صرخة غزة و الهروب العربي
هديل الحسين

النشرة الدولية –

هل اعتدتم المشهد ام فقدتم الرحمة؟ هل يظن العالم ان غزّة بدمارها ودمائها فيلم سينمائي أو مسرحية دموية استأنستموها؟ هل ارواح الناس اصبحت رخيصة ام آلفتم فتكها؟ هل صرخات النساء لا صدى لها أم أصبحتم صم وبكم؟ هل أشلاء الاطفال المتناثرة هنا وهناك وتحت الركام أصبحت دمى بلاستيكية يمكن تركيبها فيما بعد او اصابكم العمى ؟ هل الجوع أصبح صيام دائم أم تلاشت الإنسانية ؟ اين الأمة الإسلامية والعرب أجمع من هذه الصيحات والآهات والآلام ؟ هل يعقل ان يموت الانسان بخناجر اخوتهم؟!!

بعد اليوم الحادي والعشرين بعد المئة لا حياة تنادي لمن ينادي بالحياة والعدل والرأفة والرحمة ..

هرب الجميع من مسؤوليته ..وسقطت الأقنعة ولم يبق ل ” غزّة” سوى ربها وكفى بالله وكيلا..، نعم، هذا لسان غزة بمن بقي من أهلها وأطفالها..بشيوخها ونسائها ..بشبابها وفتياتها، لكن والله ثم والله لم نرى بشرف وكرامة وصمود هذا الشعب الجبار الذي أقسم اليمين على أن يموت بأرضه ولا يذّل .. أي بشر أنتم وأي الصابرين أنتم وأي الشهداء أنتم .. هنيئا لكل قطرة دماء روت تلك الارض الطاهرة وهنيئا لكل روح باقية ، صابرة مؤمنة بالله ومحتسبة وعلى يقين بأن بعد كل هذا الظلام لا بد من بذوغ فجر .

“غزة” علّمتنا العزةّ والكرامة والرجولة ..علمتنا ان الحياة لا تقاس بالهواء ودقاّت القلب بل ان الحياة وقفة عز وصمود في وجه كل طاغ معتدي..

سيكتب التاريخ أن غزة خانها إخوانها في الارض فأقسمت بأن رب الارض والسماء معها ومن كان الله معه فمن عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى