الرئيس الأمريكي حافظ على نبرة التفاؤل والتركيز على المنجزات الاقتصادية بخطاب الاتحاد
النشرة الدولية –
حافظ الرئيس جو بايدن خلال خطاب حال الاتحاد الذي ألقاه أمام الكونغرس الأميركي، الثلاثاء، على نبرة التفاؤل، والتركيز على المنجزات الاقتصادية ونجاحه في خلق فرص عمل جديدة.
وتحدث الرئيس عن قدرة الحزبين الديمقراطي والجمهوري على التعاون في تشريعات تخدم الأميركيين من كل الأطياف السياسية. وقال: “لأن روح الامة قوية وعمودها الفقري قوي ولأن الشعب قوي، فإن حالة الوحدة قوية”.
وخطاب حالة الاتحاد هو تقليد سنوي للرؤساء الأميركيين يعرضون خلاله إنجازات إدارتهم على الكونغرس وكذلك التحديات التي تواجه الأمة.
لعدة مرات، وفي مواضع متعددة من الخطاب، دعا بايدن أعضاء الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين إلى العمل معا، لكنه وجه كذلك انتقادات لعروض قال إنها “لا تمثل الحزب الجمهوري، ولكنها تمثل رأي أعضاء فيه”.
ووجه بايدن حديثه لرئيس مجلس النواب الأميركي، الجمهوري كيفن مكارثي، وقال ممازحا له في بداية الخطاب “رغم أنني لا أود تشويه سمعتك، إلا أنني أتطلع للعمل معك”.
وقال “غالبا ما يقال لنا أن الديمقراطيين والجمهوريين لا يمكنهم العمل معا، لكن خلال العامين الماضيين، أثبتنا أن المتشائمين والرافضين على خطأ”.
وتابع “نعم، اختلفنا كثيرا. ونعم، كانت هناك أوقات اضطر فيها الديمقراطيون إلى العمل بمفردهم، لكن مرارا وتكرارا، اجتمع الديمقراطيون والجمهوريون”.
وأشار الرئيس إلى أن الحزبين اجتمعا “للدفاع عن أوروبا أقوى وأكثر أمانا، وتمرير قانون البنية التحتية الذي يحدث مثيله مرة واحدة كل جيل.. كما اجتمعا لتمرير أحد أهم القوانين على الإطلاق، مما ساعد قدامى المحاربين المعرضين لحفر الحرق السامة”.
وأضاف “في الواقع، وقعت على أكثر من 300 قانون شارك في صياغتهم الحزبين منذ أن أصبحت رئيسا، من إعادة تفويض قانون العنف ضد المرأة، إلى قانون إصلاح العد الانتخابي، إلى قانون احترام الزواج الذي يحمي الحق في الزواج من الشخص الذي تحبه”.
وخاطب الجمهوريين بالقول “أصدقائي إذا تمكنا من العمل معا في الكونغرس السابق، فلا يوجد سبب يمنعنا من العمل معا في هذا الكونغرس الجديد”، مؤكدا: “أرسل لنا الناس رسالة واضحة. القتال من أجل القتال، السلطة من أجل السلطة ، الصراع من أجل الصراع، لا يوصلنا إلى أي مكان”.
ودعا بايدن الجمهوريين إلى دعم قوانين مثل قانون مكافحة التضخم، الذي قال إنه سيوفر مليارات الدولارات من الأموال للأميركيين من خلال تقليل فواتير العلاج للمرضى، كما سيحرص على حماية المنافسة بين الشركات ومنع الاحتكار، ويوفر فرص عمل جديدة.
وتابع “نحن الأمة الوحيدة التي تخرج من الأزمات أقوى في وضع أقوى مما كانت عليه في السابق”.
مع هذا واجه الجمهوريون فقرات في الخطاب ببعض الامتعاض، منها إشارات بايدن إلى رفع الضرائب على الشركات الكبيرة والأثرياء، وأيضا الإشارة إلى التوجه نحو تقييد شركات النفط.
وفي مواضع أخرى، حظي خطاب بايدن بحفاوة من قبل الجمهوريين، خاصة حينما ذكر مشاريع قوانين توفر الرعاية الصحية والسكن للمحاربين القدامى، وقوانين لدعم قوات حرس الحدود، ومكافحة المخدرات.
واستذكر الرئيس الهجوم على الكونغرس قبل عامين، وحيا زوج رئيسة البرلمان السابقة، بول بيلوسي، الذي تعرض لاعتداء على يد شخص “كان يتكلم بنفس كلمات المعتدين على البرلمان”.
الاقتصاد
أشاد الرئيس الأميركي بإنجازات إدارته الاقتصادية وقال إنها نجحت في خلق 12 مليون وظيفة في عامين “وهو رقم أكبر مما حققه أي رئيس خلال فترة 4 أعوام”.
وذكر الرئيس بحالة الاقتصاد “المترنح” حينما تولى الرئاسة قبل عامين، مذكرا بقيود كوفيد وتناقص الاستثمارات.
وقال الرئيس “دعونا نلقي نظرة على النتائج، معدل البطالة عند 3.4 بالمئة، وهو أدنى مستوى له منذ 50 عاما، كما أن معدل البطالة منخفض تقريبا للعمال السود واللاتينيين”.
وتابع لقد أنشأنا بالفعل ٨٠٠ ألف وظيفة في قطاع التصنيع برواتب جيدة، وهذا أسرع نمو منذ 40 عاما.
وتساءل “أين كتب أن أمريكا لا تستطيع قيادة العالم في التصنيع مرة أخرى؟”، مؤكدا “لعقود عديدة، استوردنا المنتجات وصدرنا = الوظائف”.
الآن، وبفضل كل ما فعلناه، نصدر المنتجات الأميركية ونخلق فرص عمل أميركية.
وقال الرئيس إن التضخم ينخفض في الولايات المتحدة وإنها “في وضع أفضل من أي بلد على وجه الأرض”، مضيفا “كان التضخم مشكلة عالمية بسبب الوباء الذي عطل سلاسل التوريد وحرب بوتين التي عطلت إمدادات الطاقة والغذاء”.
وقال الرئيس “اعتادت أمريكا على صنع ما يقرب من 40 بالمئة من رقائق العالم الدقيقة، لكن في العقود القليلة الماضية، فقدنا ميزتنا وتراجعنا إلى إنتاج 10 بالمئة فقط، ولقد رأينا جميعا ما حدث أثناء الوباء عندما أغلقت مصانع الرقائق في الخارج”.
وقال لا يمكننا أبدا أن ندع ذلك يحدث مرة أخرى، لهذا السبب اجتمعنا لتمرير قانون CHIPS والعلوم من الحزبين.
وتابع مع هذا القانون الجديد، سنخلق مئات الآلاف من الوظائف الجديدة في جميع أنحاء البلاد.
وأشاد بقانون البنية التحتية الضخم الذي قدمته إدارته ونجح الكونغرس في تمريره، وقال إن الولايات المتحدة كانت البلد 13 في العالم بما يتعلق بقوة البنى التحتية لكنه قال إن هذا “سيتغير” بعد تمرير القانون.
ودعا بايدن إلى استعادة روح الامة وبناء “العمود الفقري للأمة، وهي الطبقة الوسطى”.
وأشار الرئيس إلى مشروع قانون “صنع في أميركا” الذي يوجب استخدام مواد مصنوعة في أميركا لمشاريع البناء والتشييد الفيدرالية أو الممولة فيدراليا.
وقال “نحن نبني اقتصادا حيث لا نترك أحدا ورائنا ونخلق مزيدا من الوظائف”.
وقال الرئيس “مع قانون الحد من التضخم الذي وقعته ليصبح قانونا، فإننا نأخذ على عاتقنا خفض تكاليف الرعاية الصحية الخاصة”، وأضاف كما تعلمون، نحن ندفع أكثر مقابل الأدوية الموصوفة أكثر من أي دولة كبرى على وجه الأرض.
وتابع كل يوم، يحتاج الملايين إلى الأنسولين للسيطرة على مرض السكري حتى يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة. الأنسولين موجود منذ 100 عام. يكلف شركات الأدوية 10 دولارات فقط لقارورة لصنعها.
لكن شركات الأدوية الكبرى كانت تفرض على الناس مئات الدولارات بشكل غير عادل – وتحقق أرباحا قياسية.
ودعا بايدن إلى وضع حد أقصى لتكلفة الأنسولين عند 35 دولارا شهريا لكل أمريكي يحتاجه.
وأكد “لدينا التزام لأبنائنا واحفادنا بمواجهة التغير المناخي”، لكنه قال “سنبقى بحاجة إلى النفط والفحم لعقد من السنوات”.
وانتقد الرئيس نظام الضرائب الذي قال بإنه “غير عادل”. وقال إن على الشركات الكبيرة والأثرياء أن يدفعوا “الحصة المستحقة” عليهم.
وقال الرئيس إن هناك 55 من أكبر الشركات في الولايات المتحدة حققت “40 مليار أرباح” خلال العام الماضي لكنهم “دفعوا صفر ضرائب”.
وأكد أن الإدارة لن ترفع الضرائب على أي شخص يحصل علىأاقل من 400 ألف دولار في السنة، لكنه طالب بتمرير اقتراحه لزيادة “ضرائب المليارديرات”
وقال إنه “لا يجب أن يدفع الملياردير ضرائب أقل من المعلم ورجل الإطفاء”.
وتابع “بدلا من خفض عدد عمليات التدقيق على دافعي الضرائب الأثرياء، وقعت على قانون من شأنه أن يخفض العجز بمقدار 114 مليار دولار من خلال اتخاذ إجراءات صارمة ضد الغش الضريبي الأثرياء”.
وقال الرئيس إن إدارته نجحت بتقليل الدين العام نحو 1.3 ترليون دولار، وتعهد بتقليل الدين العام أكثر خلال العام الحالي، لكنه طلب من الكونغرس “المصادقة على قانون رفع سقف الدين العام وعدم أخذ البلاد رهينة”.
وقال الرئيس “في ظل الإدارة السابقة، ارتفع العجز الأميركي أربع سنوات متتالية، وبسبب هذا العجز القياسي، لم يضف أي رئيس إلى الدين الوطني في أي أربع سنوات أكثر من سلفي”. في إشارة إلى الرئيس ترامب.
وقال “ما يقرب من 25٪ من الدين الوطني بأكمله ، وهو دين استغرق تراكمه 200 عام، أضافته تلك الإدارة وحدها”.
كما قال إن شركات النفط الكبرى حققت أرباحا بمئتي مليار دولار خلال أزمة النفط، مضيفا “إنه أمر شائن، لقد استثمروا القليل جدا من هذا الربح لزيادة الإنتاج المحلي والحفاظ على أسعار الغاز منخفضة”.
وقال إن هناك عددا “من الجمهوريين تقدموا بطلبات لتقليل الضرائب على الأثرياء وتقييد مديكير من اجل دعم الموافقة على رفع الدين”. وأثارت تعليقات الرئيس هذه صيحات اعتراض من الجمهوريين.
لكن الرئيس قال إن هذا ليس موقفا حزبيا عاما، وإنما موقف أفراد “قد لا يمثلون أغلبية الجمهوريين”.
وقال إن الخطط المالية التي قدمها ستتمكن من “تقليل الدين العام بنحو ترليوني دولار” من دون المساس بنظام الرعاية الاجتماعية أو “مديكير” للرعاية الصحية.
ودعا الجمهوريين إلى تقديم خطط مالية لمناقشتها.
وأشار الرئيس إلى إصلاحات “قللت الفواتير المفاجئة”، مثل الفواتير الطبية، وقللت “التكاليف المخفية” في نظام البنوك وشركات الطيران وغيرها مما وفر المليارات للأميركيين.
الصحة والتعليم والشرطة
ودعا الرئيس إلى رفع رواتب مدرسي المدارس العامة، وتوفير الدراسة المجانية للأطفال بعمر 4 سنوات.
وقال الرئيس إن الولايات المتحدة “كسرت قبضة كوفيد، التي أغلقت مصانعنا وسرقت من الأطفال عيش التجربة الكاملة للمدرسة”، وأكد “قريبا سننهي حالة الطوارئ الطبية لكننا سنتذكر الألم والثمن الذي دفعناه”.
ودعا إلى تذكر “اكثر من مليون أميركي دفع حياته بسبب الفيروس، من خلال البقاء متنبهين ودعم اللقاحات والعلاج”.
ودعا الرئيس إلى العمل على “مواجهة السرطان وجعله ليس حكم إعدام، وإنما مرض قابل للعلاج”.
وطالب الرئيس بتمرير قانون اصلاح الشرطة، وهو قانون قال إنه سيسهم في خلق أحياء بلا عنف.
وقال أيضا إنه يجب معالجة العنف من جذوره، بتوفير التعليم، والدعم النفسي، والتثقيف، وأيضا تدريب الشرطة ورفع معاييرها.
وطالب بحظر الأسلحة الهجومية، مستذكرا قانون تنظيم الحصول على الأسلحة الذي أقره الكونغرس.
وفيما أشاد بالقانون، إلا أنه قال إن “العمل لم ينته بعد”.
ودعا بايدن إلى التعاون لمواجهة مشكلة الهجرة غير الشرعية، وقال إن قوات حرس الحدود اعتقلت 8000 مهرب بشر، وصادرت 23 ألف باوند من مخدر “فينتينيل” الخطر.
وقال إن 97 بالمئة من الهجرة غير الشرعية القادمة من عدة بلدان قد توقعت، وطالب مجلس النواب بدعم تشريع الهجرة، وتوفير المعدات التي يحتاجها حرس الحدود.
وتعهد بايدن بفرض “فيتو رئاسي” على أي مشروع يجعل حظر الإجهاض وطنيا، أو يرفع كلف العلاج، أو يهدد الضمان الاجتماعي.
أوكرانيا وروسيا والصين
وأعرب الرئيس عن دعم إدارته “الثابت” لأوكرانيا، ودعا أعضاء البرلمان إلى التصفيق احتفاء بالسفيرة الأوكرانية التي حضرت إلقاء الخطاب.
وقال لها “نقف متحدين للتعبير عن دعمنا لبلادكم، وسنقف معكم مهما طال الأمر”.
وقال “قبل أن أتولى منصبي، كانت القصة تدور حول كيفية زيادة جمهورية الصين الشعبية لقوتها وسقوط أمريكا في العالم لكن ليس بعد الآن”.
وتابع “لقد أوضحت مع الرئيس شي أننا نسعى إلى المنافسة وليس الصراع”.
وقال الرئيس قمنا “بالاستثمار في تحالفاتنا والعمل مع حلفائنا لحماية تقنياتنا المتقدمة حتى لا تستخدم ضدنا، تحديث جيشنا للحفاظ على الاستقرار وردع العدوان”.
وأكد: “اليوم، نحن في أقوى وضع منذ عقود للتنافس مع الصين أو أي جهة أخرى في العالم، و أنا ملتزم بالعمل مع الصين حيث يمكنها تعزيز المصالح الأميركية وإفادة العالم”.
واستدرك “لكن لا تخطئوا كما أوضحنا الأسبوع الماضي، إذا هددت الصين سيادتنا، فسوف نعمل على حماية بلدنا. وقد فعلنا”.
وأضاف “في العامين الماضيين، أصبحت الديمقراطيات أقوى، وليس أضعف، وأصبحت الأنظمة الاستبدادية أضعف، وليس أقوى”.
وتابع “الذين يراهنون ضد أميركا يتعلمون مدى خطأهم”.
وقال لأعضاء المجلس “أتحداكم أن تسموا زعيما عالميا واحدا يرغب بتبادل المواقع مع الرئيس الصيني”.
المخدرات والصحة العقلية
وطالب الرئيس بمنع المخدرات من الدخول إلى البلاد عبر تحديث المنافذ الحدودية وتجهيزها بالمعدات الحديثة.
وقال إن الفنتينيل يقتل أكثر من 70 ألف أميركي في السنة، مطالبا بالقيام بالمزيد من أجل تحسين الصحة النفسية للشباب والطلاب.
ودعا إلى حظر الدعايات الإليكترونية التي تستهدف الأطفال.
كما دعا إلى توفير السكن للمحاربين القدامى ودعم صحتهم النفسية محذرا من وجود أعداد كبيرة منهم تقدم على الانتحار.
وقال “لا يمكننا الاستمرار في فقدان 17 من قدامى المحاربين يوميا بسبب آفة الانتحار الصامتة”، وأكد “تبذل وزارة شؤون المحاربين القدامى كل ما في وسعها، بما في ذلك توسيع فحوصات الصحة العقلية.. ومساعدة قدامى المحاربين الآخرين على فهم ما يمرون به والحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها”.