“رسالة المتحدة”
بقلم: محاسن السنوسي
النشرة الدولية –
التزمت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمعايير التنافسية للعمل الفني الجيد المتميز، والذي يرتقي بالمشاهد والمشاهدة بانتاج ضخم لهذا العام، سواء كان اختيارها لتنوع الموضوعات والقضايا، أوتنوع الكتاب والرؤي.
وتأتي صناعة الدراما من بين المشروعات القومية بهدف حماية المجتمع من التطرف وبث الروح الوطنية؛ فضلا عن الحفاظ علي قيم وموروث المجتمع.
والمتابع لأعمال المتحدة 2023 يحظي بوجبة كاملة متنوعة مابين أعمال تاريخية ودينية وإجتماعية وكوميدية، ومناقشة قضايا هامة تشغل الرأي العام، ويبقي المشاهد هو الحكم ومانح شهادة النجاح لكل عمل يستحق ان يشاد له بالبنان والبقاء.
نادرا مايجبرك عمل درامي علي ألا تتخطي التتر أوالمقدمة وأنت تتابع الأقوال المأثورة مع بداية حلقات مسلسل “رسالة الإمام”، تحرص علي متابعته بشغف، مسلسل تاريخي ديني، انتاج ضخم يتناول تاريخنا الإسلامي والعربي، عمل اسند إلي صناع دراما من طراز فريد وفنان مثقف يمتلك مقومات العالمية في التمثيل هو بطل العمل… “رسالة الإمام” تقديم لفهم العلاقة بين الإمام الشافعي والمصريين خلال المدة التي قضاها في مصرنحو 6 سنوات، وماقدمه من فقه البيئة، ذلك الفقة الذي ارتبط بالبيئة المصرية والتي تختلف عن أرض الشام والجزيرة أن ذاك، وهذا ما سنعرفه جليا في الحلقات القادمة.. كتب المسلسل بلغة عربية قوية ورصينة، وحوار سلسل كما ورد في مؤلفات الإمام الشافعي.. ونجح بطل العمل “خالد النبوي” أن يتربع علي عرش الدراما مسجلا الأعلي “تريند” للعام التالي علي التولي بعد أن قدم شخصية “بليغ أبوالهنا” في مسلسل “راجعين ياهوي” رمضان العام الماضي، ويعود بقوة مع “رسالة الإمام” دون توقف، وكما وصفه رواد التواصل الإجتماعي :”النبوي يقدم درسا في عدم استهلاك الفنان لنفسه ولنجاحاته” في اشارة لعدم تكرار شخصية “بليغ أبوالهنا” رغم نجاحها الملحوظ.
تنشط الحركة الفنية في شهر رمضان الكريم، ويقدم صناع الدراما مالديهم من أعمال أملين أن تحظي بمتابعة جيدة، والمنافسة علي أشدها.
ومع الكوميديا عقب آذان المغرب يتابع المشاهدين مسلسل “الكبير”في الجزء السابع للمخرج أحمد الجندى، يراه البعض مسلسل العائلة ولكل الأجيال، لايشعر الأب أو الأم بغضاضة من متابعة الأحداث مع الأبناء، وتنطلق الضحكات مع أداء كل أبطال “الكبير”.. “رحمة أحمد” الشهيرة بـ”مربوحه” زوجة “الكبير”،ولصغر سنها ومع فارق في العمر، تعرضت “مربوحة” للمعاملة القاسية واللامبالاة من زوجها في الجزء السادس، وحاولت جاهده بكل الطرق أن تستعطفه وتقترب منه كزوجة، إلا أن “الكبير” يعاني من حواجز نفسيه تعترض علاقته بالزوجة الجديدة نتيجة فقدانه لـ”هدية” زوجته السابقة، التي كانت بمثابة العقل المفكر لـ”الكبير” وملاذه في كل المواقف، وبعد مرور عام من زواجهما، ومع فتور العلاقة بينها، وأصبحت مشاعر”مربوحة” أكثر نضجا، تسللت الغيرة إلي قلبها، معتقدة أن زوجها يخونها مع إمرآه أخرى، انعكس الصراع النفسي الذي تمر به “مربوحة” علي أدائها وانفعالاتها، وباتت أكثر عنفا وتوترا – كما هو مرسوم للشخصية- كسائر النساء حين تقتل الغيرة قلبها، ومن لم يتفهم التحول والتغيير الذي طرأ علي شخصية “مربوحة” وجه الإتهامات دون مراعاة البعد النفسي لشخصية “مربوحه”، وعبر وسائل التواصل الإجتماعي تعرضت لسيل من الإتهامات والانتقادات دون الإلتفات إلي طبيعة الشخصية، وتشكلت لجان إلكترونية علي السوشيال ميديا لمهاجمة أداء “مربوحة”،قإن الحملة القاسية التي استهدافتها اعتبرها البعض مقصوده نظرا لارتفاع نسبة مشاهدة مسلسل”الكبير” الذي يتزامن موعد عرضه مع برنامج أخر شهير علي احدي القنوات المنافسة.
