من يافا الى شرق الاردن سنة ١٩٢٦ الحصن واربد (٣)
بقلم: رلى السماعين

النشرة الدولية –

هذه الرسالة الثالثة والاخيرة من الزيارة التاريخية، الاول من نوعها،  لوفد ممثل عن النادي الارثوذكسي في يافا الى  العاصمة عمان ومدينة مادبا ومدينة الكرك ومدينة الحصن سنة ١٩٢٦، بهدف التعارف وبناء جسور التقارب بين ابناء الرعية الارثوذكسية الواحدة وذلك من خلال انشاء نوادٍ ارثوذكسية في تلك المناطق، امتداداً للنادي الارثوذكسي الموجود أساساً في مدينة يافا في فلسطين.

في الرسالة الثالثة زار اعضاء الوفد مدينة جرش ومدينة الحصنو مدينة اربد  واتفقوا على تأسيس نواد ارثوذكسية هناك بهدف تقارب ابناء الرعية الواحدة.

الرسائل الثلاث تم نشرهم  آنذاك في الصحيفة الاخبارية المشهورة صحيفة فلسطين بتاريخ ٢٤ ايلول سنة ١٩٢٦ في عامود بعنوان “شؤون ارثوذكسية”، وقد رأيت من  المفيد اعادة احياء هذه الرسائل لما تحمله من عاطفة كبيرة واهتمام واضح لتمتين الوحدة والترابط لبناء المجتمعات كهدف الاسمى.

يذكر بأن كاتب الرسائل الثلاث غير معروف بالاسم، إنما كُتبت في نهاية كل رسالة: “على يد أحد أعضاء الوفد”، وارسلت كل رسالة على حِدة، وبأن الرسائل الاخبارية هذه لم تنشر بالترتيب بل نُشرت الرسالة الثانية قبل الاولى والثالثة وذلك لتأخرهم بالبريد كما أشار كاتب الرسائل فيها  تم سرد أسماء شخصيات أردنية من كل مدينة زارها الوفد ووصف لحسن الاستقبال والضيافة التي شهدوها،  بالاضافة إلى أهم المناطق التاريخية الدينية التي زارها في كل منطقة. وقد كانت الرسالة الاولى تصف زيارة الوفد الفلسطيني إلى العاصمة عمان ومدينة مادبا سنة ١٩٢٦.

تقول الرسالة:

“ترك الوفد مدينة الكرك عائداً الى مادبا حيث قضى ليلته في بيت صالح افندي الحمارنة وتوجه في اليوم التالي صباحاً الى جرش فزار آثارها العديدة القديمة العهد، ثم توجه الى الحصن حيث حلّ اعضاؤه ضيوفاً على سعادة سلطي باشا ابراهيم، وفي اليوم التالي حضر اعضاء الوفد القداس في كنيسة الحصن فأعجبهم نظافتها وترتيبها، وبعد القداس عقد اجتماع كبير في بيت سلطي باشا حضره اكثر رجال الحصن وعلى راسهم دخل الله افندي الموسى وبعد ان تكلم اعضاء الوفد عن غايتهم من هذه الرحلة وبعد ان اخذو رد في قرار اهل الحصن ان يأخذوا على عاتقهم تأسيس نوادٍ جديرة وبث الدعوة في انحاء القضاء ثم ترك الوفد مدينة الحصن متوجهاً الى اربد حيث نزل عند برهم بك سماوي وبعد ان تناولوا طعام الغداء وزاروا نجيب افندي فركوح عقد اجتماع في بيت برهم بك حضره مسيحيو اربد وقد قرّ قرارهم على تأسيس ناد ارثوذكسي في بلدتهم، ثم قصد الوفد الى طبريا حيث قضى ليلته. وفي اليوم التالي زار كنيس كفرناهم حيث كان يعلم السيد المسيح وبعد ذلك قصد الناصرة فزار عودة افندي الحلاق وتحادث معه ومع فريق من رجال الملة في الشؤون الحاضرة ثم زاروا الكنيسة الوطنية التي اقامها رجال الملة في الناصرة فكنيسة البشارة، ثم قصد الى مدينة نابلس حيث قابل جرجي افندي عبدالنور رئيس جمعية الاخاء الارثوذكسي وتحادث معه ملياً في الشؤون الحاضرة ثم زار كنيسة نابلس وآثار سبسطيه وتوجه الى القدس حيث انتهت رحلته مكللة بالنجاح والتوفيق.

والوفد بعتذر لاهالي السلط وعجلون الكرام لعدم تمكنه من التشرف بزيارتهم وله كبير الامل ان حميتهم الوطنية وغيرتهم الملية ستدفعانهم الى تأسيس نواد ارثوذكسية في بلادهم وهو يعد بزيارتهم في فرصة ملائمة ان شاء الله

والوفد الارثوذكسي يشكر بلسان جريدة فلسطين لرجال الشرق العربي كرمهم المعروف ووطنيتهم الصادقة ويرجو الله ان يوفقهم الى ما فيه خيرهم وفلاحهم.

احد اعضاء الوفد”

*صحافية وكاتبة مختصة في شؤون حوار الاديان والسلم المجتمعي

زر الذهاب إلى الأعلى