إسرائيل تبدأ بتطبيق عقيدة “الأخطبوط” وإيران تتوعدها بالرد
تراجع نسبة التفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق نووي دفع بتل أبيب إلى تصعيد حدة عملياتها سواء في سوريا أو في الداخل الإيراني
النشرة الدولية –
اندبندنت عربية –
بعد حرب يوليو (تموز) 2006 بين لبنان وإسرائيل، صدر عن معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، وبنهاية عام 2007، دراسة من 96 صفحة، للباحث في الشؤون اللبنانية والسورية في المعهد داني بركوفيتش بعنوان “هل يمكن قطع رؤوس الهيدرا؟”. وخُصصت الدراسة للإجابة عن سؤال مركزي: كيف يمكن إضعاف “حزب الله”؟ الذي شبهه بالكائن الأسطوري الـ”هيدرا”، الذي جاء ذكره في الميثولوجيا الإغريقية، وهو حيوان أقرب إلى الأفعى أو التنين.
وباختصار، عندما واجه المحارب الأسطوري “هرقل” تلك الأفعى الخرافية كانت مشكلته مع ذلك المسخ المتوحش ذي الرؤوس التسعة، أنه كلما قطع رأساً من رؤوسه نما مكانه رأسان، وكلما تضاعفت الرؤوس تضاعفت قوة الشر، وبالتالي خطورته وصعوبة القضاء عليه. ومن هنا يرى بركوفيتش من خلال طرح نظريته، أنه مثلما يستحيل التخلص من رؤوس هذا الكائن، سيستحيل اقتلاعه أو القضاء عليها، ولكن هناك استراتيجيات عدة، لو اتبعتها إسرائيل (وضمناً الولايات المتحدة)، يمكن عندها إضعافه. وقدمت الدراسة حينها توصيات عدة لإضعاف “الحزب” وتغييبه عن الحلبة الإقليمية، مشددة على ضرورة الإسراع في تنفيذ ذلك لأن الوقت يلعب لصالحه.
“لم نعد نلعب مع المخالب”
نظرية الـ”هيدرا” تتلاقى مع ما أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، خلال حديثه مع مجلة “ذا إيكونوميست” البريطانية، في يونيو (حزيران) 2022، حيث قال إن “تل أبيب باتت تعتمد معادلة جديدة في المنطقة، إذ تطبق عقيدة الأخطبوط مستهدفة إيران بشكل مباشر، لا أذرعها”. وأشار بينيت إلى ما وصفه بـ”حرب الظل” التي تخوضها إسرائيل ضد إيران منذ نحو أربعة عقود، قائلاً “نطبق عقيدة الأخطبوط. لم نعد نلعب مع المخالب، أي مع وكلاء إيران. لقد أنشأنا معادلة جديدة من خلال استهداف المنبع”. ولفت إلى أن وكيلَي إيران في المنطقة هما “حزب الله” في لبنان وحركة “حماس” في قطاع غزة، اللذان تدعمهما طهران. وكان الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” عاموس يادلين، أكد أن الإيرانيين يديرون خمس جبهات، وكلها بدأت بالتصعيد. ونقلت “القناة 12” وفي ذات الفترة الزمنية، عن يادلين قوله إنه “ما من شك في أن لدى إيران رغبة كبيرة في الانتقام، وإذا كانت في الماضي حاولت الانتقام بالمثل، وكانت تبحث عن علماء إسرائيليين وعسكريين إسرائيليين، اليوم كل إسرائيلي، وربما كل يهودي، هو بالنسبة لهم هدف”.
وتابع أن الاستخبارات الإسرائيلية أحبطت هجوماً، وكانت السبب في إصدار تحذيرات من السفر واضحة وصريحة للغاية. وأضاف يادلين أن “الإيرانيين لم يقرروا محاولة مهاجمة كل إسرائيلي فحسب، بل قرروا أيضاً أنهم لن يفعلوا ذلك بحذر، حيث كانوا في الماضي يشغلون جميع أنواع الأشخاص بالوكالة، واليوم يحاولون استخدام وحدات فيلق القدس مباشرة”.
