في الحياة كلّنا دون استثناء ضيوفٌ على المجاز
النشرة الدولية –
هالة نهرا – فيسبوك –
في الحياة كلّنا دون استثناء ضيوفٌ على المجاز.
مهما امتاز كلٌّ منا بخصائصه الشعرية الأسلوبية وفرادة صوره واستعاراته ومجازه، فإنّ المجاز الأعلى هو الحياة بذاتها. يقول بعضهم إنّ الشعر غير منطقيّ، غافلين عن المفارقة الكبرى؛ ألا وهي أنّ الحياة في الحقيقة بدورها وبرمّتها غير منطقية أبداً وليست على الإطلاق معادلة رياضيات.
لو كانت منطقية لساد المنطق فيها ولكانت مختلفة تماماً على وجه الأرض. إنّ ما يحدث واقعياً راهناً ليس أقلّ من هذيانٍ واختلالٍ لهذا العالم. جلّ ما نفعله حدسيّاً كشعراء هو اجتراح مجازنا الموازي أو البديل كمن يجترح حياةً أُخرى داخل الحياة ولأننا نريد أيضاً إعادة صوغ العالَم على أُسسٍ مغايرة… مجازنا الشعريّ علامةٌ Signe نختارها بحرّية داخل المجاز الأعلى الذي ليس بوسعنا – مثل جميع الناس- التحكّم بتبدّلاته وتغيّراته المستمرّة لأن الثابت هو التحوّل. المجاز الأعلى عصيٌّ على السيطرة (عليه) لأنه الحياة، ولو توهّم كثرٌ عكس ذلك.