أين العرب ولماذا هم مختفون؟!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يختفي العرب في الملمات الكبرى والقضايا العالمية ولا يظهرون إلا بعد انتهاء هذه القضايا، وأن تواجدوا يظهرون بخجل ويلعبون أدوار ثانوية حتى في القضايا التي تهمهم وتؤثر على حياتهم بشكل مباشر، فأين العرب في القضايا العالمية؟، فالدور العربي في الحرب الروسية الأوكرانية هامشي لأبعد الحدود ودون تأثير رغم أنهما دولتان مؤثرتان في الحياة العربية، وصراعهما يتسبب في أضرار بالغة لارتباطنا كعرب ببرنامج الطاقة العالمي مع روسيا وحاجتنا للغذاء الأوكراني.
وكان غياب الدور الايجابي بارزاً في القضايا العربية بل ان بعض الدول مارست ألاعيبها بطريقة سلبية، فأين كنا في حرب الدمار الشامل الذي شنه الغرب على العراق؟، ولم يكن دور للعرب في الحرب السورية وتركوا الساحة برمتها لروسيا وإيران والولايات المتحدة، واختفى العرب عن لعب دور مؤثر وإيجاد حلول للقضايا اللبنانية لتصبح فرنسا وإيران اللاعبين الأساسيين فيها، وحين قرر العرب التدخل تسببوا في دمار السودان وليبيا واليمن بدلاً من إيجاد حلول ضمن الأسرة العربية لضمان الحفاظ على أرواح الشعوب التي تضيع هدراً ويتم الفتك بها في وضح النهار.
لذا لم يكن مستغرباً أن يتم ترك فلسطين وغزتها يواجهون العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني لوحدهم، ليتجلى العجز العرب بأبشع صورة حين فشلوا مجتمعين في القدرة على توفير سبل الحياة للشعب الفلسطيني وفشلوا بمساعدتهم بالمقومات الحياة الأولية، ليتردد السؤال الذي خرج من أفواه أبناء فلسطين: “أين العرب”؟، نعم العرب الذين يتحكمون بمصادر طاقة العالم والمضائق البحرية الأكثر تأثيراً في حياة العالم، ويحظون بموقع جيوسياسي قل نظيره بين دول العالم كونهم الرابط الوحيد قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وكما يقال إذا عُرف السبب بطل العجب، فعديد الدول العربية لا زالت تقبع تحت نير الاحتلال وتتلقى قرارتها من الدول الكُبرى، لذا لم يقف في وجه صفقة القرن من العرب إلا الأردن وفلسطين، ولم يفتح الباب للشعب السوري الشقيق إلا الأردن ولبنان، ولم يجد العراقيون مكان آمن يسكنوه بعد بغداد والموصل والبصرة غير الأردن، فأين البقية الباقية من عرب، وهل كان خوفهم من الغضب الغربي يفوق رغبتهم في حماية أبناء الأمة ورأب الصدع في الدول الشقيقة والوصول بها لبر الأمان؟، وهل أصبح ولاء الأمة للغرب أكثر من ولائها لجذورها الأصيلة الممتدة من الخليج الثائر للمحيط الهادر؟، وهل ارتضينا أن نقتتل إرضاءً للآخرين؟ ليبقى السؤال متى تصحوا الأمة ومتى تعود لرشدها؟، لتعود صاحبة قرار في شتى قضايا العالم، والأمة قادرة على ذلك ان قدمت مصلحتها على مصلحة غيرها وخلعت ثوب الولاء للغرب.
آخر الكلام:
قال أرسطو: “الإنسان حينما يطبق القانون يسمو على الحيوان ، وحينما يبتعد عن القانون والعدل ينحط ويصبح أقل من الحيوان”، وقال هتلر:”لم أر أقذر من الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم”، وقال أفلاطون: “من يرفض اليوم القبول بالنصيحة التي لا تكلفه شيئاً سوف يضطر بالغد إلى شراء الأسف بأعلى الأسعار.