ماذا لو انهار سد أتاتورك؟
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

سؤال يجول في خاطر الاتراك والسوريين والعراقيين، سؤال يطارد المثقفين والخبراء، ماذا سيحصل في المنطقة لو انهار سد أتاتورك لاسباب بشرية أو طبيعية؟، وما هو مصير هذه الشعوب لو تم تدمير السد بصاروخ أو زلزال؟، ويرافق هذا السؤال أسئلة متعددة أبرزها، هل تملك القيادة التركية القدرة على الإفصاح عن الحالة التشغيلية للسد وقدرته على الصمود بعد الزلزال الذي حصل قبل يومين؟، وهل تملك هذه القيادة والتي ستليها القدرة على اتخاذ قرار تاريخي بإخراج سد أتاتورك من الخدمة.؟

فسد أتاتورك يعتبر أحد أكبر عشرة سدود في العالم وسعته تقارب الخمسين مليار متر مكعب، وهذه سعة عظيمة قادرة في حال انهيار السد على إلحاق الأذى بثلاثة دول والتسبب في قتل الملايين، وقد تتسبب قوته المائية بتدمير مدن بالكامل ومسحها من الوجود في الدول الثلاث، وقد يصل تدميرها لغاية شط العرب في العراق وسترتفع المياة في نهر الفرات لمستوى غير مسبوق، وحتى ندرك خطورته علينا تتبع مجرى النهر لندرك حجم الهلاك الممكن حدوثه في حال انهيار السد العظيم.

فالنهر ينبع من تركيا ويعبر الأراضي السورية فالأراضي العراقية ليشكل شط العرب بالتقائه بنهر دجله، ويمر بمحاذاة مدينة جرابلس بريف حلب فمحافظة الرقة فدير الزور ثم مدينة البوكمال، ليبدأ مسيرته في العراق بالمرور بمدينة القائم في الأنبار مروراً بمحافظتي بابل وكربلاء ثم النجف والديوانية فالمثنى ثم ذي قار فمنطقة الأهوار وأخيراً شط العرب، وهذه المناطق يقطنها حوالي عشرين مليون إنسان أصبحت حياتهم في خطر، وقد يقتلهم صاروخ أو زلزال بقوة المياة المتدفقة بجنون.

ويقع السد في واحدة من أخطر المناطق الزلزالية في المنطقة، وهو ما يثبت ان انشاءه تم بسرعة ودون دراسات مستفيضة، كونه يقع في منطقة نشاط زلزالي، والدليل الدامغ الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة قبل يومين وبقوة “7.8” درجات بمقياس ريختر، و تبعه أكثر من ثلاثين هزة ارتدادية ووصلت قوته لتركيا وسوريا وبدرجة أقل للعراق واليونان والأردن حتى مصر، وهذا تهديد فعلي لمجموعة السدود في المنطقة وبالذات سد أتاتورك وسد أليسو وسد الموصول وجميع السدود الصغيرة، وهذا يؤشر إلى وجوب تدخل القوى الدولية لحماية الشعوب من موت أصبح يلوح في الأفق.

آخر الكلام:

يجب على القيادات السياسية في تركيا والعراق وسوريا أن تتناسى الخلافات بينها، وتجلس على طاولة حوار غايتها حماية شعوبها من الموت في حال انهيار سد أتاتورك الذي صمد في وجه الزلزال الحالي، لكن لا أحد يعلم إذا كان سيصمد أمام زلزال قادم بعد أن تأثر بزلزال الموت والدمار، لذا على الحكومات أن تجد الحلول لتقليل الخسائر للحد الأدنى، وعلى تركيا أن لا تتفرد بالقرار كون الموت في حالة الانهيار سيدمر ويقتل بالاكثر العراقيين والسوريين.

زر الذهاب إلى الأعلى