وزير الإعلام اللبناني يرعى إطلاق جمعية “جاد – شبيبة ضد المخدرات”
النشرة الدولية –
اكد وزير الاعلام اللبناني، المهندس زياد المكاري ان “لبنان لا يقوم الا على شاباته وشبابه”، وقال: “نعمل لتكون وزارة الاعلام مؤسسة اكثر انسانية تعنى بالانسان وبيئته وتوجيه الاجيال التي من واجبنا حمايتها وتوعيتها”.
كلام المكاري جاء خلال رعايته اطلاق جمعية “جاد – شبيبة ضد المخدرات” في مركزها في حبوب – جبيل، سلسلة نشاطات وقائية تحت عنوان “دور الاعلام في عملية التوعية الوقائية”، وافتتح اول معرض متخصص للاعلام ضد المخدرات، في حضور عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب رائد برو، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران، مستشار وزير الاعلام مصباح العلي، رئيس الجمعية جوزف حواط والاعضاء ومهتمين.
بداية، جولة في ارجاء متحف الجمعية، فالنشيد الوطني ونشيد الجمعية، ثم كلمة عريفة الاحتفال الاعلامية ماري العلم، اعربت فيها عن سعادة الجمعية بإقامة هذا النشاط في “عهد ورعاية الوزير المكاري الذي يشهد الجميع لسعيه المستمر في تعزيز الاعلام البناء وتشكيل الرأي العام برؤية تقوم على التوازن بين الحق في التعبير من جهة والمسؤولية الاجتماعية من جهة اخرى”.
وقالت: “من هذا المنطلق تبرز اهمية تعاون جمعية جاد شبيبة ضد المخدرات مع وزارة الاعلام لتعزيز دور التوعية الاعلامية الوقائية بوجه المخدرات وشتى انواع الادمان التي تتزايد مظاهرها واشكالها يوما بعد يوم في مجتمعنا ويكون ضحيتها اولا واخيرا ابناؤنا وشبابنا”.
بدوره، شكر رئيس الجمعية وزير الاعلام على رعايته اللقاء، آملا “الاستمرار معا في مشاريع مستقبلية”.
وقال: “جمعية جاد وقعت العديد من مشاريع الشراكة مع عدد من وزراء الاعلام السابقين، وكنا بدأنا معهم بخطط عمل وهذه الشراكة تتضمن تفعيل عملية التوعية عبر وسائل الاعلام وابرزها وضع برنامج ثابت للتوعية، إذ صحيح ان جاد هي جزء من الحل ولكنها ليست هي الحل، لذلك نأمل اعادة احياء هذا المشروع عبر تلفزيون لبنان”.
وأعلن تحضيره “4 كتب عن لبنان لا علاقة لها بالمخدرات، عن تاريخ البيرة اللبنانية والمشروبات الغازية، وهذه الكتب ستكون كدليل سياحي يوزع في الخارج”.
وقال: “سنعلن قريبا عن مكتبة فريدة في العالم، تتضمن 17 الف كتاب عن المخدرات بلغات عدة، اضافة الى رسائل التوعية الموجودة في متحف الجمعية”.
ولفت الى “التعاون مع الوكالة الفرنسية لتطوير الاعلام، وهي الأكثر عملا على صعيد التوعية في الاعلام في كافة المجالات”.
والقت الدكتورة وديعة الاميوني كلمة الهيئة الادارية في الجمعية، أشارت فيها الى ان “رسالة جمعية جاد ليست مجرد واجب اجتماعي بل رسالة للاجيال القادمة لتشكيل مستقبل خال من اثر المخدرات المدمر للانسان”.
وقالت: “دور وزارة الاعلام حيوي في هذا المجال، وهي شريك فعال في نشر الوعي وتوجيه الرسائل الايجابية للعناية بالصحة النفسية والجسدية الناجعة للافراد والجماعات، من خلال تسليط الضوء على قصص النجاح في التغلب على الادمان وتوجيه الانتباه الى مخاطر المخدرات وتقديم معلومات دقيقة وموثوقة حول هذا الشأن”.
وتوجهت الى المكاري بالقول: “نحن في جمعية جاد نتطلع نحو الشراكة الهادفة مع وزارة الاعلام ومع شخصكم الكريم، لاجل تقديم برامج توعية بالتعاون مع خبراء وناشطين وشهادات حية لمتعافين ليكونوا رسلا ودرسا للقضاء على هذه الآفة، وبالتالي تعزيز الحوار المفتوح وتوفير مساحة اعلامية للنقاش حول تأثير المخدرات المدمر وضمان نشر رسائل ايجابية وتوجيه نحو الوعي والتحفيز لاجل الحفاظ على ما تبقى لنا في بلدنا الحبيب لبنان”.
وختمت: “رحلتنا مشتركة نحو حياة افضل لبناء جسر من الامل، وبفعالياتنا وجهودنا المشتركة سنصنع فارقا حقيقيا ونساهم في خلق مجتمع يعيش بحرية من ظلال المخدرات”.
وكانت كلمة للعميد المتقاعد تقي الدين التنير تحدث فيها عن “الجامع المشترك بين الاعلام الاسرائيلي ومواجهته وموضوع المخدرات في لبنان”، مؤكدا على دور الاعلام اللبناني في مكافحة هذه الآفة”، وقال: “عندما نحلم وحدنا لن يكون هناك سوى حلم، اما عندما نحلم معا فسيكون هناك بداية لواقع حقيقي”.
وقدم الى المكاري نسخة من كتابه “الاعلام الاسرائيلي ومواجهته”.
