الملكة رانيا العبد الله على قناة CNN
بقلم: د. اسمهان ماجد الطاهر

النشرة الدولية –

بدأت الملكة رانيا العبد الله حديثها في قناة CNN بالحديث عن الصدمة وخيبة الأمل من رد فعل العالم على الكارثة التي تحدث في غزة.

فمنذ الأسبوعين الماضيين والغارات الجوية لا هوادة فيها على قطاع غزة المكتظ بالسكان، مع حصار مستمر على الإمدادات الحيوية- بما في ذلك نقص الغذاء والماء والدواء- عن جميع سكان القطاع المعزول.

وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إلى أن عدد القتلى من الغارات الإسرائيلية يصل إلى أكثر من 5000 شخص، بما في ذلك أكثر من 2000 طفل.

وقد حذر الأطباء العاملون في القطاع المعزول من أن نقص الطاقة يهدد حياة مرضاهم الأكثر ضعفا، بما في ذلك الأطفال المصابين بجروح خطيرة والأطفال الخدج الذين يحتاجون إلى حاضنات.

خلال مقابلتها مع CNN وصفت جلالة الملكة رانيا العبد الله ما يجري في فلسطين وتحدثت عن معايير مزدوجة صارخة، وقفت عاجزة عن إدانة مقتل المدنيين تحت القصف الإسرائيلي في غزة.

وقد تناقلت العديد من الصحف العالمية لقاء جلالة الملكة، وتصدر موقع CNN، عنوان الملكة رانيا ملكة الأردن تتهم الغرب ب «الكيل بمكيالين بشكل صارخ».

إن حديث الملكة رانيا، حول الزعماء الغربيين ووصف معايير تقيم ما يجري بأنه يتم وفق «معايير مزدوجة صارخة» وخصوصا في إدانة مقتل المدنيين تحت القصف الإسرائيلي في غزة، كان له وقع كبير وتحدثت عنه العديد من الصحف العالمية.

كلمات الملكة رانيا العبد الله جاءت بمثابة تذكير برحلة كفاح طويل الأمد عاشها الشعب الفلسطيني من أجل الحفاظ على حقوقهم وكرامتهم وأمنهم.

لقد وجهت جلالة الملكة رانيا العبد الله خلال اللقاء نداء لإدانة العنف، كما دعت الملكة رانيا لإغاثة عاجلة من العالم للدفاع عن مبادئ الإنسانية والتعاطف والعدالة.

ومن أهم القضايا المركزية التي سلطت الملكة رانيا العبد الله الضوء عليها، الافتقار إلى حرية الحركة التي يواجهها الناس في المنطقة، وتقييد حقوقهم الأساسية في السفر والعيش متحررين من الخوف والقمع.

وقد أكدت أن العدوان هو في جوهره صراع من أجل الحرية واستعادة حقوق الإنسان الأساسية.

الملكة رانيا العبد الله كانت دائما فاعلة وقوية في التعبير عن المواقف المختلفة السياسة، والاجتماعية والإنسانية. وقد استطاعت التأثير بشكل قوي في المرأة العربية وفي العالم.

لقد أظهر حديث الملكة، شخصيتها الفذة بلباقة وشجاعة واستعداد للتضحية من أجل الآخرين،

القبعات ترفع للملكة الأردنية رفيقة درب وشريكة حياة الملك عبد الله الثاني، وكانت مثالا يحتذى للمرأة العربية القادرة على المساهمة الفاعلة في التنمية والتطوير والوقوف بصمود بوجه كل الظروف الصعبة التي يمر بها الشرق الأوسط، هي داعم ومساند، من أجل تحقيق السلام العادل والشامل، ومن أجل كل القضايا الإنسانية.

الملكة رانيا العبد الله تجاوزت بحنكتها كثيرا من الصعاب والأزمات، وسعت إلى أن تكون صوت المرأة ونصيراً للقضايا العربية والإنسانية، وكانت دائما أكثر ترابطا وتفاعلا مع المواقف الأردنية تجاه القضية الفلسطينية.

بوركت خطواتك وكلماتك ومواقفك يا ملكة القلوب والإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى