سلاح «هارب» .. وزلزال تركيا
بقلم: رجا طلب
النشرة الدولية –
الجدل الذي اثير ويثار بشان الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا يوم الاثنين الماضي لم يسبق أن لاحق أي زلزال آخر على الأقل خلال العقدين الآخيرين رغم كثرة تلك الزلزال ومنها ما وقع في تركيا نفسها، لكن هذا الزلزال الضخم الذي ما زال الرقم النهائي لضحاياه معلقا وقابلا للزيادة طاردته ومنذ وقوعه العديد من التساؤلات المتعلقة بأسباب وقوعه بهذه القسوة وحجم الدمار الذي تسبب به وطبيعته، وخلال هذا الجدل طرحت عدة فرضيات أو نظريات ومنها مثلا أن بناء السدود بأعداد كبيرة على غرار الحالة التركية التي تخزن سدودها البالغ ?ددها 861 سدا قرابة 651 مليار متر مكعب من المياه والتي يقال إن هذه الكمية الكبيرة للغاية من المياه أثرت بشكل مباشر على القشرة الأرضية وبالتالي أحدثت الخلخلة التي تسببت بالتصدعات في طبقات الأرض وتسببت بالزلزال، ومن بين تلك النظريات أن هذا الزلزال تسببت به تفجيرات لقنابل نووية تكتيكية في مياه البحر المتوسط، أما النظرية التي تسيدت المشهد برمته فهي النظرية التي أرجعت سبب الزلزال لتقنية هندسة المناخ وصناعة التغيرات المناخية كسلاح من أسلحة التدمير وتحديدا مشروع (H.A.A.R.P) وهو اختصار للتسمية العلمية للمشروع الذي ?طلق عليه (High Frequency Active Auroral Research Program) والمصطلح بالعربية هو برنامج (الشفق النشط عالي التردد)، وحسب المعلومات المتداولة بشأنه فإن هذا المشروع تُشرف عليه وزارة الدفاع الأميركية حيث بدأ العمل به عام 1993 وأقيمت محطة خاصة له في الاسكا وقيل أنه أوقف العمل به عام 2007.
ما جعل نظرية «هارب» تبدو لدى العديد من الجهات العلمية المتخصصة والجهات الاستخبارية وأيضا العقول السياسية في عواصم عديدة من العالم تبدو منطقية ولا مبالغة فيها هما عاملان:
- الأول: وهو علمي حيث ثبت أن هناك إمكانية لهندسة المناخ والتلاعب به وإحداث التقلبات المطلوبة فبرنامج «هارب» يولد سلسلة من الإلكترونات عبر هوائيات ضخمة جدا موجهة للسماء والتي بدورها يمكن أن تغير أقطاب الأرض المغناطيسية، من خلال توليدها (شعاع الجسيمات) الذي يعمل على زيادة سرعة البروتونات والأيونات في ذرات المادة، فينتج منها شعاع عالي الطاقة قادر على إحداث تفجيرات ضخمة للغاية واختراق طبقات الأرض وإحداث الخلل فيها بدرجة كبرى مما يحدث الزلازل والأعاصير والفيضانات.
- الثاني: سجل الولايات المتحدة في موضوع الحروب والتسلح وخاصة القنبلة الذرية التى جُربت بحق اليابان ابان الحرب العالمية الثانية، بالاضافة لتلك التجارب المتعلقة بالقنبلة الهيدروجينية وابحاث حرب النجوم التي قيل أن الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان قد أوقفها مطلع التسعينيات من القرن الماضي خلال فترة التفاهم مع الرئيس السوفيتي وقتذاك ميخائيل غورباتشوف.
وبخصوص «هارب» فقد نقل عن العالمة الأميركية روزالي بيرتل أنها حذرت في عام 1996 من «تقنية هارب» كسلاح عسكري، فيما قال البروفسور الكندي مايكل شوسودوفسكي المعادي للعولمة (أن الأدلة العلمية الحديثة تشير إلى أن البرنامج «هارب» يعمل بكامل طاقته ولديه القدرة على إحداث الفيضانات والأعاصير والجفاف والزلازل)، وقد كانت تصريحات شوسودوفسكي بمثابة رد على تصريحات أميركية تتحدث عن وقف مشروع «هارب» الذي اثار سخطا عالميا وقتذاك.
ومن بين المعلومات المهمة والمثيرة والتى تتسق إلى حد كبير مع ما يذهب اليه اصحاب نظرية «هارب» هي التصريحات التي ادلى بها (هالوك تاتار) المدير العام لإدارة الكوارث والطوارئ التركية وذلك خلال مؤتمره الصحفي يوم السبت الفائت حيث قال (إن الطاقة التي انبعثت من الزلزال الذي ضرب تركيا بقوة 7،7 درجات، واستمر 65 ثانية كانت تعادل 500 قنبلة ذرية، وأن المدة التي استغرقها الزلزال كانت 45 ثانية فقط).
من الصعب بل ومن المبكر التعرف على حقيقة وطبيعة هذا الزلزال المدمر، غير أنه من المهم للغاية معرفة هل دخلنا مرحلة حرب (الكوارث وهندسة المناخ أم لا)؟، فهذا النوع من الحروب هو الاكثر مكرا ودهاء من حروب الأسلحة التقليدية بانواعها و البيولوجية والجرثومية.