المطبلون في الإعلام يصنعون أصنام حجرية
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
تتزايد أعداد الأصنام الهابطين على المناصب بفعل الإعلاميين الجاهلين، الباحثين عن تكريس وجود الجهلاء الفارغين في مناصب قياديه وما دونها من مناصب، والغاية دونية لا تخدم الوطن بل تخدم الإعلاميين في الحصول على أخبار حصرية وسفرات مجانية ومكافآت مالية، وهناك أسباب أكثر دونية لا أفضل ذكرها احتراماً للقراء الاكارم وحفاظاً على سلامة سمعهم.
ويقوم هؤلاء الأشخاص الذين امتهنوا الإعلام بنشر أخبار كاذبة، بترشيح أشخاص دون المستوى والطموح لمناصب متعددة في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة، رغم معرفة جميع من يقرأون هذه الاخبار الخبيثة أنها غير سليمة، وأن المرشحين إعلامياً لهذه المناصب لا يملكون الخبرات العملية والفنية والشخصية القيادية لتولي هذه المناصب، ويكون الاعلاميون في بعض الأحيان مجرد أدوات بيد الراغبين في قفز بعض الأشخاص على المناصب متجاوزين من هم أفضل منهم، لذا يستنجدون بإعلاميين فارغين ليبرروا تعيين من لا يستحقون، فتكون النهاية مؤلمة تحمل شعار ثلاثية الفساد تربح.
تخيلوا انه كان لدى الهنود أكثر من ثلاث وثلاثين مليون إله، وعند الفراعنة حوالي ثلاثة الاف وكذلك البابليين، وحولي مئة وثمانون في الحضارة الاغريقية ومئة وست وستون في حضارة المايا وإثني عشر في الرومانية، وهنا يبرز الاعلاميون المتلونون الذين لا يملكون المباديء والقيم السليمة، ليصنعوا من تقمصوا في مناصبهم دور الآلهة ما يفوق عدد آلهة الحضارات مجتمعة، ونستغرب حين نجد من يفوقون الاعلام جهالة ويقدمون بعضهم على أنهم دعاة فكر وحملة أمانة.؟
لقد مارس العديد من الإعلاميين المهنة بحثاً عن الشعبوية والمال، دون ان يدركوا أن وظيفة الاعلامي تتمحور حول البحث عن الحقيقة بعد امتلاك الثقافة الرفيعة التي تؤهلهم للقيام بهذه الوظيفة المقدسة، لنكتشف من يوم ليوم غياب الثقافة عن الغالبية وظهور بعض مدعي الثقافة منهم في شتى المجالات، ليخلع العديد منهم ثوب الفضيلة ويتحولون لمطلبين يصفون وراء الراقصات والراقصين في “كازينوهات” الطبيعة لعلهم يجمعوا “النقطة” فمتليء الجيوب بالمال الحرام وتخلوا العقول من الفكر الحلال، فيزداد الجهل ويتضخم الهابطون على المناصب ويرتقي الطبالون لمصاف عبيد من الدرجة الأولى بعد لعبوا دور المضللين.
آخر الكلام:
قال جوزيف جوبلز وزير دعاية الزعيم الألماني الشهير هتلر: “أعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي”، وقال أيضاً: “إكذب.. إكذب حتي يصدقك الناس”. وقال روبرت ماكيسني الاستاذ في جامعة إلينوي : “نظرًا لأن وسائل الإعلام الرئيسية أصبحت تعتمد بشكل متزايد على عائدات الإعلانات للحصول على الدعم ، فقد أصبحت قوة مناهضة للديمقراطية في المجتمع”.
لا أقصد صحفي بعينه وبشخصه إلا من شك انه ترك القلم وحمل طبلة