أزيز الرصاص وقصف المدافع يعودان من جديد بين المعارضة السورية والنظام رغم كارثة الزلزال
النشرة الدولية –
اندلع قتال بين قوات من الحكومة السورية ومجموعات من المعارضة المسلحة خلال ليل الخميس في شمال غرب البلاد، للمرة الأولى منذ الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في السادس من فبراير، وذلك وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة.
وتسيطر جماعات المعارضة المسلحة المناهضة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد على شمال غرب سوريا، إحدى أكثر المناطق تضررا بالزلزال الذي هز سوريا وتركيا.
وقال المرصد إن قوات الحكومة قصفت مشارف مدينة الأتارب التي تسيطر عليها المعارضة، وتزامن ذلك مع اشتباكات بالأسلحة الآلية الثقيلة بين قوات الحكومة والمعارضة المسلحة عند جبهة قتال قريبة.
وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد إن 235 قتلوا في الأتارب والمناطق القريبة منها في الزلزال.
وتزيد هذه الاشتباكات من متاعب السوريين الذين يسعون جاهدين لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر، مع ضعف الإمكانيات وبطء المساعدات الدولية القادمة من المعابر مع تركيا.
وذكرت وكالة تابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 4400 قتلوا بسبب الزلزال في شمال غرب سوريا، وهو ما يشكل أغلب عدد القتلى في سوريا جراء الكارثة.
وأشار المرصد إلى أن القوات الحكومية وقوات المعارضة المسلحة اشتبكت أيضا في منطقة أخرى من شمال غرب البلاد قرب مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة الحكومة. كما قصفت القوات الحكومية مشارف قريتين في محافظة حماة.
وعبّرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها بشكل خاص على سلامة الناس في شمال غرب سوريا، حيث شعر كثيرون بالتخلي عنهم مع وصول الإمدادات بالأساس إلى مناطق أخرى منكوبة من الزلزال، الذي اجتاح مساحة شاسعة من البلاد.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد بداية الأسبوع الجاري أنّ الرئيس السوري بشّار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غرب سوريا، هما معبرا باب السلام والراعي، لإدخال مساعدات إنسانية للمتضرّرين من الزلزال خلال ثلاثة أشهر.
وقد علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان على موقف النظام السوري، قائلا “إذا كان النظام جدّيا بهذا الشأن، وإذا كان مستعدّا لإقران الأقوال بالأفعال، فسيكون ذلك أمرا جيّدا للشعب السوري”.
وكانت المساعدات تدخل إلى مناطق شمال غرب سوريا عبر معبر باب الهوى، فيما أكدت الولايات المتحدة أنها قرر إيقاف العمل بقانون قيصر المتعلق بالعقوبات على النظام السوري مدة 180 يوما، لفسح المجال أمام الحكومات والدول لدعم المتضررين من الزلزال.
وتسبب الصراع السوري في مقتل المئات من الآلاف ونزوح أكثر من نصف سكان البلاد وأجبر الملايين على اللجوء إلى دول أخرى منذ اندلاعه في 2011.
ويعتمد أكثر من أربعة ملايين في شمال غرب سوريا بالفعل على المساعدات حتى قبل وقوع الزلزال.