر أوكرانيا تفوق خسائر روسيا بعشر مرات تقريباً.
-روسيا باتت تملك تفوقاً؛ بالطيران، والصواريخ، والدبابات، والمدفعية، وأغلقت البحر الأسود، وتستعد لشن هجوم كبير بين شهري أيار وحزيران.
-روسيا تعرّضت لأول هزيمة جيو سياسية عندما تفكك الاتحاد السوفياتي، والهزيمة الثانية كانت بضم دول أوروبا الشرقية إلى حلف الناتو، والهزيمة الثالثة عندما نجحت الثورة المعادية لروسيا في أوكرانيا عام ٢٠١٤.
-الهزيمة الكبرى اليوم هي جيو اقتصادية، وجيوسياسية، لروسيا وللاتحاد الأوروبي معاً، فنجاح أميركا بإفشال التقارب بين روسيا وأوروبا، وقطع التعاون والعلاقات الاقتصادية بينهما، يُشكّل نصراً كبيراً لأمريكا.
-العالم القادم سيكون بلا شك متعدد الأقطاب.
-عالم متعدد الأقطاب لا يعني أن السلام سيسود العالم، بل على العكس سيسعى كل طرف إلى تحقيق مزيد من المكاسب، وتحسين موقعه، ولذلك سيستمر الصراع في عدة مناطق من العالم.