رحلة 62 عاما من ولادة أب وقائد ومليك ومسيرة وطن… عيد ميلاد الملك عبد الله الثاني المعظم
بقلم: د. دانييلا القرعان
النشرة الدولية –
تأتي ذكرى ميلاد قائد الوطن ودرعه المنيع، الحفيد الحادي والأربعين لسيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم، في وقت بدأ الأردن فيه مرحلة مهمه في تكوينه وتأسيسه، وازداد الأردن من خلالها صمودا ومنعة وقوة، وقدرة كافية على تحويل التحديات الصعبة الى فرص منتجة، ضمن أسس ثابتة ومنظومة تعاون إصلاحي تراكمي يرسّخ نهج حكم الدستور ودولة المؤسسات وسيادة القانون.
ذكرى ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم الأبن الأكبر للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، وسمو الأميرة منى الحسين هو يوم بانت به شمس الحرية والاستقلالية والتقدم والتطور في كافة المجالات، فمنذ نعومة أظفاره وسمات القيادة تظهر على مسامات وجهه، وعلى تصرفاته وأفعاله، فالقيادة تولد بالفطرة، وتصقل بالتجارب المستمرة، فجلالته منذ صغره قائد فذ وذكي ويوازن الأمور بالشكل الصحيح. اثنان وستون عاما من عمر جلالته والأردن تتواكب عليه الإنجازات والهمم العالية، والعطاء والعمل والتميز التي قادت الأردن بهمة الأردنيين والاردنيات لبناء نهضة شاملة متكاملة منتظمة، بعد دخول المملكة الأردنية الهاشمية بمئويتها الثانية، وما زالت رحلة العطاء مستمرة.
التوجيهات الملكية المستمرة لبناء الوطن كان لها الأثر الأكبر في توسيع العملية الإصلاحية السياسية والقانونية والاقتصادية والإدارية والتشريعية في كافة المجالات، وكان الإصلاح السياسي وتوسيع دائرة الحياة الحزبية بتشريع قانوني الانتخاب والأحزاب الأثر الأكبر في عملية الإصلاح من خلال تأسيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والحزبية والتي وسعت من مشاركة الأردنيين والاردنيات من القطاع الشبابي والنسائي تحديدا من المشاركة والاندماج في الحياة الحزبية السياسية، لما له الأثر الأكبر في إدارة عجلة منظومة الإصلاح التي نادى بها جلالة الملك، والرؤية الاقتصادية لإطلاق كامل الإمكانيات الاقتصادية لفرص التشغيل والعمل، والتحديث الإداري وتطوير القطاع العام، كان له الأثر الكبير في تقدم الأردن وازدهاره في كل الميادين.
حرص جلالة الملك على تكثيف لقاءاته العربية والإقليمية مع القادة والزعماء من كل دول العالم للارتقاء بالأردن في مصافي الكبار، ولم يتوانى جلالته عن المشاركة في كل المناسبات العربية والإقليمية، والتي يتحدث بها بلسان القائد المحنك الفذ صاحب كلمة الحق والذي لا يخشى من أحد في قول الحقيقة، والتي تقود العالم لإحلال السلام وتحقيق الاستقرار بالمنطقة والتطلع للمستقبل الواعد.
شهد الأردنيين من عمر جلالته، تفاصيل كثيرة أشادوا بها أهل الأردن من شماله الى جنوبه ومن الوسط الى الشمال والغرب، من الزيارات المستمرة لمحافظات الأردن من أجل تفقد أحوال شعبه، واللقاءات المتعددة التي جمعته بشابات وشبان الوطن ووجهائه، وافتتح الكثير من المشاريع من خلال الاستماع لمشاكلهم واحوالهم وتقديم كل أنواع العون والمساندة لهم ولذويهم.
لم يتوانى جلالة الملك المعظم والذي استمد ارثه الهاشمي الأصيل من آبائه وأجداده على التواصل والاحتكاك مع رفاق السلاح في القوات المسلحة الأردنية_ الجيش العربي_ والأجهزة الأمنية كافة، حيث يلتقي بهم في أماكن عملهم، ويترجل من موكبه ومركبته ليلقي التحية العسكرية على نشامى ونشميات الأجهزة الأمنية والجيش في ميادين العمل في كل مكان، ويمنحهم الدعم بكلماته المتواضعة على الاستمرار في خدمة الوطن، ولم يقتصر الامر على رفاق السلاح ممن هم اثناء خدمتهم، بل ويتبادل الاحاديث في منازل المتقاعدين العسكريين ويستمع لهمومهم ومشاكلهم ويتناول الطعام في منازلهم. وفي المقابل الاخر وفي كل خطابات العرش السامي في افتتاح الدورات العادية لمجلس الامة، كان جلالة الملك يركز على التحديث الشامل بمساراته السياسية والاقتصادية والإدارية والتي تشكل مشروعا وطنيا هاما من خلال تسخير الجهود والموارد لتحقيقه.
يمتاز جلالة الملك عن غيره من الملوك والزعماء، بكثرة نيله للجوائز العالمية تقديرا لجهوده في كافة المجالات، فقد تم منح جلالته جائزة زايد للأخوة الإنسانية في نسختها لعام 2022، والتي تبرع بقيمتها للأعمال الخيرية. وفي نيويورك تم منح جلالته جائزة ” الطريق الى السلام” من قبل مؤسسة الطريق الى السلام التابعة لبعثة الفاتيكان في الأمم المتحدة، فيما شارك جلالته في نداء ” كرايست تشيرش” للتصدي للتطرف والإرهاب وخطاب الكراهية عبر الانترنت، وجلالته يحتاج الى الكثير من المجلدات للحديث عن إنجازاته التي لا تتوقف ولا تنتهي، فهو الدرع الحامي لنبذ كل اعمال الشر واستهداف حياة الانسان.
ما زال جلالة الملك متمسكا بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف ضد أي مساس قد ينال منها، ويواصل جلالته الدفاع عن القضية الفلسطينية ونيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، وحق تقرير مصيرهم، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشريف. ويسعى جلالته دائما على مفهوم حل الدولتين الذي يقود الى عملية السلام ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومما يثبت موقف جلالته من الدفاع فن فلسطين ما يحدث الان في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر لعام 2023 من مجازر ترتكب بحق الغزيين، والضفة الغربية،، وقتل وازهاق أرواح وتشريد وتهجير لا تمت للقوانين والمواثيق الدولية باي صلة، فقد واصل جلالته التواصل والالتقاء مع زعماء العالم من اجل وقف الحرب، ومنع تهجير الفلسطينيين من بلادهم وحقهم في إقامة دولة مستقلة يتنعمون بها، ولم يقتصر الامر على ذلك، بل كان الأردن بتوصيات ملكية بتسيير طائرات عسكرية اردنية تحمل مساعدات غذائية وطبية ودوائية من خلال منظومة الانزال المظلي على المستشفيات العسكرية الأردنية الميداني في قطاع غزة والضفة الغربية، وكان الأردن أول بلد عربي ينشئ مستشفيات عسكرية ميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية، وكانت الاميرة سلمى اول اميرة عربية تساعد رفاق السلاح في انزال الامدادات عبر الانزال المظلي في قطاع غزة. وكما قلت نحتاج لفصول ومجلدات كثيرة للحديث عن الإنجازات التي تمت في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني التي كان لها الأثر الأكبر في تقدم الأردن، ونصرة القضية الفلسطينية والتي تكون دائما أولى أولويات جلالته في خططه ولقاءاته العربية والإقليمية.