رؤية سياسية إشكالية لمؤسسة “كارنيغي” لحل الأزمة اللبنانية
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
كشف مركز” كارنيغي” الشرق الأوسط للدراسات وأبحاث السلام، عن دراسة سياسية تهم جيوسياسية المنطقة والإقليم، تحديدا لبنان وكل ما يتعلق بالازمة السياسية/الاقتصادية اللبنانية.
.. الدراسة، بكل ما فيها من تحليل وقراءات استباقية في الواقع اللبناني، وضعت بعنوان أشكالي، [نحو اتفاق دوحة جديد؟].
.. “مايكل يونغ” ، محرّر مدوّنة ‘ديوان’، خبير ومحلل منصة مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط، وضع الدراسة، مانحا الأجواء، أفق الحوار حول ثلاث قضايا مهمة في سياق الواقع اللبناني هي
*القضية الأولى :
إمكانية ولادة توافق إقليمي ودولي لحلّ المأزق السياسي والاقتصادي في البلاد.
*القضية الثانية:
نتائج الاجتماع الخماسي الذي استضافته باريس الأسبوع الفائت، و الخطوات التي سيفضي إليها؛ ذلك أن هذا الاجتماع ضم ممثّلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وقطر ومصر والسعودية بهدف الاتفاق على خريطة طريق من شأنها أن تساعد الأفرقاء اللبنانيين على الخروج من أزماتها السياسية والاقتصادية اللامتناهية.
*القضية الثالثة:
ماذا تعني سلسلةً من المفاوضات، التي تدور خلف الكواليس حول من سيخلف ميشال عون في رئاسة الجمهورية اللبنانية؟.
السؤال/القضية، فتح نقاشٍ أوسع حول هوية رئيس الوزراء المقبل، وإمكانية حصول لبنان على حزمة الدعم المالي للتخفيف من هول المآسي الاقتصادية التي يعانيها.
*”مايكل يونغ”.. معلومات وليس اجتهادات.
يصر”مايكل يونغ” على أن لبنان، وربما السياسة اللبنانية، يتّجه ميزانها نحو بوصلة خارجية، متعددة، أو مضطربة الاتجاهات، كل ذلك سعيا نحو :
*1.:
حلٍّ محتمل لمأزقه السياسي من خلال صفقة متكاملة إقليمية ومحلية، على غرار اتفاق الدوحة الذي أُبرم في أيار/مايو 2008 وحال دون وقوع حرب أهلية في لبنان، ثم أفضى إلى انتخاب ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
*2.:
العمل جارٍ للتوصّل إلى اتفاق جديد. وفي حين أن بنوده لا تزال غير واضحة المعالم، ونجاحه غير مؤكّد، يتمحور النقاش بأكمله حول حلٍّ سياسي مرتبط بالنزاعات في المنطقة، مع إضافة بعدٍ اقتصادي إليه.
*3.:
أتاح اجتماع باريس مناسبةً للمشاركين الخمسة كي يضعوا قائمة بأمنياتهم حيال لبنان. وأحد الأسباب المحتملة خلف عدم إصدار بيان هو أن فرنسا فضّلت ترك المجال مفتوحًا أمام مزيدٍ من المشاورات مع دول أخرى، ولا سيما إيران.
*4:
أن القطريين – بحسب مصادر مؤسسة كارنيغي-هم في موقع يخوّلهم أداء دور الوساطة بين طهران والسعودية، ووجود علاقات ودّية جدًّا مع الأميركيين والفرنسيين. والقطريين أيضًا اتصالات وثيقة بالساحة اللبنانية المحلية، وتجمعهم منذ فترة طويلة روابط بحزب الله.
*5.:
تنطوي الصفقة المتكاملة الأوسع نطاقًا على عناصر كثيرة تتعدّى مواصفات من سيتولّى رئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة. ستكون أولوية السعوديين رؤية ما ستقدّمه إيران من تنازلات في النزاع اليمني مقابل تقديم السعودية المساعدة إلى لبنان الذي يُنظَر إليه بأنه تحت تأثير طهران. وعلى الرغم من عدم تجديد الهدنة في اليمن في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، استأنفت السعودية وحركة أنصار الله المعروفة بالحوثيين، محادثاتهما عبر القنوات الخلفية من أجل إطالة أمد الهدنة والتفاوض على حلٍّ أوسع. ومما لا شك فيه أن ذلك سيؤدّي إلى تحسين الأجواء في المفاوضات المتعلقة بلبنان.