في حسن نجد تعاطف معها ممن اقترب من ابعاد الشخصية، ونجحت “مربوحة” باعتراف الجمهور قبل النقاد.
“الكبير” كبير في عالم الكوميديا وفي عامه السابع، أعاد “أحمد مكي” البهجة والفرحة للمشاهدين متربعا علي عرش الكوميديا بين مسلسلات رمضان المختلفة والمتنوعه.
الهوية المصرية هي السمة الغالبة علي الأعمال الدرامية لهذا العام، والتنوع مابين اجتماعي وتاريخي وديني وكوميدي، وللأطفال مساحة متفرده يتسابق الكبار قبل الصغارعلي مشاهدتها، ومن من يستحوذ علي “الريموت كونترول” هو المسيطر والمتحكم في متابعة مايرغب، وبلغة عصرية وأدوات التكنولوجيا نسافر عبر تاريخ القدماء المصريين مع “يحي وكنوز” وفي الموسم الثاني لايقل أهمية عن “رمضان22”.. مسلسل كتب بعناية ودقة في السرد والمعلومات ، نلتقي يوميا ومع الموسم الثاني لدراما الكرتون “يحي وكنوز” تزداد المنافسة ونسبة المشاهدة، بعد أن نجح المؤلف محمد عدلي والمخرج عصام السقا وأبطال العمل “إياد وبثينة” في تقديم أكبر مشروع محتوي أطفال في الإعلام العربي، ومدي حرص الشركة المتحدة علي إطلاق مثل هذا العمل ضمن خطتها الدرامية لهذا العام، والذي يعد بمثابة عمل تعليمي ثقافي للطفل المصري والعربي.
وفي الوقت الذي يتعرض فيه تاريخ مصر للتشويه أو الإستيلاء والسرقة لكل ماهو مصري أصيل من جهات معلومه وحركات هدفها تشويه الحضارة المصرية القديمة وادعاءات مثل هذه الحركات بالأكاذيب والمعلومات المضللة، نجح المسلسل باستخدام فن “الأنيميشن” الرسوم المتحركة المحبب للأطفال في الجزء الثاني لهذا العام، من تصحيح مفاهيم مغلوطة لدي البعض، فضلا عن احياء التراث بهدف المعرفة لتاريخ مصرالقديم والربط بكل الإنجازات الحديثة…”يحي وكنوز” يستحق المتابعة ويستحق أن يستمر لمواسم قادمة دون توقف، فكم أحواجنا إلي مثل هذه الأعمال من أجل أطفالنا لما تقدمة من دروس تعليمية وثقافية وترفهيه.
لقد نجحت “المتحدة” هذا العام في تقديم أعمال متنوعة، وهنا نستوقف كثيرا أمام المعالجة الدرامية للأحداث بعيدا عن العنف والقتل والسطحية وركاكة الحوار التي كنا نعاني منها لسنوات وكانت الشكوي المرة دائما للجميع، بل نجحت”المتحدة” في تقديم قضايا مختلفة وبعمق تناولتها أغلب الدراما، كما أننا لم نلحظ تكرار الممثل الواحد المشارك في العديد من الأعمال حتي وان اختلفت أدواره من عمل لأخر، كما اختفت هذه الظاهرة تدريجيا.
وهذا يرسخ مبدأ عدالة التوزيع إلي حد كبير، سواء كان التكرار بين المؤلفين وكتاب الأعمال أو الإخراج، نجد أن أغلب الفنانين مشاركين هذا العام كلا حسب قدراته، أو كما يقال الدور بينادي صاحبه… وللحديث بقية.