حوار الملكة مع الإعلام الأميركي.. حقائق حضارية
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

عندما يتحول الغضب، إلى أسئلة حضارية، لها بعدها الإنساني والثقافي والسياسي، فإن محاورة الملكة رانيا العبدالله مع الإعلامية كريستيان أمانبور على «شبكة سي أن إن»، لها خصوصية وطنية إنسانية، حددت فيها الملكة، خطورة «ازدواجية المعايير الغربية والصمت المطبق بشأن الحرب على غزة»؛ ذلك أن الملكة، تريد أن ينظر المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية إلى أنه: «رغم المعاناة الإنسانية الكبيرة في غزة فإن العالم لا يدعو حتى إلى وقف إطلاق النار».

 

الملكة رانيا تدخل المحاورة مع «السي إن إن»، لتعلن، بكل ثقة وشجاعة ووعي ثقافي، أن دولة الاحتلال الصهيوني: «إسرائيل ترتكب أعمالاً وحشية تحت غطاء الدفاع عن النفس، وهي أيضا: تنتهك ما لا يقل عن 30 قراراً أمميا».

 

.. في مسارات الوعي الهاشمي، تنطلق الملكة رانيا من رؤية ملكية هاشمية سامية، تقف المملكة عبرها لتقول بالصوت العالي وبكل وضوع أن: «حلفاء إسرائيل لا يقدمون خدمة لها عبر تقديم الدعم الأعمى لها».

 

.. في ذات الوقت، تبدو الملكة مشبعة بالغضب، والحزن، وهي تدين مفردات ودولا في المجتمع الدولي:”لم أر قط مسؤولاً غربياً يقول: «للفلسطينيين الحق في الدفاع عن أنفسهم»، وفي ذلك تلفت جلالتها إلى مسائل اساسية، التأشير لها مسؤولية في ظل استمرار الحرب المدمرة العدوانية، والعنصرية على قطاع غزة، وفي الموقف السياسي والإنساني والثقافة الوطنية الأردنية في ارثها ونسيج العلاقة الصلبة بين الشعب الأردني والشعب الفلسطيني، والهموم المشتركة في وقائع مؤشرات حمى الحرب الصهيونية العنصرية ضد شعب محاصر اصلا، ولهذا انتبهت الملكة رانيا بفهم دراية الى أن: «حرية التعبير هي قيمة عالمية، إلا عندما تذكر فلسطين”!

 

في حوار الملكة مع الإعلام الأميركي والدولي، مصارحة مع الحق وشهادة للتاريخ، فكلنا في المملكة، نعيش: «صدمة وخيبة أمل العالم العربي من «المعايير المزدوجة الصارخة» في العالم و”الصمت الذي صمّ الآذان» في وجه الحرب الإسرائيلية العنصرية المستمرة على قطاع غزة، مؤكدة أنه بالرغم من الرواية السائدة في الإعلام الغربي إلا أن «هذا الصراع لم يبدأ في السابع من تشرين الأول».

 

هنا تؤشر الملكة رانيا إلى صبر الأردنيين، والتفافهم حول الملك عبدالله الثاني، وهذا الموقف القيادي التاريخي، النابض سرديتنا الأردنية الوطنية بقيمتها نحو الحوار والتسامح والسلام، وهي ثقافة تربينا على عمقها ودلالاتها السياسية والأمنية والثقافية ومن خلالها نعيش آمال والام وحاجات الشعوب، بالذات الشعب والأهل في فلسطين المحتلة.. وهي، علاقة تنبض بالمحبة والسلام، ولكننا في حالة الحرب على غزة، فنحن كلنا غزة والشعب الصابر المجاهد في القطاع، أو لنعود إلى قوة ما لفتت إليه جلالة الملكة: «معظم الشبكات تغطي القصة تحت عنوان: «إسرائيل في حالة حرب»، ولكن بالنسبة للعديد من الفلسطينيين على الجانب الآخر من الجدار العازل والجانب الآخر من الأسلاك الشائكة، لم تغادر الحرب أبداً. هذه قصة عمرها 75 عاماً؛ قصة موت وتهجير للشعب الفلسطيني»، ذلك الفصل المهم من سردية الملكة التي جعلت من الإعلام الوطني والعالمي والدولي، محطات لوعي أزمة الحرب على غزة، وما فيها من دعم سياسات الدمار والحروب وخلط الحقائق والابادة الجماعية.

 

ملكة قوية، افنت جهودها نحو الحقوق ورعاية التنمية المستدامة ونصرة حقوق الشعب الفلسطيني،.. وقد بادرت جلالتها، بأن تعيد صياغة الحقائق والمؤشرات ووقائع الحرب على غزة، ذلك أنها لم تكن الا تلك الحرب التي تريد إبادة شعب وامة وحقوق الشعب الفلسطيني، وهي ما عبرت عنه الملكة بكل جراءة وانتصار الحقائق، واعادة لطرق اجهزة الانذار، لاستمرار التحذير من دمار وتهجير ومستقبل تشوهه الحروب الصهيونية، وهذا ما على المجتمع الدولي أن يراه جيدا.

زر الذهاب إلى الأعلى