حين شمَّرَ الهواءُ عن ساقِهِ
النشرة الدولية – هالة نهرا –
حين شمَّرَ الهواءُ عن ساقِهِ
عَجَنَ أبولودورس قلبَهُ على مائدة الأغاني،
وصارَ الإيقاعُ جارَ الرَّبّ.
لدى أهل الشمال حكاياتٌ خرافية
عن أهل الجنوب
أولئك الذين حرسوا الشمسَ والأحلام السِّرّية
كانت أسماؤهم حرَكيّة
واستوطنت غمزاتهم السماءَ.
ثيوقريطس تَناول حروفَهُ فطُوراً
ورفعَ سوفوكليس كأسَ النبيذ علامةً
في أزقّةِ القصائد الهاربة
من طقوس تأويل الخريف
وهرطقات السخفاء.
كزينوفانيس توسَّدَ موجَ شغفه
وبالنيابةِ عن رعيان المعنى
طفا فوقه خفيفاً كالشعاع.
الآن بعدَ ظلالهم الشاردة في مرايا السَّحَرة
لا وقت لآلهةِ الملاحم المُقبلة
والأماني تبَّلَتْها الوعودُ بزهر العُصفُر…
“كم مرّةً يهطلُ علينا الحبُّ
وتعتمرُ التهاليلُ مجدَ لاءاتنا
وكم مرّةً يزور النسيانُ كنيةَ العاشق؟”، سألَ المُسافرُ الفضوليُّ.
ها قد استوى المطرُ الأوّل
والمواعيدُ هجَّرَت الغروبَ
حتى افترش الصدى ضواحي الحنين..
هَيْتَ لكُم؛ جئنا نكرعُ نسَبَنا من أباريقكم الكوْنيّة
“مرحى”، قال المدى
وترك الغيابَ موارباً وراءنا.
*القصيدة للشاعرة هالة نهرا وجميع الحقوق محفوظة.