الحرب الإسرائيلية ضد إيران باتت أكثر علانية
حتى فترة قريبة كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تضغط على إسرائيل كي لا تقوم بأي أعمال من شأنها أن تنعكس على المفاوضات، التي كانت تجري في فيينا. ومع أن الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية لم تتوقف خلال المفاوضات، فإن تراجع نسبة التفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق نووي، دفع بتل أبيب إلى تصعيد حدة عملياتها، سواء في سوريا أو في الداخل الإيراني. وانخرط الجانبان لسنوات في عمليات سرية ضد بعضهما البعض. وتعتبر إسرائيل إيران، التي تدعو إلى القضاء عليها، أكبر تهديد لها. وترى إيران في إسرائيل عدواً يقف إلى جانب الولايات المتحدة سداً منيعاً ضد نموها كقوة إقليمية. واتخذت المواجهة التي كانت تدور بعيداً عن الأضواء منعطفاً دراماتيكياً بشكل خاص في عام 2020 عندما ألقى قادة إيران باللوم على إسرائيل في مقتل عالمها النووي الكبير محسن فخري زاده، الذي قُتل بالرصاص أثناء قيادته سيارة على طريق خارج طهران، ويقال إنه تم استخدام مدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بعد. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف ضلوعها في مقتل فخري زاده، وهو خامس عالم نووي إيراني يُغتال منذ عام 2007. إلا أن صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية نشرت تقريراً مفصلاً يصف كيف نفذت إسرائيل ذلك. في السابق كانت الهجمات الإسرائيلية تركز على برنامج إيران النووي والعلماء المرتبطين به، وعندما كانت تستهدف “الحرس الثوري” و”فيلق القدس” فعلى أرض دولة ثالثة كسوريا. تتالت وتصاعدت حدة الهجومات، وفي مايو (أيار) 2022 أعلنت وسائل إعلام إيرانية، أن الجيش كشف عن مقر للطائرات المسيرة تحت الأرض يقع في جبال زاغروس، شمالي البلاد، وذلك بعد انتشار تقارير تفيد بشن إسرائيل هجوماً بطائرات مسيرة على مصانع “بارتشين” التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، شرقي طهران. وأضافت وسائل الإعلام الإيرانية أن المقر يُعرف باسم “القاعدة 313” وقد أزيح الستار عنه بحضور رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري. وأعلن الجيش الإيراني أن المقر يضم 100 طائرة مسيرة. ونشر التلفزيون الإيراني تقريراً عن المقر أيضاً. وكانت إسرائيل ترفض الاعتراف بمثل هذه العمليات على الأراضي الإيرانية، لكن عملياتها أصبحت شبه علانية، وغالباً ما يقدم كبار المسؤولين الإسرائيليين تصريحات غير رسمية عن هذه العمليات. في أبريل (نيسان) 2022، بثّ جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” تسجيلاً لعملية استجواب عنصر من “الحرس الثوري” من قبل عملاء إسرائيليين داخل إيران. ولكن هذا النهج الجديد الجريء لا يلقى تأييداً واسعاً من قبل بعض أعضاء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث تذمر بعض قدامى رجال المخابرات من أن “وخز طهران في عينيها، سيسبب مشاكل كبيرة”. وتزايدت الهجمات في الداخل الإيراني، من عمليات اغتيال لقادة في “الحرس الثوري” وعلماء نوويين، إضافة إلى غارات إسرائيلية متواصلة ضد قواعد ومواقع ومخازن أسلحة تابعة لإيران أو لـ”حزب الله” في سوريا، وكان استهداف مطار دمشق الدولي في 10 يونيو (حزيران) 2022، وإخراجه من الخدمة على نحو كامل تقريباً، أحد تلك الهجومات التصعيدية من قبل إسرائيل. وأشارت “القناة 12” الإسرائيلية حينها، إلى أن القصف الصاروخي الإسرائيلي، الذي استهدف مطار “دمشق” أحبط 70 في المئة من عمليات تهريب الأسلحة إلى سوريا من إيران. وجاء في تقرير القناة، أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية رصدت تكثيفاً لجهود الإيرانيين لإدخال أسلحة “كاسرة للتوازن” إلى سوريا، مخصصة لمشروع “تطوير صواريخ دقيقة”. واستشهدت القناة بتقارير أجنبية حول أنظمة تسمح بجعل الصواريخ دقيقة، كانت إسرائيل قد استهدفت مواقعها في سوريا من خلال 15 هجوماً خلال شهر واحد، وفق القناة. وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، استهدفت إسرائيل بقصف صاروخي ساحة الحاويات في ميناء “اللاذقية”، مما تسبب باندلاع حريق كبير وكثير من الخسائر. وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، آنذاك، إن إيران تجلب الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر الميناء الحيوي، الذي تستقبل فيه سوريا عديداً من البضائع، إلى جانب “حزب الله”.
