حملة اقرأ وتذوق” من الكويت إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب
أمل الرندي: نساعد الطفل على تبني أفكار صحية من خلال القراءة
النشرة الدولية –
ضمن الأنشطة المخصصة للأطفال في معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ 54، وبدعوة من الهيئة المصرية العامة للكتاب، أقامت الكاتبة الكويتية أمل الرندي، في الركن الذي حمل اسم شخصية معرض كتاب الطفل الكاتب المصري كامل كيلاني، ورشة تفاعلية مع الأطفال، في إطار “حملة اقرأ وتذوق” التي انطلقت في الكويت منذ شهرين، وتستمر لغاية 25 مارس 2023، تحت شعار (طعامك سر صحتك وقوتك)، بالتعاون مع جمعية جود الخيرية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت.
تستند الحملة على قصة “طعام أمي اللذيذ” التي توزع على الأطفال قبل كل ورشة، وهي من تأليف كاتبة أدب الطفل والناشطة في مجال ثقافة الطفل ومديرة الحملة أمل الرندي، إلى جانب المعالجة الغذائية، د. مي الهزاع، التي أسهمت في تصويب الناحية العلمية في القصة، وهي صادرة عن جمعية جود الخيرية، في كتاب أنيق وبحجم كبير، مع رسوم جميلة من الفنانة المبدعة منال محجوب.
وأسهمت ضيفة الورشة استشارية التغذية العلاجية المصرية د. ريهام صفوت الحبيبي، في مبادرة جميلة منها، في إكمال دور الكاتبة في الورشة، فتولت شرح الناحية الطبية العلمية والغذائية في الكتاب.
تعاونت الرندي والحبيبي على تقديم فائدة مزدوجة ومهمة للأطفال في الورشة، من خلال تفاعل المادة الأدبية في القصة والمادة الصحية. فقد ركزت الورشة على أهمية القراءة بلغة عربية صحيحة، وهذا ما تهدف إليه راعية الحملة “جمعية جود”، مثلما ركزت على تثقيف الأطفال حول أهمية الغذاء الصحي. وقد حثت الورشة الطلاب على أكل الخضار والفواكه الصحية والابتعاد عن الطعام الجاهز الذي كثيراً ما يتسبب بالسمنة، بعدما باتت السمنة المفرطة مرضاً شائعاً في الكثير من الدول، تصيب نسبة كثيرة من الأطفال والشباب، وتتسبب بالإصابة بأمراض كثيرة.
شهدت الورشة حيوية وتفاعلاً كبيراً من الأطفال، من خلال عرض صور الفاكهة والخضار والمأكولات الصحية، والأسلوب المقنِع الذي اعتمدته الكاتبة والطبيبة على حد سواء. ثم شكلت الأغنية المرافقة للورشة “اقرأ وتذوق وتفوق”، محطة فرح لدى الأطفال الذين راحوا يرددونها بتأثر واضح.
وتحدثت إلينا الكاتبة أمل الرندي عن الحملة، فشكرت، أولاً، الهيئة العامة للكتاب على دعوتها الكريمة، التي أتاحت لها نقل هذه الحملة من الكويت إلى القاهرة، وقد سعدت بهذه التجربة، وأعربت عن طموحها في أن تنتشر الحملة وتتنقل في أكثر من دولة عربية. وثمنت الرندي عالياً تطوع الدكتورة ريهام صفوت الحبيبي للإسهام معهاا في إحياء الورشة، كما حيت من القاهرة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت على رعايته للحملة، وتوقفت عند الدور الكبير لـ “جمعية جود الخيرية”، بإكبار ما قدمته من رعاية ودعم ومواكبة بشكل دائم للورش والأنشطة التي تقيمها الحملة، من خلال اللفتة الدائمة لمديرها العام الدكتور فريد كلندر. كما حيت الدكتورة مي الهزاع رئيسة قسم التغذية في قسم الجراح بمستشفى الجابر على تعاونها في تأليف الكتاب، ومشاركتها في الورش التي لا تزال مستمرة في الكويت، متنقلة بين مدارس حكومية وخاصة، وبالاتفاق مع وزارتي التربية والشؤون.
قالت الرندي: “هذه الحملة موجهة إلى الأطفال بعمر 8 إلى 11 سنة، بهدف تحفيزهم على تكوين عادات غذائية صحية سليمة، بأسلوب تربوي توعوي، لا بالإملاء وممارسة السلطة. فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر. ونحن نتطلع إلى استمرار هذه الحملة بشكل أوسع على المستويين الكويتي والعربي، كما نخطط لاستكمال سلسلة قصص بدأناها بقصة “طعام أمي اللذيذ”، وأطلقنا عليها سلسلة “حكايات قبل الأكل””.
وعن محتوى القصة قالت الكاتبة: “تدور القصة حول رحلة يقوم بها أطفال مدرسة إلى خارج البلاد، ويخضعون خلالها لنظام غذائي صحي، بصحبة طبيبة التغذية العلاجية د. مي، ولنظام رياضي صارم من قائد الرحلة حازم. لكن الأنشطة الممتعة، والطعام الطيب الذي تناولوه أثناء الرحلة، وأسلوب الأخصائية اللطيف، غيرت قناعاتهم، فتخلوا عن عاداتهم في طلب الوجبات السريعة، وصاروا يتبعون أسلوب حياة صحية. فالعادات البسيطة المفيدة قد تصنع تغييراً كبيراً في حياتنا”.
وعن نتائج الحملة حتى الآن أضافت الرندي: لا تزال الحملة مستمرة في الكويت، وهي تترافق مع أغنية الحملة “اقرأ وتذوق وتفوق” التي تلاقي احتفاء كبيراً من قبل الأطفال، وهي من تأليف الشاعر الكبير المبدع علاء الجابر، تلحين المبدع محمد غنيم، أداء المغنيتين الصغيرتين الجميلتين سماء ونور غنيم، توزيع وتنفيذ المبدع طارق الرفاعي وإخراج المبدع محمد سلامة. كما تترافق مع توزيع الفواكه والخضار على من يريد من الأطفال، بالإضافة إلى تناول وجبة صحية صغيرة، تقدمها مؤسسة دايت بوكس Dietbux. وفي الصفحة الأخيرة من الكتاب، القابلة لنزعها بسهولة، مسابقة يرسم فيها الطفل إحدى الفواكه التي يحبها، ويختارها من رسوم الكتاب”.
وتختم أمل الرندي: “لا شك في أن الأنشطة التي تدور على هامش القصة، من مناقشات، بأسلوب يحبه الطفل، وطبيعة العلاقة بينه وبين مقدمتي الورشة، وحيوية الأغنية التي يحبها الطفل، وتزيين الأفكار التي نطرحها عليه بالمرح والفرح، وعرض رسوم الأطعمة الصحية بشكل جاذب، والكلام على سلبيات السمنة وما يتعرض له الأطفال المصابون بها من تنمّر… كل ذلك يبشر بحملة ناجحة، يتمتع الأطفال خلالها بأحداث القص، ويستفيدون من لغتها، ويكتسبون منها المعلومات الطبية المفيدة. كما تسهم ورش القصة في تقديم حوافز، تساعد الطفل على تبني الأفكار الصحية والانتماء إليها، والتخلي عن نزواته في طلب الوقعات الجاهزة، والوجبات السريعة، والركون إلى طعام أمه. وقد لمسنا حتى الآن كل استجابة.