هل يكون بايدن آخر رئيس للولايات المتحدة..؟!!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

عبارة رددها بكثرة خبراء السياسة والحروب “ان نهاية قوة الولايات المتحدة ستكون من داخلها وليس من خارجها”، ليكون الانفصال الداخلي لخمسين ولاية أمر منطقي، لا سيما انه ولغاية الآن تحتفظ كل ولاية بنظامها وقانونها الخاص، كما لدى كل منها نظامها الاقتصادي ويجمعها النظام الفيدرالي الذي تنتهي سلطته في حال تصويت سكان الولاية على الخروج من تحالف الولايات الأمريكية، وقد تكون الولايات المفتوحة على البحار أول من يُعلق الجرس وتطالب بالانفصال في ظل القهر الخارجي الذي تمثله قرارات البيض الأبيض بدعمها المُطلق للكيان الصهيوني الذي يصنفه عُشر الشعب الأمريكي على أنه كيان ارهابي لتنعكس سياسة الرئيس بايدن على اقتصاد الولايات.

وأصبح اقتصاد عديد الولايات يتأثر من حملات المقاطعة لمنتجاتها المنتشرة في العالم، وهو أمر قد يعتقد البعض أنه سهل في ظل سيطرة الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي بقوة الدولار ، وهي قوة بدأت تهتز بفعل تنامي قوة مجموعة “بريكس” التي يفوق عدد سكانها أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية، وهو ما يوجب على البيت الأبيض تعزيز الشراكات مع دول العالم وليس تحطيمها لأجل الطفل الصهيوني المُدلل، وبدأت الولايات تشعر بحمق صانع القرار الأمريكي بعد أن زاد عدد المتظاهرين ضد الحرب على غزة عن عشرة ملايين أمريكي، يخرجون في مسيرات واعتصامات مسقطين آخر معاقل قوة البيت الأبيض المتمثلة بالاعلام المملوك للصهاينة.

لقد شعر الشعب الأمريكي أن الكيان الصهيوني عبء ثقيل لا يمكن لأقوى دولة في العالم ان تحتمله، مما سيطرح قرارات عديدة أمام البيت الأبيض الذي يعبث بأموال دافعي الضرائب ويجعلها في خدمة الكيان الصهيوني، كما أشعرهم بالمهانة بسبب تجرؤ دول العالم على السياسة الأمريكية بطريقة غير مسبوقة ومهينة وبالذات في الأمم المتحدة، كونها تساند الظلم وترفض تطبيق قرارات الأمم المتحدة على الكيان الصهيوني، وزاد التجرؤ على هيبة واشنطن حين تم قصف عدد من قواعدها العسكرية في الخارج، وهو ما يؤذن بضعف الهيبة الأمريكية وهذا قد يكون سبب هام لعملية انفصال الولايات.

ويعاني قادة الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة وهم مجموعة من العجزة من مرضى الزهايمر من ضعف الرؤيا، فهم لا يشاهدون أن بلادهم تضم أكثر من عشرة مليون مسلم غاضبين من القرارات السياسية، وهناك أكثر من نصف المجتمع ليسوا من البيض ويمثلون الأعراق اللاتينية والافريقية والاسيوية وهو ما نزع السيطرة المطلقة من العرق الأوروبي، وهو ما قد يؤثر في حال رغبة أي ولاية بالانفصال، كما يهدد هذا التشكيل العرقي في حال زيادة الشعور بالظلم الموجود والمتزايد وبالذات في مجال الانسانية التي تدعوا لها واشنطن ولا تنفذها، يُهدد بحروب داخلية على أسس عرقية لا سيما أن المليشيات المسلحة المتطرفة لعدة فئات تتواجد بكثيرة من البيض في الشمال وللعرق اللاتيني في الجنوب وتوسع عصابات ذوي البشرة السوداء، مما سيسهل عملية الانفصال التي تحتاج لموافقة سكان الولاية على العيش بحرية وتفرد بعيداً عن البيت الأبيض إسماً والأسود فعلاً.

آخر الكلام:

قد تكون نقطة البداية بانفصال الولايات من ولاية كاليفورنيا التي انفصلت عن المكسيك ، تليها ولايات تكساس، فلوريدا، جورجيا ميشيغن ونيويورك، مما يعني انه قد تظهر خارطة جديدة للولايات المتحدة كتلك التي أرادتها واشنطن لشرق أوسط جديد، لينقلب السحر على الساحر، فهل يكون بايدن الرئيس الأمريكي الأخير للولايات المتحدة بصورتها الحالية.؟

Back to top button