هل قررت إيران الرد؟
وإلى وقت قريب، قابلت إيران “التحرشات” والتصعيدات الإسرائيلية، وعمليات الاغتيال “المثيرة” على أراضيها، بالتصريحات حول قرب الانتقام في الداخل الإسرائيلي، وليس خارجه، وبالتعهد برد انتقامي “في وقت تختاره”، و”الاعتصام بالحكمة”، وما إلى ذلك من بيانات. ولكن ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، يونيو 2022، أن الأمن الإسرائيلي أحبط محاولة إيرانية لضرب أهداف إسرائيلية في تركيا. وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، “قبل نحو شهر أحبطت أجهزة الأمن الإسرائيلية هجوماً إيرانياً على أهداف إسرائيلية داخل الأراضي التركية”. لكن يبدو أن الموقف الإيراني تبدل بعد استهداف مركز عسكري تابع لوزارة الدفاع الإيرانية في أصفهان، في 28 يناير الماضي. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الهجوم بالمسيرات وسط إيران، نفذته إسرائيل. وقال النظام الإيراني في وقت لاحق، إن المجمع العسكري كان هدفاً “لهجوم فاشل” من قبل طائرات مسيرة، وادعى أن الهجوم أسفر عن خسائر طفيفة. وفي حديث إعلامي لمسؤول إيراني قال “إن الترجيحات تشير إلى أن المسيرات في الهجوم على منشأة عسكرية بإقليم أصفهان، انطلقت من الداخل وعلى مقربة من الموقع المستهدف”، مضيفاً أن “المؤشرات الأولية تقود إلى أن إسرائيل متورطة في الهجوم، ولا بد من متابعة التحقيق”. وأكد أن “هجوم أصفهان لم يكن موفقاً، وكلام المصادر الإسرائيلية عن نجاحه مجرد دعاية للتعتيم على الفشل”. وأضاف المسؤول الإيراني أن “إسرائيل تعرف جيداً أنها ستتلقى رداً، وهذا ما حدث سابقاً بعيداً عن الضجيج وكثرة التصريحات”. وأضاف أن “واشنطن نأت بنفسها عن الهجوم لأنها تعلم أنه فاشل ولن يدفع طهران إلى تغيير سياساتها”، مشيراً إلى أن “هناك من يلعب بالنار ولا شك لدينا في أنه سيكون أول من يحترق في حال قرر إشعال حرب إقليمية”. بدورها شددت صحيفة “وول ستريت جورنال” على أن “المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين يبحثون طرقاً جديدة لمكافحة عمليات إيران المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك تعزيز التعاون العسكري الإيراني مع روسيا”. في السياق، أعلنت مدونة “إنتل تايمز” في إسرائيل أن الموقع المستهدف في أصفهان هو “مختبر المواد والطاقة في أصفهان”. وكتبت هذه المدونة، التي تنشر تقارير استخباراتية، أن الهدف من هجوم الطائرات المسيرة، في أصفهان كان “معهد أبحاث الفضاء الإيراني” التابع لوزارة الدفاع. وأضافت “إنتل تايمز” أيضاً أن توقيت هذا الهجوم لم يكن عرضياً، وتم تنفيذه في نهاية اليوم الذي زار فيه المرشد الإيراني علي خامنئي، معرض الإنجازات الصناعية لإيران، الذي تضمن إنجازات الطائرات المسيرة. وأشارت وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية إلى أن طهران استدعت القائم بالأعمال الأوكراني بسبب تصريحات صادرة عن بلاده في شأن هجوم الطائرات المسيرة. وكان مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ميخائيل بودولياك علق على عملية استهداف المصنع العسكري في أصفهان بالقول إن “الحرب ستحاسب المتورطين والمتواطئين بشكل صارم”.
شاحنات “تنقل أسلحة إيرانية”
ووفق تقارير إعلامية، فإن الميليشيات الإيرانية المسيطرة على أقصى الشرق السوري استنفرت عناصرها بعد هجومين بطائرات مسيرة، استهدف الأول مساء الأحد 29 يناير، شاحنات دخلت الأراضي السورية من العراق، وسط ترجيحات بأنها كانت تحمل أسلحة وذخائر، والثاني سيارة لقيادي في المجموعات المقربة من إيران. وذكرت شبكات إخبارية محلية وناشطون إعلاميون أن طائرات مسيرة مجهولة الهوية استهدفت، مساء الأحد، قافلة شاحنات تبريد، كانت تنقل أسلحة لميليشيات الحرس الثوري الإيراني، بالقرب من مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في ريف دير الزور الشرقي. وأفادت شبكة “نهر ميديا” المحلية بأن الشاحنات المستهدفة كانت تتجمع عند “دوار الأسطورة” في بلدة الهري بريف مدينة البوكمال، في أقصى الشرق السوري. وذكرت أن القصف من طيران مسير مجهول تجدد، فجر الإثنين الماضي، للمكان نفسه، ما أدى إلى مقتل قيادي في الميليشيات الإيرانية