*6.:
حزب الله يسعى إلى حلٍّ أكثر توافقية للخروج من المأزق اللبناني، نظرًا إلى أنه لا يملك أكثرية في المجلس النيابي، وبالتالي فهو مضطرّ إلى المساومة مع خصومه، وحتى مع بعض حلفائه، من أجل التوصل إلى اتفاق حول رئيس الجمهورية. المرشّح المفضّل لدى حزب الله هو سليمان فرنجية، بيد أن حظوظه متعثّرة حاليًا بسبب المعارضة التي يلقاها من الحزبَين المسيحيَّين الأساسيَّين، أي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، ما يحرمه الشرعية الطائفية.
*7.:
أن الوقت قد حان للتفكير في حلٍّ وسط، نظرًا إلى عجز أيٍّ فريقٍ من الأفرقاء اللبنانيين المنقسمين عن فرض مرشّحه الخاص. ويمكن أن تستند هذه التسوية إلى مقايضة مفادها’وفق تحليل الباحث للمقالات نشرت في الصحافة اللبنانية الداعمة لحزب الله، : “رئيس للجمهورية منا، ورئيس للحكومة منكم”. وأوضح الأمين هذه الفكرة مشيرًا إلى أن المعسكر الموالي لحزب الله بإمكانه المجيء بسليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية وأن حلفاء السعودية باستطاعتهم اختيار نواف سلام، سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة، رئيسًا للحكومة.
*.. ماذا في الأفق؟
من المُستبعَد أن يقبل “حزب الله” برئيس مقرّب جدًّا من السعوديين والأميركيين والفرنسيين والمصريين،[هذا مؤشر المحلل في مؤسسة كارنيغي]، الذي يرى ان الوضع : عالقٌ أيضًا في معضلة: فهو غير قادر على فرض فرنجية على مجلس النواب، لا بل هو أقل قدرة حتى على فرضه على الطائفة المسيحية التي ترفض الآن أكثر من أي وقت مضى، أن تختار الأكثرية المسلمة الممثّلين الأساسيين للمسيحيين في الدولة… ويخلص إلى أن حزب الله مرغمًا على البحث عن أسماء بديلة قد لا تكون مثالية بالنسبة إليه، إنما سيُضطرّ إلى قبولها ربما من أجل بلوغ اتفاق شامل.
*خلاصة عن من هو الرئيس؟.
.. فيما اذا اتضح ما تريد مؤسسات الأبحاث وصنع القرار، بما في ذلك السبل الدبلوماسية والامنية والاقتصادية، فمن السابق، كما في خلاصة كارنيغي :التداول بأسماء مرشّحين رئاسيين فاسم المرشّح الذي سيتصدّر السباق الرئاسي سيأتي حصيلة المساومات الإقليمية والمحلية. لن يتم انتخاب فرنجية اليوم، ولا قائد الجيش جوزيف عون. لكن، في حال تم التوصل إلى اتفاق بين كلٍّ من الدول الخمس المشاركة في اجتماع باريس وإيران وحزب الله، ما يدفع سائر الأفرقاء اللبنانيين إلى القبول به، فهذا يعني أن جميع المرشحين لا يزال لديهم فرصة، وأن الخيار سيقع على من سيستوفي بالدرجة الأكبر الشروط النهائية للاتفاق.
. ٠ بل-وهذا الأخطر عمليا- يركن “مايكل يونغ” الي تأكيد سياسي معين، اذ:
*سياسيا:
يجب التخلّص من وهم أن اللبنانيين سيتوصّلون، من تلقاء أنفسهم، إلى اتفاق على رئيس جديد للجمهورية ورئيسٍ للحكومة. ليس للأفرقاء اللبنانيين أي حافز لتسهيل بلوغ هذه النتيجة.
*اقتصاديا:
معرفة المحفزات المالية التي سيتضمّنها الاتفاق، والتي لا يمكن أن تصدر سوى عن المشاركين الخليجيين، كما ألمح بعض المراقبين مؤخرًا، فقد يكون إبرام صفقة سياسية متكاملة مربحًا أيضًا من الناحية الاقتصادية.
*اجتماعيا:
عادة ان النظر في في الشأن اللبناني، يعني، الكشف عن الواقع الاجتماعي والمعيشي الصعب(…)، هنا تدور مكاشفات كل الدراسات التي لا ولم تعالج الأزمة اجتماعيا، حتى لو كانت المباحثات، السرية والعلنية؛ ما زالت مستمرة في الوقت الراهن، وفي لبنان، كل الوقت يمنح بطاقة الراهن الأسود.