العالم محكوم .. وممنوع الخروج من القطيع .. والأكاذيب للتضليل
صالح الراشد

النشرة الدولية –

مسلسل متكرر من الأكاذيب العربية عن بطولات “دونكوشوتية” لانهاء العدوان الصهيوني على غزة، أكاذيب عايشناها في حروب سابقة شنتها قوات الغرب على العرب منذ عقود، وكنا شهود على تطورها من عام لآخر، ولم يتوقف الكثيرون عن محاولة لعب دور البطل بتحويل اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي إلى أنه نصر وفتح مبين، فيما الشواهد على الأرض تظهر غير ما يصرحون أو ينشر إعلامهم المُسير، ليشعر الجميع ان ما يجري مسرحية ولكل دور يؤديه باتقان وحسب إيمان شعوب بلادهم بالقضية الفلسطينية، وبالتالي فقد خرج إعلام بعض الدول ليتحدث وكأن فلسطين بغزتها تقع في قارة بعيدة أو كوكب خارج المجموعة الشمسية تجسيداً لحالة البعد الشعبي عن قضيتهم الرئيسية.

المهزلة أو الفضيحة بأن شد الرحال صوب واشنطن مستمر لإيجاد حل للعدوان الصهيوني على غزة، وكأن الحلول انتهت وجميعها بيد البيت الأبيض، رغم أن الحلول الأسرع والأقوى تأتي من العرب أنفسهم وليس عبر وسيط غير محايد بل يسابق الصهاينة في عنصريتهم، فالرئيس الأمريكي بايدن حين زار الكيان الصهيوني صرح أمام العالم بأن وجوده في الأراضي المحتلة حتى يعرف العالم بأنه في جانب الكيان الصهيوني، وحين زارها وزير خارجية الولايات المتحدة بلينكن قالها علانية بأنه قدم للكيان كيهودي وليس كوزير خارجية، وهذا أمر ليس بجديد كون التاريخ شاهد على أنه لم يقف أي رئيس أمريكي سابق مع القضية الفلسطينية.

لذا لم يكن مستغرباً أن لا يخفف قرار محكمة العدل الدولية من الإبادة الجماعية لأهل غزة، ولم يتم فتح المعابر أمام الغذاء والماء والدواء والخيم، لنجد ان عدد الشهداء الفلسطينين بعد القرار في تزايد مع زيادة التعتيم الإعلامي، وبالذات في الغرب الذي ورث أبناءه نهج القتل ونهب الشعوب، لذا لم يصدر عن المحكة الدولية القرار المنتظر بوقف الحرب، ليكون مجمل قرارتها في حال قرائتها بطريقة موازية “بأنه على جيش العدو الصعيوني أن يقتل الفلسطينين ضمن مجموعات صغيرة بعد تناولهم الطعام وليس قبله”، ولا يتوقع ان يفتح الكيان الصهيوني أبوابه للجان التحقيق كونه يجب أن يحصل على موافقة مجلس الأمن الدولي حيث ينتظره الفيتو الأمريكي، والمصيبة ان الجميع يصفق لقرار صدر عن محكمة تابعة للقرار الصهيوني كون وجود هذه المحكمة جاء لمقاضاة المتهمين بقتل اليهود في ألمانيا، لذا انطبق على القضية الفلسطينية المثل العربي “ماذا تفعل حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة”

يبدو أننا نعيش في عالم ضبابي غير واضح المعالم، فالشعوب تمر بمرحلة من الضياع الكبير، والقادة وأصحاب القرار في شتى دول العالم من العُظمى للضعرى مغلوبون على أمرهم وينفذون قرارات تُملى عليهم، لنشعر بقوة وخطورة الدولة العميقة التي تسيطر وتحكم العالم بشكل غير مسبوق، والتي همها الأكبر أن تستمر دول العالم في التناحر والتقاتل وتفكر بهمومها، حتى لا تتفرغ لتصفية حساباتها من تلك القوى التي جعلت قيمة ديونها على دول العالم “226” ترليون دولار، حيث لا يوجد أي دولة بلا ديون مما يبين ان أذرع هذه الدولة قد وصلت لجميع البلاد، ومن يحاول الخروج وسداد ديونه سيتم افتعال حروب في بلده حتى يعود للقطيع، ويدرك الجميع هذا الأمر ليسير الجميع في ذات الطريق ودون تفكير بالخروج عنها.

آخر الكلام:

بايدن وبلينكن لا يتحثان إلا عن إطلاق الأسرى الصهاينة ولو وجود في أجندتهم للشهداء الفلسطينين والسجناء القابعين في سجون الاحتلال منذ سنوات ودون محاكمات، ليثبت بالوجه القطعي أن واشنطن عدو وليس صديق

زر الذهاب إلى الأعلى