واثنين من مرافقيه، أثناء تفقدهم مكان الغارة الجوية التي حصلت، مساء الأحد الماضي. وبينت الشبكة أن الميليشيات الإيرانية أخلت مقرات لها في مدينة البوكمال وقرية السويعية بعد مقتل القيادي تحسباً لهجمات أخرى. ونقلت وكالة “أسوشيتد برس”، تأكيد مسؤول في ميليشيات مدعومة من إيران في بغداد وقوع هجوم، لكنه قال إنه تم استهداف شاحنة واحدة فقط ولم يعلق على الخسائر. وكانت السلطات الإسرائيلية رفعت حالة التأهب الأمني والعسكري خوفاً من رد إيراني، وذكر موقع “أي 24” الإسرائيلي، أن “الجهاز الأمني الإسرائيلي، يجري استعداداته لإمكانية الانتقام من جانب إيران، بعد الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في أصفهان”. بدوره، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في ختام اجتماعهما في القدس 30 يناير، أن “إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية”. وبعد ساعات من الهجوم البوكمال المنسوب لإسرائيل أيضاً، نشرت وسائل إعلام مقاطع فيديو من موقع الهجوم، حيث تحدثت التقارير عن وجود 25 شاحنة في القافلة التي تعرضت للهجوم، ستة منها احتوت على أسلحة، وتم تدميرها، ووردت أنباء عن سقوط 10 قتلى. لكن بحسب المصادر الإيرانية فإن الشاحنة التي تم تفجيرها احتوت على مواد غذائية. وقال دانيال سلامي مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن “بلدة البوكمال تشكل معبراً حدودياً برياً بين العراق وسوريا، ومعروف سابقاً باسم ’ممر الأسلحة البرية’ لطهران في الطريق إلى دمشق ولبنان، وأن الهجمات لم تحدث إلا بعد عبور قوافل الشاحنات من العراق إلى الأراضي السورية”. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى نتيجة الهجومين بلغ 10، حيث قُتل ثلاثة أشخاص، بينهم قيادي في مجموعة مقاتلة موالية لطهران، بعدما قُتل سبعة من سائقي الشاحنات ومرافقيهم، وهم من جنسيات غير سورية، نتيجة استهداف الشاحنات في منطقة الهري. وكانت الشاحنات تنقل أسلحة إيرانية، وفق ما أفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية.
نتنياهو يتبنى عقيدة الأخطبوط
وفي تعليق نادر، نقله موقع “تايمز أوف إسرائيل”، في 30 يناير الماضي، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن سلاح الجو الإسرائيلي شن غارة جوية في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، استهدف فيها قافلة يُزعم أنها كانت تحمل أسلحة إيرانية بالقرب من الحدود السورية- العراقية. وقال كوخافي، إن المخابرات الإسرائيلية كشفت أن شاحنة من بين الشاحنات في القافلة المؤلفة من 25 مركبة كانت تحمل أسلحة من إيران إلى لبنان، وأن “القدرات المتقدمة” سمحت للطيارين بتنفيذ ضربة دقيقة، محدداً الشاحنة رقم “8” التي تحمل أسلحة. ووقعت سلسلة هجمات على قوافل مرتبطة بإيران أو ميليشيات موالية لها، وضد قواعد قريبة في ذات المنطقة في السنوات الأخيرة. وبدوره أشار الباحث الأمني الإسرائيلي رونين بيرغمان إلى أن “استمرار البنك الإسرائيلي للأهداف في قلب إيران، وآخرها هجوم أصفهان، يعني أن بنيامين نتنياهو يتبنى ’عقيدة الأخطبوط’ لأسلافه نفتالي بينيت ويائير لابيد، وتفيد باستهداف رأس الأخطبوط، وليس فقط أسلحته، كما حدث خلال العقود الماضية”، مضيفاً أن “هذه الاستراتيجية المتفق عليها بين المستويين السياسي والعسكري تفيد بشن مزيد من الهجمات لتقويض القدرات الإيرانية، ما يعني أن نتنياهو وافق بالفعل على استئناف هذه الاستراتيجية، أي أننا أمام العملية الأولى في إيران التي يوافق عليها رئيس الوزراء القديم الجديد، وتشير إلى نقطة تم تحديدها منذ فترة طويلة على أنها هدف للتحصيل من قبل مجتمعات الاستخبارات في بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل”.
يذكر أن إسرائيل ومنذ عام 2017 نفذت أكثر من 400 هجوم ضد إيران في المنطقة، أغلبيتها في الداخل السوري، وأدت إلى مقتل 300 شخص بينهم قادة عسكريون إقليميون، بحسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين إسرائيليين في أبريل (نيسان) 2022، ونفذت أيضاً عمليات داخل إيران واغتالت قادة تابعين لـ”فيلق القدس” في “الحرس الثوري”، وعلماء نوويين أبرزهم محسن فخري زاده.