«الآثار الإسلامية»: الفن والدبلوماسية.. لغة مشتركة
تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء وحضور وزير الخارجية ودبلوماسيين وكبار الشخصيات
النشرة الدولية –
النهار الكويتية – سميرة فريمش –
تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد وحضور وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر، ونخبة من السفراء وكبار الشخصيات احتفت دار الآثار الإسلامية بدبلوماسية الفن في مركز الأمريكاني الثقافي في مؤتمر يحمل عنوان «الفن والدبلوماسية: لغة الكويت المشتركة» والذي يسلط الضوء على قوة الفن في تحقيق التفاهم وتقريب المصالح وتجاوز صراع الحضارات وبناء جسور التقارب والتواصل، حيث جمع المؤتمر سفراء الكويت في الخارج ممن اسهموا في تذليل كل العقبات امام المعارض الخارجية الكويتية التي اقيمت في دول العالم، وجالت القارات، وعبروا عن التناغم بين سياسة الفن وفن السياسة، حيث شارك السفراء تجاربهم وشددوا على اهمية الفن في توصيل الرسالة السامية واشاعة روح السلام والألفة بين شعوب العالم.
وبهذه المناسبة، قال وزير الخارجية الشيخ سالم الجابر: نحتفل اليوم بالذكرى الـ 40 لافتتاح هذا المعلم الثقافي وهو «دار الاثار الاسلامية»، مستذكرا بوافر الاعتزاز وصادق المشاعر الاسهامات الجليلة من قلب هذه الدار الشيخة حصة والمغفور له الشيخ ناصر صباح الأحمد.
وأشار العبدالله الى انه في هذه الدار تجسدت أصفى معاني الحب والوفاء للوطن وذلك بالعمل الوطني الزاخر الذي قدم الشيخة حصة والراحل الشيخ ناصر صباح الاحمد بقيم الاخلاص والعطاء، بفضلهما تعرفت كبرى العواصم على الثقافة الاسلامية وذلك عبر رحلات دار الاثار لعقود من الزمن بإطلاق معارض متجولة في شرق العالم وغربه، مؤكدا أن هذا يدخل في صميم العمل الدبلوماسي حيث يلتقى الفن بالدبلوماسية.
وتطلع العبدالله الى حديث سفراء الكويت حول تجاربهم التي وصفها بالثرية في بعض الدول التي خدموا بها والحاضنة لحضارات مختلفة.
وقال «تتشارك الدبلوماسية مع الفنون فهما صفتان تلازمان اصحابها، لتصبح جزءا اصيلا لا يتجزأ وغالبا تتعانق الدبلوماسية مع الفن، وخاصة الفن الشعبي، مشيرا الى أن شعراء الجاهلية كانوا سفراء لقبائلهم وخاضوا مهمات دبلوماسية، لافتا الى وجود نماذج ساطعة في العصر الحديث وفي وطننا العربي ومثال على ذلك سفيرا الكويت حمد الرجيب ويعقوب الرشيد وفي المملكة العربية السعودية الراحل السفير غازي القصيبي.
واضاف «ليس بشيء يعبر عن شخصية أمة كالثقافة والفنون فهي اهم مقومات الدول، مشيرا الى ثراء الحضارة العربية بالثقافة والفن، معربا عن شكره لدار الاثار الاسلامية لرفعها راية التعايش والمعرفة والانسانية، وتخليدها ارثاً حضارياً ومرجعاً للماضي واستشرافاً للمستقبل.
إرث حضاري
وبدوره، قال الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب د.محمد الجسار نحتفل اليوم بمرور 40 عاما على تأسيس دار الاثار الاسلامية، حيث كان المغفور له الشيخ ناصر صباح الاحمد له الشغف الكبير في الفن والتراث منذ شبابه، وبدأ مسيرته بجمع القطع الاثرية منذ 1975.
واضاف « وفي 1983 أنشأ دار الاثار الاسلامية برفقة زوجته الشيخة حصة الصباح، لتكون الحاضنة لمجموعة صباح الاثرية بالتعاون مع وزارة الاعلام، مشيرا الى أنه تم افتتاح مبنى المتحف الوطني في السنة نفسها، وفي 1993 تم ضم دار الاثار الاسلامية الى المجلس الوطني للثقافة والفنون. ولفت الى أن مجموعة الصباح الاثرية تعد من اهم المجموعات الاثرية في الكويت والعالم، كما كان لها دور كبير في الدفاع عن الكويت حتى اصبح لها صوت مسموع في العالم من خلال دبلوماسية الفن الذي له اثر كبير في ثقافة الشعوب، مضيفا « ولم تكتف هذه الدبلوماسية بتحرير الكويت وانما استكملت مسيرتها لتكون سفيرة للكويت والعالم الاسلامي فيما بعد». ومن جانبها، قالت ممثلة ادارة حقوق الانسان بوزارة الخارجية، رئيسة الجلسة الشيخة جواهر الدعيج، ان الكويت دأبت على مر تاريخها انتهاج سياسة متوازنة ومعتدلة ركيزتها السلام والوئام النابعة من ايمانها بالمرتكزات الانسانية ومن الدين الاسلامي الحنيف والقيم العربية وذلك من خلال نشر وصون الثقافة والفن والتراث كركيزة اساسية لتعزيز مكانتها الدولية وفق رؤية الكويت 2035.
وتطرق المؤتمر لمشاركات الكويت في الخارج من خلال المعارض التي تسلط الضوء على الفنون والكنوز الإسلامية حملت عنوان «الفن الإسلامي ورعايته» ومعرض «ذخيرة الدنيا: فنون الصياغة الهندية في العصر المغولي» واخيرا وليس آخرا معرض « الفن في حضارة بلاد المسلمين»، ولم يخلُ المؤتمر من الحديث عن المعارض والمؤتمرات التي اقيمت داخل الكويت وخارجها استذكارا لاسهامات الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح –رحمه الله مالك مجموعة الصباح الآثارية.