فشل الكرة الاردنية بعنوان .. “عيش اللحظة وابكي على الأطلال”..!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
تنتنقل الكرة الأردنية من فشل لفشل في العقد الأخير، لنشعر بأن المنظومة بكاملها جاهزة للسقوط لعدم وجود حلول جذرية تعيدها للطريق القويم بعد ان تم تطبيق الاحتراف المقيت، وكان لتولي مجموعات من الأشخاص غير المؤهلين إدارة اللعبة في الاتحاد والأندية دور بارز في سرعة السقوط، ليصبح التراجع طريق الكرة الأردنية من موسم لآخر حتى فقدت بطولات الأردن طعمها ورائحتها، والغريب ان هذه المجموعات القافزة على كرة القدم تعتقد أنه تصنع التاريخ، ويدعمهم ويصدقهم بعض المطبلين والمهللين الباحثين عن فتات الأندية أو التعلق بالبحث عن شعبوية فارغة المعاني والمضامين.
فالحل لتجاوز مرحلة السقوط وهذيان النصر أن نضع القضايا فوق الطاولة، ونتحدث بمنتهى الصراحة التي تغفل عنها الأندية ولا يدركها العديد ممن يعتقدون أنهم محللين وصحفيين، حيث ينتاب الجميع الخجل والخوف من الحديث عن أبسط الكوارث التي يفعلها الجيل الجديد من إدارات الأندية والاتحاد، فلماذا الخجل من الخوض وإظهار العيوب بدقة والغوص فيها حتى أبعد نقطة لعلنا نستأصل درن الفشل من جذوره، فالأندية الأردنية التي فقدت هويتها المؤسسية والتي توجب عليها زيادة دخلها المالي وأن تكون النفقات متقاربة مع حجم الإيرادات، فشلت في الاختبار كون رؤسائها وإدارتها يبحثون عن اللحظة، نعم هي لحظة الحُلم والبطولات التي تطاردهم وليس لحظات البناء السليم لتحويل الأندية من فرق هلامية قابلة للتغيير والتشكل حسب رغبات الإدارات إلى قواعد راسخة.
وربما لن يفهم البعض أو يتظاهروا بعدم الفهم، لذا سأبسطها بطريقة الهواة أو لاعبي الفئات العمرية لعدد من إدارات الأندية، فالجريمة الأولى التي ترتكبها الأندية هي العقود التي تمتد لعام واحد، وهذا أمر لا يحصل إلا في الدول المتخلفة كروياً لأن هذه العقود تتعارض مع الفكر التدريبي والبناء الحقيقي للفرق الرياضية، كما أنها تستنزف الأندية مالياً لقدرة اللاعبين على المغادرة مع نهاية كل موسم، وهو ما يوجب على هذه الأندية التعاقد مع لاعبين جدد ربما يكونوا بنصف مستوى المغادرين وبضعف المبلغ المالي، وثانيها عدم الاعتماد على لاعبي الأندية من الفئات العمرية كون المطلوب لرؤساء الأندية الظهور في الصورة والصعود للمنصة حتى لو كان على جثة النادي، وهو ما يجري حالياً حيث تجاوزت مديونية الأندية مبالغ مالية لا تستطيع الإيفاء بها خلال السنوات القادمة.
وبالتالي لم نجد من يغامر على طريقة الوحدات في العقد الأخير من القرن الماضي حين بنى فريق من الشباب سيطروا على الكرة الأردنية، او طريقة شباب الأردن الذي يصنع لاعبين ويقوم ببيعهم لسداد ديونه مع البقاء في دوري المحترفين، لتكتفي غالبية الأندية حالياً بالبحث عن اللحظة التي لا يهم كم ستكلف النادي مالياً وتاريخياً، فالعمل يكون بلا اي حوكمة ولا نظام ولا لعب مالي نظيف، فقرار الرئيس هو القرار ولا يجب أن يعلو عليه صوت حتى إن كان في باطنه الموت، لذا على اتحاد اللعبة الذي يخلو من الخبرات أن يسارع إلى التعاقد مع خبير واحد يتولى الأمر بدلاً من جيش للموظفين لا يقدم وجودهم شيء جديد، وعلى الاتحاد أن يحدد الفترة الزمنية الأدنى لعقد اي لاعب بعامين على أقل تقدير لضمان ثبات مستوى الفرق، وهنا قد يخرج علينا بعض أرباع الصحفيين وأنصاف الإداريين ويقولون بأن هذا الأمر شأن داخلي، ولكن وللحق هذا شأن وطني إذا كان الاتحاد يعتقد ان كرة القدم ليس مجرد لاعبين يركضون خلف كرة، وأنها طريق للعالمية كما حصل مع المغرب في كأس العالم حين دخلت جميع بيوت البشرية.
آخر الكلام:
هل نريد أن نكون رقماً ثابتاً في الكرة العربية والآسيوية أم سنبقى مجرد “هلام” يتكيف حسب البطولة التي تخوضها أنديتنا ومنتخباتنا، الوضع صعب ويسير بكرتنا صوب المجهول في ظل مجهولين يقودون كرة لا يعرفون عنها شيء إلا أنها دائرية.