من جهته، رحب رئيس رابطة مخاتير القضاء بوزير الاعلام في “الارض الفينيقية وشاطئ جبيل الذي صدر الحرف الى العالم”، مثنيا على عمله في الوزارة لما فيه مصلحة البلد.
وشدد على ان “الاعلام هو كلمة الحق وله دور كبير في مكافحة آفة المخدرات، وفي توعية الاجيال الصاعدة حيث الكوارث في هذا الموضوع تتزايد سنة بعد سنة”.
ونوه بعمل جمعية “جاد” من حيث “المثابرة والجهود لمواكبة العصر الذي تتزايد فيه هذه الآفة خصوصا في ظل الاوضاع الامنية والاقتصادية التي تمر فيها البلاد في هذه الايام”، شاكرا “للاعلام اللبناني وبخاصة الجبيلي، إضاءته على مخاطر الادمان على المخدرات للوصول الى بناء مجتمع سليم”.
بدوره، أشاد محافظ بعلبك الهرمل بما يتضمنه متحف جمعية “جاد”، وقال: “عملت كثيرا في محافظة بعلبك الهرمل على موضوع مكافحة المخدرات من الناحية الامنية بالتنسيق مع الجيش اللبناني والمخابرات والقوى الامنية كافة ولكنني اكتشفت انني مقصر في العمل الاجتماعي الوقائي في هذا الموضوع”.
ودعا جمعية “جاد” الى “العمل والتنسيق معا على مستوى محافظة بعلبك الهرمل وامكانية استحداث متحف نقال مثل المتحف الموجود في الجمعية نستطيع نقله من محافظة الى اخرى، شرط ان نبدأ من محافظة بعلبك الهرمل خصوصا انه لا يوجد في تلك المحافظة اي مصح لاعادة تأهيل المدمنين”.
ووضع نفسه “في تصرف الجمعية من اجل تحقيق هذه الغاية”.
وأكد برو ان “اهم استثمار في الحياة قادرون على العمل به في هذا البلد هو الموارد البشرية”، مشيرا الى ان “اخطر ما يهدد هذا الاستثمار هو المخدرات”.
وقال: “ان اعز ما يملك الانسان هو العقل وعندما يذهب العقل ينتهي كل شيء ونتحول جميعنا الى مجتمع مجانين، مجتمع من دون قيم ومن دون نظام”.
ورحب بالمكاري في جبيل، شاكرا اياه على رعايته هذا اللقاء، مثنيا على عمل جمعية جاد التي “تضيء شمعة في زمن العتمة وتضع الاصبع على الجرح الحقيقي”.
وقال: “عندما نبدأ في هذا البلد بالتفكير صحيحا وبمنهجية صحيحة نكون نؤسس لبلد متعاف، وانا كنائب وككتلة على استعداد في مجال التشريع وفي اللجان والهيئة العامة، ان نكون الى جانب الجمعيات المكافحة للمخدرات في اي موضوع يرونه مناسبا في هذه العملية التربوية والتنموية لان مفتاح التنمية هو الانسان”.
أما وزير الاعلام، فتحدث عن مراحل نشأته في بيت كان والده رئيسا لمكتب مكافحة المخدرات، مستذكرا جو المنزل في تلك المرحلة، حيث ترسخ موضوع خطورة المخدرات لديه منذ الصغر.
وقال: “كل شيء يبدأ من المنزل ومع الاهل، فحيث يكون الاهل مقصرين نرى ابناءهم ينحرفون دون ان يتمكن احد من ردعهم”.
وأبدى دهشته لما شاهده داخل المتحف، مشددا على “ضرورة استثماره في تعريف الشباب بمخاطر آفة المخدرات على حياتهم”، مؤكدا أن “هذا العمل لن يبلغ مبتغاه اذا لم يواكبه اعلام جدي”، متمنيا لهذا المتحف “انتشارا واسعا من حيث المساحة، يكون بمركز اكبر او بمثيل له في كافة المحافظات، بالتعاون مع جمعيات قادرة على التمويل”.
وأكد أنه منذ تسلمه “يعمل لتكون وزارة الاعلام مؤسسة اكثر انسانية تعنى بالانسان وبيئته وتوجيه الاجيال التي من واجبنا حمايتها وتوعيتها”، مستذكرا “الاب الراحل بنوا سكر مؤسس هذه الجمعية المهمة، والذي كان يملك نظرة بعيدة المدى”.
وقال: “لا يمكن لنا ان نرى لبنان من دون جمعية جاد، المستمرة بجهود رئيسها جوزف حواط وفريق العمل”.
وأعلن عن “عقد مؤتمر صحافي مشترك قريبا في وزارة الاعلام لوضع خطة عمل وعقد ندوات، بحضور جمعيات ومؤسسات وسفراء دول ومنظمات دولية، بهدف توطيد العلاقة بين الوزارة وجمعية جاد”.
واعرب عن سروره لضم الجمعية ضباطا متقاعدين من الجيش وقوى الامن داخلي، مثنيا على تضحياتهم في مكافحة المخدرات.
وفي الختام، دوّن المكاري في سجل الجمعية الكلمة الاتية: “اليوم هو مختلف بالنسبة لنا في وزارة الاعلام، نحن نعمل لتكون هذه الوزارة مؤسسة اكثر انسانية، تعنى بالانسان وبيئته ومن هذه الاهداف توجيه الاجيال التي من واجبنا حمايتها وتوعيتها. لبنان لا يقوم الا على شاباته وشبابه، كل الشكر لجمعية جاد وللاستاذ جوزف حواط وفريق عمله وكل الدعم له ولهذه الجمعية المخلصة لقضيتها”.
بعد ذلك تسلم المكاري هدية تذكارية من الجمعية.